جدة- محمود العوضي
على صهوات الجياد، وحّد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أرجاء هذه البلاد المترامية، ليقيم أعظم كيان سياسي واجتماعي في المنطقة بالعصر الحديث، وحين قامت الدولة وتكاملت مقوماتها اعتنى الملك عبدالعزيز بالخيل وسباقاتها، وحرص على استقطاب السلالات الأصيلة والمحافظة عليها، وتعليم وتدريب أبنائه على ركوب الخيل والاهتمام بها، فكان يقيم السباقات بينهم ويحفزهم، حتى إن أحد أهم أحياء مدينة الرياض اكتسب اسمه من كونه أول موقع لمضمار خصص لسباقات الخيل في تاريخ المملكة ( الملزّ)، وتعني بالمفهوم الشعبي والثقافة المحلية “مكان سباق الخيل”.
ثم سار أبناء الملك عبدالعزيز الذين تعاقبوا على حكم المملكة، على نفس النهج، فكان لكل من الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد وعبدالله بصمات وتحولات كان أهمها أمر الملك فيصل بإنشاء نادي الفروسية عام 1965م وتعيين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيساً له، وكان من ضمن المؤسسين الملك سلمان بن عبدالعزيز” أمير منطقة الرياض آنذاك”، فانطلق النادي إلى مرحلة جديدة أكثر تطوراً على مستوى السباقات واللوائح والأنظمة، لتشهد الرياض عام 2003م افتتاح الميدان الكبير الذي حمل اسم مؤسس الدولة (ميدان الملك عبدالعزيز) أحد أهم معالم مدينة الرياض، إيذاناً بدخول مرحلة جديدة من العناية بسباقات الخيل ومحاكاة أفضل نظيراتها على مستوى العالم.
تحول تاريخي ورعاية كريمة
واليوم، ها نحن نعيش أهم تحول تاريخي في مسيرة سباقات الخيل السعودية، من خلال تنظيم المملكة، ولأول مرة، هذا الحدث الدولي (كأس السعودية) الذي يستقطب أهم وأغلى وأرقى خيول السباقات في العالم، ويقدم أكبر الجوائز في سباقات الخيول، لتصبح المملكة وجهة عالمية في مجال الخيل والفروسية، مثلما هي وجهة وتحتل مكانة مرموقة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والحضارية، بفضل دعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لنادي الفروسية، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قائد التحول وصاحب الرؤية الطموحة؛ من أجل حاضر أجمل ومستقبل مزدهر، الذي رعى هذه البطولة منذ أن كانت فكرة وليدة، وسخر لها كافة الإمكانات، ووجّه بأن تظهر بالصورة المتكاملة.
أغلى سباق في العالم
وقد أعلن نادي الفروسية، عن إقامة كأس السعودية الذي ينطلق اليوم وغدا، بجوائز مالية ضخمة تبلغ قيمتها 29 مليون دولار، منها 10 ملايين دولار لصاحب المركز الأول.
وتستهدف هذه المسابقة الكثير من الفئات الخاصة بالخيل ذات 4 سنوات وأكثر وفق نظام الوزن مقابل العمر بمسافة 1800 متر، وستقام المسابقة على مسار ترابي بيضاوي مكون من لفة واحدة في ميدان الملك عبد العزيز للفروسية بالرياض.
8 سباقات
تتضمن الفعالية السباق الرئيس، بالإضافة إلى سباقات ثانوية دولية على المسار العشبي الجديد والمسار الترابي للخيول الدولية والمحلية.
وستتنوع السباقات الثانوية على فئات عدة، اليوم الجمعة، وتصل قيمة الجوائز المالية للسباقات إلى 6,8 مليون دولار، وتشمل:
– سباق خيل متكافئ على مسار عشبي بطول 3 آلاف متر (15 فورلونغ)، بأوزان متكافئة تتراوح بين 54 – 62 كيلوجراما، وإجمالي جوائز بقيمة 2,5 مليون دولار أمريكي مع جائزة أولى بقيمة 1,5 مليون دولار أمريكي.
– سباق متوسط على مسار عشبي بطول 2100 متر (10.5 فورلونغ)، مخصص للخيول بعمر 4 سنوات فما فوق، بقيمة جوائز إجمالية تبلغ مليون دولار، وجائزة أولى بقيمة 600 ألف دولار.
– سباق سريع على مسار عشبي بطول 1350 مترا (6.7 فورلونغ)، للخيول بعمر 4 سنوات فما فوق، بقيمة جوائز إجمالية تبلغ مليون دولار، وجائزة أولى بقيمة 600 دولار.
– سباق سريع على مسار ترابي بطول 1200 متر (6 فورلونغ) للخيول بعمر 3 سنوات فما فوق، بقيمة جوائز تبلغ 1,5 مليون دولار وجائزة أولى بقيمة 900 ألف دولار.
– سباق قصير على مسار ترابي بطول 1600 متر (8 فورلونغ) مخصص للخيول بعمر 3 سنوات فما فوق، وبقيمة جوائز إجمالية تبلغ 800 ألف دولار وجائزة أولى بقيمة 480 ألف دولار.
السباق الرئيس
يشار إلى أن “كأس السعودية” التي تمثل السباق الرئيس، ستشهد مشاركة 14 مُتسابقا كحدِ أقصى على أرض المضمار الترابي الذي يمتد بطول 1800 متر، وتبلغ قيمة الجائزة التي سيحصل عليها الخيل الفائز 10 ملايين دولار أمريكي، في حين تبلغ قيمة باقي الجوائز التي ستتقاسمها الخيول الفائزة بالمراكز من الثاني إلى العاشر 10 ملايين دولار أيضاً، ليبلغ إجمالي جوائز السباق 20 مليون دولار أمريكي.
