المحليات

الآسنة ترعب مستهلكي الخضروات

جدة – ياسر بن يوسف

ثمة أسئلة تنطلق من منصات الكثيرين حول الأضرار والتداعيات الناتجة عن تناول الخضروات والفاكهة التي يتم ريّها بمياه الصرف الصحي غير المعالجة ثلاثيا، وفيما إذا كانت مياه الصرف المعالجة آمنة ويمكن إستخدامها في ري المحاصيل الموسمية والخضروات الورقية وأشجار الفاكهة، هذه الأسئلة “الدسمة” ترجمة لهواجس الكثيرين خصوصا وأنه بين الحين والآخر يتم ضبط صهاريج للصرف الصحي تسكب مخالفاتها في بعض المزارع التي يعمل بها وافدون،

“البلاد” حملت هذه التساؤلات والتقت بعدد من المختصين والذين أكدوا أن من ضمن المشاكل الصحية التي تنتج عن تناول الورقيات التي يتم ريها بمياه الصرف الصحي النزلات المعوية بالإضافة إلى أمراض في الكبد كالطفيليات الكبدية والفشل الكلوي، والأمراض الخبيثة وهناك أمراض بكتيرية وأمراض طفيلية كالأميبا وهي تسبب التقيوء والإسهال وقد يصل إلى إسهال دموي ويؤدي إلى التهاب في القولون.


ومشكلة الطفيليات أنها تبقى متكيسة وتقاوم الحرارة والبرد وجميع العوارض البيئية القوية وتبقى موجودة في أوراق الخضروات فحينما يأكل الشخص الخضروات المسقية بتلك المياه تتكاثر في جسم الإنسان وتسبب له المشاكل الصحية.


يقول المهندس عادل بن مطلق الشيخ مدير مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة جدة بأن عادة ما تحتوي مياه الصرف الصحي غير المعالجة على ميكروبات، ومسببات الأمراض، والملوثات الكيماوية، وبقايا المضادات الحيوية، وغيرها من المخاطر على صحة المزارعين، والعاملين في سلسلة الغذاء والمستهلكين، كما أنها تشكل مصدراً للمخاوف البيئية. ويوجد عدد من التقنيات والأساليب الحالية التي يتم استخدامها في جميع أنحاء العالم لمعالجة مياه الصرف الصحي وإدارتها واستخدامها في قطاع الزراعة، وإن كثيراً من هذه التقنيات تختص بالموارد الطبيعية المحلية، والنظم الزراعية التي يجري استخدامها فيها، والمحاصيل التي يجري انتاجها ،لافتًا إلى أن الري بمياه الصرف الصحي والزراعي غير المعالج يؤدي إلى إصابة الإنسان والحيوان بأمراض خطيرة، منها الفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي ، وذلك لأن النباتات التي تروى بهذه المياه تظل عالقة بها.

وأضاف بقوله :لابد من مطالبة الجهات الرقابية بضرورة متابعة المزروعات التي تروى بمياه الصرف الصحي، ومعاقبة المزارعين الذين يقومون باستخدام مياه الصرف الصحي غير المعالج لري الأراضي الزراعية، مشددًا على ضرورة سن قوانين تجرم ذلك، فمن الممكن أن تروى الزراعات بالصرف الصحي أو الزراعي، ولكن بعد معالجتها لضمان صلاحيتها للري ، علما بأنه لا يجب استخدام مياه الصرف الصحي حتى لسقي اشجار الشوارع الا بعد معالجتها ثلاثيا حتى لا تكون هناك روائح مزعجة ناتجة عنها.

الغطاء النباتي
اما صالح الجليفي ناشط بيئي وزراعي فقال: في تصوري أن استخدام المياه “الرمادية” المعالجة بشكل سليم في سقي مشروعات وتشجير شوارع المدن أمر جيد بل هو استثمار أمثل يسهم في دعم الغطاء النباتي وتحسين الوضع البيئي بالمدن أما ما يتعلق بمياه المجاري غير المعالجة فهذا أمر غاية في الخطورة وتدمير للوضع الصحي والبيئي بشكل كبير ولا أتمنى حدوثه، فمع ازدياد الطلب على المياه وتزايد حدة ندرتها، آن الأوان للتوقف عن النظر إلى مياه الصرف الصحي على أنها نفايات، والتعامل معها كمصدر يمكن استخدامه لري المحاصيل والمساعدة على معالجة ندرة المياه في قطاع الزراعة، وإلى جانب المساعدة في مواجهة ندرة المياه، فإن مياه الصرف الصحي غالباً ما تحمل قيمة غذائية عالية، ما يجعلها سماداً جيداً.

“لذلك عندما تستخدم مياه الصرف الصحي وتدار بشكل آمن لتجنب المخاطر الصحية والبيئية، فإنه يمكن تحويلها من عبء إلى مصدر مفيد”.


مياه معالجة
من جانبه يقول الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس ، هناك جانبان في هذا الموضوع فالمياه إذا سقيت بها الحدائق وكانت معالجة فإن ذلك لا يشكل أية خطورة بيئيًا ، فالمياه المعالجة ثلاثيا هي مياه صرف صحي، مرت بعملية تكرير ومعالجة، وعملية المعالجة الثانية المتبعة، تحسن في أغلب الأحيان شكل مياه المجاري وقوة الرائحة. وأشار الى أن 60 % من المياه المعالجة في دول العالم تستخدم في ري المسطحات الخضراء والتشجير على الشوارع بالإضافة إلى ري الحدائق والمتنزهات،

كما يستخدم جزء من هذه المياه في الزراعة المنتجة مثل الأعلاف وأشجار النخيل، حيث أوضحت نتائج الدراسات والتجارب التي تم تنفيذها عالميًا أن الاعتماد على مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة سيساهم في تقليل الاعتماد الكلي على المياه الجوفية وبالتالي تقليل بعض الآثار السلبية المترتبة على مشكلة الملوحة، كما أكدت نتائج التجارب الزراعية أن المحاصيل المروية بمياه الصرف الصحي المعالجة كانت الأعلى في إنتاجية العلف الأخضر مقارنة بالنباتات المروية بالمياه الجوفية التقليدية في حين لم تظهر نتائج التحاليل الكيميائية أية تأثيرات سلبية على التركيب الكيميائي لبعض المحاصيل.

دراسات علمية
وأضاف كماس بقوله :” كشفت بعض الدراسات العالمية نتائج استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في ري الأعلاف الحولية (الذرة الصفراء والذرة الرفيعة والشعير) ومحصول قمح الخبز لغرض إنتاج البذور، فكشفت النتائج زيادة إنتاج المحاصيل العلفية (الذرة الشامية والذرة الرفيعة والشعير) ومحصول حبوب القمح عند الري بالمياه المعالجة، حيث بلغت الإنتاجية ضعف متوسط إنتاج القمح مقارنة بالمياه الجوفية التقليدية وفيما يتعلق بتراكيز المعادن الثقيلة والملوثات الميكروبية للمياه المعالجة فقد وجد أن تركيز المعادن الثقيلة والميكروبات كانت منخفضة جدا وضمن المواصفات القياسية ويعود ذلك إلى نوعية هذه المياه حيث تم معالجتها ثلاثيا وبطريقة متطورة.

وخلص إلى القول إن سقي الحدائق بالمياه غير المعالجة ينتج عنه روائح مؤذية ومزعجة ، كما أن هذه المواد تحتوي على العديد من البكتيريا والطفيليات والفيروسات والعديد من المواد السامه والمواد المعدنية الثقيلة التي تستخدم في التنظيف.


آثار محتملة
وفي سياق متصل يقول مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد في حالات استعمال مياه الصرف الصحي غير المعالجة في ري الحدائق والمزروعات، فإنه يكون لهذه الممارسة آثار محتملة على الصحة العامة والمحاصيل والتربة والمياه الجوفية، وآثار اقتصادية وأخرى اجتماعية.

لأن هذه المياه الخام تحتوي على بكتيريا وفيروسات ممرضة وعلى طفيليات تسبب الأمراض. وللطفيليات أهمية خاصة لجهة صعوبة التخلص منها في عمليات المعالجة. وهي تسبب عددا كبيرا من الأمراض الهضمية، المَعِدِيَّة – المِعَوِيَّة المُعْدِيَة في مختلف دول العالم، سواء في تلك المتطورة أم النامية.

ويطرح استعمال مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الري أخطارا كبيرة على صحة الإنسان،في كل شرائح الأعمار من الأطفال حتى كبار السن. ويهدد الصحة العامة. ويستطرد الدكتور الحداد قائلاً: إن استعمال مياه الصرف الصحي في الري له تأثيرات محتملة على جودة الموارد المائية الجوفية على المدى الطويل، حيث أن الزيادة الفائقة في الأملاح والمعادن الثقيلة في التربة تؤدي إلى تلويث المياه الجوفية. وإن قرب مواقع الري بمياه الصرف الصحي من مصادر التزود بمياه الشرب، مثل الآبار الارتوازية التي تغذي المدن والقرى بالمياه الصالحة للإستخدام، يشكل واحدا من أهم العوامل المحددة لخطورة تبعات تلوث المياه الجوفية.

ويختتم الحداد بالقول إن ممارسات الري بمياه الصرف الصحي تتسبب غالبا بإزعاج سكان المناطق القريبة، وإضراراً بالشروط البيئية الصحية لهذه المناطق، ويمكن ايضا أن تترافق بتهديد للصحة، ناتج عن سوء شروط النظافة، وانتشار الروائح الكريهة.

لذا فإن الرقابة الجادة مطلوبة للحد من استعمال هذه المياه غير المعالجة في الري، والعمل على تعميم طرق ووسائل ومحطات المعالجة الكافية لهذه المياه، كي تصبح متوافقة مع معايير السلامة الصحية والبيئية، وهذه هي مسؤولية مشتركة بين عدة جهات، مثل وزارات الزراعة والصحة والشؤون البلدية والقروية والبيئة.


ملوثات بيولوجية
ويتحدث الدكتور وائل بدر من جدة قائلاً :إن مياه الصرف الصحي الناتجة عن الاستخدامات البشرية هي إما مياه المطابخ والغسيل أو مياه المراحيض. ومن الناحية البيولوجية تحتوي مياه الصرف الصحي على ملوثات بيولوجية أو ميكروبية تضم مختلف الأحياء الدقيقة من كائنات أولية وبكتيريا وفطريات، كما تضم الطحالب ومواد نباتية متخمرة، وهذه الكائنات العضوية الممرضة منشأها هو الإنسان المصاب أو الحامل لهذا العامل الممرض، وللعلم يمكن أن يحتوي جراما واحدا من “الغائط” على عشرة ملايين فيروس، ومليون بكتيريا، وألفا من أكياس الطفيليات، وقرابة مائة بيضة طفيليات.

ويضيف الدكتور وائل قائلاً : القسم الثاني من الملوثات التي تحتويها المجاري هي الملوثات الكيمائية، حيث تحتوي مياه المجاري على نسبة عالية من المعادن الثقيلة وقد بينت دراسة أجراها مختصون على عينات من نباتات رويت بالمجاري أنها تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة وصلت نسبة أحدها وهو الرصاص إلى 24 ضعفا عن الحد المسموح به حسب منظمة الصحة العالمية فضلا عن معادن أخرى مثل الزئبق والكادميوم والنتريت تحتوي عليها مياه المجاري. لذا فإن استعمال هذه المياه في الري دون معالجة، يعتبر امراً خطيرًا ضاراً بالصحة والبيئة.

التخلص غير الآمن من مياه صهاريج الصرف الصحي، يهدد البيئة وصحة الإنسان، حيث إنها تلوث هواء البيئة المحيطة الروائح الكريهة المزعجة والتي لها تأثير سام من خلال استنشاق هذه الروائح، وأيضا تتكاثر الحشرات الضارة والتي قد تنقل الأمراض، وتلوث موارد المياه إذا تم التخلص منها بدون معالجة وتتكاثر الطحالب الضارة.
محطات خاصة لمعالجة مياه الصرف الصحي المياه المعالجة أو مياه الصرف الصحي تعتمد على كيفية معالجتها ونسبة نقائها وهي تتم على عدة مراحل، والمشكلة في مياه الصرف الصحي أنه توجد بها طفيليات وبكتيريا بكميات كبيرة جدا، وهذه الكميات الكبيرة لا تمتصها الورقيات نهائيا وإنما تبقى على أسطح هذه الورقيات مثل الخس والجرجير وغيرها وعندما تسقى هذه الأنواع من الورقيات بهذه المياه تكون الطفيليات والبكتيريا باقية على سطح الورقات وهذه هي المشكلة الحقيقية.


كما أن ري مثل هذه الورقيات بتلك المياه يعد جريمة وهي محرمة دوليا وتسبب مشاكل صحية كبيرة للإنسان منها ماهو على المدى القريب ومنها ما هو على المدى البعيد من ضمن هذه المشاكل الصحية والأمراض النزلات المعوية بالإضافة إلى أمراض في الكبد كالطفيليات الكبدية وهناك أمراض بكتيرية كالنزلات المعوية وأمراض طفيلية وأغلبها نزلات معوية كالأميبا وتسبب التقيوء والإسهال وقد يصل إلى إسهال دموي ويؤدي إلى التهاب في القولون.
ومشكلة الطفيليات أنها تبقى متكيسة وتقاوم الحرارة والبرد وجميع العوارض البيئية القوية وتبقى حية وموجودة فحينما يأكل الشخص الخضروات المسقية بتلك المياه تتكاثر في جسم الإنسان وتسبب له المشاكل الصحية.

للأسف البعض يظن أن المياه الملوثة نفسها هي التى يمتصها النبات، وهذا خطأ، فالنبات لا يمتص إلا مياها نظيفة وصالحة ولا يمتص الطفيليات ولكن القضية تبقى على سطح النبات. المياه المعالجة يمكن استخدامها في ري الأشجار الكبيرة ذات السيقان الطويلة ولا تصل المياه إلى ثمارها بينما يحرم دوليا ري الورقيات أو الأشجار القريبة من الأرض بالمياه المعالجة نهائيا ويعد جريمة يعاقب عليها القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *