اجتماعية مقالات الكتاب

مكبرات الصوت

من بلادنا يشع نور الإسلام، ومنها قامت الدعوة المحمدية، يحمل رسالتها الخالدة خير خلق الله.. سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أصقاع الدنيا (تبليغاً ونوراً وهداية).

وكانت وما زالت حصناً حصيناً للحفاظ على مبادئ الدين، وحماية العقيدة ممن يحاول المساس بسمعتها الشريفة، والحد من الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة، بأسلوب ينشد الوسطية في معناه ورؤاه [منهجاً.. وعدالة] بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ومن الأماكن المقدسة التي تضطلع بمسؤولية الحفاظ على هذا الإرث الإسلامي العظيم وتعاليمه [شريعة وعبادة] بيوت الله – المساجد – ففيها تقام الفروض الخمسة وما يتبعها من نوافل وفق شروط وواجبات سنها المشرع الحكيم، مرجعيتها في ذلك جهة عُرف مسؤولوها بالإخلاص والأمانة، والإشراف على مسيرتها وتشجيع رسالتها السامية نحو الخير والنور وإحياء السنة، تؤدى فيها الفروض في هدوء وخشوع بعيداً عما يتعارض مع ذلك، من المنغصات التي قد لا تخفى على أحدٍ.

وبلادنا – والحمد لله – على مستوى مدنها وقراها وباديتها وطرقها الطويلة، تكتظ بالمساجد المتنوعة [بناءً.. وتأثيثاً.. واتساعاً] منها ما أقيم على نفقة الدولة – أيدها الله – ومنها ما أقيم على نفقة المحسنين من أهل الخير، من محبي الأجر والثواب دنيا وآخرة، يتم الإشراف على نشاطها الديني جهات رقابية مسؤولة، ويؤمها رجال عرفوا بالخير والفضيلة (علماً وديناً وخلقاً).

ومع التنافس الشريف في بناء المساجد ببلادنا وخاصة من محبي الخير، فقد قامت في كثير من الأحياء، شكاوى من ارتفاع أصوات مكبرات الصوت في المساجد مما يسبب ذلك إزعاجاً للمجاورين كالأطفال وكبار السن والمرضى، ولعل مرد ذلك تعدد وتنوع التقنيات الصوتية، في تلك المساجد وخاصة ما كان منها قريباً من بعض!

ونتيجة لذلك وانطلاقاً من مسؤوليتها، وعدم المساس بقدسية الأذان ومشروعيته في النداء إلى الصلاة، إحياء لعلوم الدين وحفاظاً على السنة المطهرة فقد أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية مشكورة توجيهاً بخفض أصوات (المكبرات) وتقليل أعدادها في المآذن، وتكوين لجان لمراقبة ذلك، وفق التعليمات المبلغة بعيداً عما يزعج المصلين والمجاورين على حدٍ سواء، ومساءلة من يخالف ذلك، والعمل على أن يصل صوت المؤذن للجميع دون أن يزعجهم تمازج الأصوات واختلاطها.

خاتمة: لقد أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية – صنعاً – بهذا التوجيه الموفق وتعميمه على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فتأدية المصلين للصلوات في هدوء وارتياح وعدم إزعاج المجاورين بمكبرات الصوت مدعاة للخشوع في أداء الصلوات وما يتبعها من نوافل.
والله الموفق،،
Ali.kodran7007@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *