رياضة مقالات الكتاب

إعلام.. طقها والحقها

محفوظ عجب، شخصية جسدها الفنان الكبير سمير صبري في فيلم “دموع صاحبة الجلالة” لصحفي انتهازي، بدأ مشواره الإعلامي بالكذب، والفبركة، والتلصص وأمور أخرى،

كادت أن تودي بحياته، رغم بعض الإيجابيات اللتي قام بها خلال الفيلم، ومن المؤكد أنه ليس مثالاً يحتذى به في غالب صفاته لمن أراد ممارسة العمل الإعلامي. خلال السنوات الماضية نسمع عن مشادات وتصرفات مخجلة من إعلاميين في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة، أو حتى التواصل الاجتماعي، وأدى ذلك للتحقيق معهم، وإيقافهم، وتغريم عدد منهم في فترات متنوعة، وصاحب ذلك بكاء على الأطلال من فريق إعلامي آخر على ضياع هيبة الإعلامي، وهو أمر مضحك / مبكي؛ لأنهم متشابهون، وشخصياً توقفت عن أن (أشره) عليهم ، ولكني ألوم وسائل الإعلام ومعديها والقائمين عليها. السبب في ذلك أن الوسيلة الإعلامية وإدارتها من بيده صلاحية استضافة وإظهارهم؛ سواء تلفزيونياً أو إذاعياً، أو حتى صحفياً عن طريق المقالات.

فهناك فقر كبير في صناعة المحتوى الرياضي، وفي قدرة طواقم الإعداد والتقديم على إخراج محتوى راق، ومتجدد بعيدا عن الإثارة السلبية التي أساسها ألوان الأندية؛ ليصبح البرنامج عشوائياً كأنه فريق يلعب بلا خطة، أو كما يسمونه بالبلدي (طقها والحقها)، أو عندما يزكيك أحدهم لفرق الإعداد لاستضافتك فيتم السؤال عن ميولك قبل كل شيء؛ لتم تصنيفك وتحديد الحلقات التي يتم استضافتك بها بحسب نوع الإثارة التي تشوب الساحة في ذلك الوقت، مع الحرص على أن يكون الضيف الآخر ينتمي للنادي المنافس لتحس وكأنك في إحدى حلبات UFC والمقدم الشهير بروس بافر يصرخ بعبارته المشهورة (لقد حان الوقت!! It’s Time!!).

صناعة الإعلام الرياضي تعتمد على نسبة المشاهدة والمعلنين وأستمراريتها تعتمد على المداخيل المالية؛ لذلك لاتستغرب اعتماد نهج الإثارة والتهييج للشارع الرياضي، فالموضوع ببساطة (بيزنس) ومن السهل استضافة من ليس لديهم مشكلة في نشر التعصب وادعاء الحياد بدموع التماسيح في نفس الوقت، ولكنه ليس سهلا تقديم مادة إيجابية بعقليات وأسماء جديدة تمارس الدور الإعلامي الصحيح بعيداً عن النظارات الملونة؛ لذلك ألقي اللوم على الوسيلة الإعلامية اللتي تصدّر لنا النوع الأول من الإعلاميين.

بُعد آخر
“اطرد جو مورقن … حيث يموت الإعلام الرياضي السيئ” ، هذا ليس عنوانا لفيلم ولكنه لمدونة رياضية شهيرة في الفترة ما بين 2005-2008 تهتم بنقد الإعلام السيئ عامة والرياضي خاصة ، فما أحوجنا لمثلها اليوم.

@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *