اجتماعية مقالات الكتاب

إنجازات وزارة الصحة

اطلعت وبكل سعادة بالغة وفخر على الاستعدادات التي قامت بها وزارة الصحة السعودية للتصدي والوقاية من انتشار فيروس كورونا الجديد في المجتمع السعودي وذلك من خلال العديد من الاستراتيجيات والبرامج الصحية التي تم تطبيقها في جميع المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة.

تلك الاستراتيجيات الصحية والتي تم الإشارة اليها من قبل المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، دلت وبكل وضوح على الخبرة الاحترافية (المهنية في المجال الصحي الوقائي) التي يمتلكها منسوبو وزارة الصحة السعودية في التصدي لمثل تلك الامراض الوبائية التي يمكن ان تنتشر في المجتمعات، وتأتي خطورتها وانتشارها من دول العالم. نعم، هناك احترافية كبيرة في كتابة تلك الاستراتيجيات والبرامج العامة (وتطبيقها العملي) لجميع ماله علاقة وشأن بهذا المرض الذي هز ارجاء العالم وذلك من خلال الارتفاع المتزايد لأعدد المصابين والوفيات.

ومن خلال الفرصة التي اتيحت لي في العمل مع مجموعة احترافية وذلك خلال عملي بمستشفى فريمان بمدينة نيوكاسل الإنجليزية، أدركت تماما، ان كتابة المعايير الوقائية سواء المعايير التي تخص سلامة المرضى او معايير مكافحة العدوى، ليست بالأمر السهل وتحتاج الى مهنية عالية جدا للوصول الى أفضل صيغة، والتي من خلال تطبيقها يمكن الوصول الى أفضل النتائج في مؤشرات العمل الصحي المتطور.

نعم، وزارة الصحة السعودية تمتلك الان فريق عمل احترافيا (بجميع منشآتها الصحية) يمتلك خبرة واسعة في التعامل مع مثل تلك الحالات الطارئة، كيف لا، ومنسوبو وزارة الصحة يكتسبون سنويا كما كبيرا من الخبرات المهنية في جميع المجالات الطبية وذلك من خلال موسم الحج السنوي او من خلال موسم العمرة والزيارة. أيضا، أتت هذه الاحترافية في الأداء المهني الصحي السعودي، من خلال البرنامج الذهبي للابتعاث والتدريب الذي تمتلكه وزارة الصحة السعودية لمنسوبيها (اتمني ألا يتأثر سلبا من خلال الخصخصة الصحية). نعم، استطاعت وزارة الصحة في خلال العقود الزمنية الماضية، ان تمتلك في مواردها البشرية كما كبيرا من الممارسين الصحيين السعوديين سواء كانوا من خريجي الجامعات السعودية او من أصحاب الشهادات الطبية العليا (PhD, MD)، ممن يمتازون بالمهنية الاحترافية في عملهم وذلك بعد حصولهم أيضا على تدريب متقدم في مراكز صحية مميزة في جميع الحقول المهنية الصحية. وما تحققه وزارة الصحة من مؤشرات أداء إيجابية ونجاح مختلف برامجها الصحية، لهو أكبر دليل على تميز الأداء المهني لجميع منسوبيها (أطباء، تمريض واخصائيين).

باختصار، رغم وجود تعاون واضح من قبل منشآت وزارة الصحة ومنسوبيها مع طلبة وطالبات الكليات الصحية وبرامجها الاكاديمية، لكن ما زال هناك تعاون ضعيف جدا لا يصل الى تطلعات الممارسين الصحيين (وخاصة من أصحاب الشهادات العليا) وذلك من قبل الكليات الطبية بالجامعات السعودية. ما زال الجميع يقرأ ويسمع عن التعاقدات (من الخارج) لتغطية نقص الأكاديميين في الكليات الحكومية (اما الخاصة فحدث ولا حرج)! في المقابل، تضع الشروط امام منسوبي وزارة الصحة وذلك للتعاون الأكاديمي والبحثي (حتى وان كان من خلال عقد عمل محدد وقصير)! نعم، اتمنى ان تأتي وزارة الموارد البشرية بحلتها الجديدة ببصيص من النور في مثل هذا التعاون، وتكون هناك أيضا استراتيجية تعاون أكاديمي وبحثي بين وزارتي الصحة والتعليم (تساوي بين منسوبي الطرفين ودون تمييز لطرف على اخر).
بقلم: د. إسماعيل محمد التركستاني
استشاري مستشفى مدينة الحجاج بالمدينة المنورة
drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *