الدولية

إيران في «القائمة السوداء».. وعزوف عن الانتخابات

البلاد – رضا سلامة

فيما رصدت تقارير للمعارضة الإيرانية من الداخل، وأخرى دولية عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت، أمس (الجمعة)، رغم استجداء المرشد خامنئي الإيرانيين للتصويت بدعاية زائفة، واصل النظام التعتيم على تفشي “كورونا” بالبلاد في محاولة لعدم التأثير على الانتخابات، الأمر الذي قوبل بغضب شعبي، خاصة مع إحباط الشارع جراء انتخابات وصفت بـ “المسرحية” من حيث معرفة نتيجتها مسبقًا وانعدام الشفافية والنزاهة، بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المرشد قرابة نصف عدد المترشحين، الذي يشتبه في معارضتهم للنظام أو حتى استقلاليتهم، ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن مجموعة العمل المالي “FATF” ستضع إيران قريبًا في قائمتها السوداء، ما يضيف مزيدًا من الضغوط على اقتصاد إيران المتدهور أصلًا بفعل العقوبات الأمريكية.

ونشرت منظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام الملالي تقارير تتضمن مقاطع فيديو وصورًا تثبت عزوفا شعبيا كبيرا عن المشاركة في الانتخابات، حيث بدت عديد من اللجان الانتخابية شبه خالية من الناخبين، كما ظهر في لقطات من لجان إمام رضا وشارع كاشاني ومدرسة خير النساء في شارع مفتح في طهران، وفي ايذه وجوانرود جنوب وغرب إيران، ودالاهو بمحافظة كرمانشاه، ومدينة نائين ولجنة طالقاني في همدان، وأضافت عديد من التقارير الدولية مزيدا من الأدلة على مقاطعة المواطنين لمسرحية الانتخابات.

ولم يفلح استجداء المرشد خامنئي للمواطنين، أو ظهور الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في إحدى لجان الانتخابات في محاولة للتأثير على حركة المقاطعة، لكن الشعب الايراني مل الوعود وأُرهق من تبعات العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن على بلادهم بسبب سياسات النظام الإجرامية.

ويتزايد الغضب الشعبي في إيران؛ بسبب إخفاء النظام حقيقة انتشار مرض كورونا وزيادة عدد الضحايا والمصابين، والغرض من الإخفاء هو منع المزيد من الكساد لمسرحية الانتخابات، في حين، يقول المواطنون في مدينة قم: إن عدد الضحايا لا يقل عن 12 شخصًا، والمصابين أكثر من 200 شخص، ما يؤكده دعوة مسؤولي الصحة إلى تعليق كافة التجمعات في مدينة قم، وتداول رسالة مسرّبة من وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، يطالب فيها وزير الصحة سعيد نمكي بعدم الإعلان عن أي حالات إصابة بفيروس كورونا في البلاد حتى انتهاء الانتخابات.

وجاء في الرسالة أنه “نظرًا لتوصيات المرشد علي خامنئي حول حث الناس على المشاركة في الانتخابات البرلمانية بأكبر نسبة ممكنة، يُؤجل الإعلان عن أي حالة مصابة بفيروس كورونا إلی ما بعد الانتخابات”، كما أوضح وزير الداخلية أن “عددًا كبيرًا من المراقبين علی صناديق الاقتراع، امتنعوا عن المشاركة في الانتخابات، خوفًا من أن يصابوا بكورونا”.

ورغم الانتشار السريع لكورونا في إيران الذي دفع العراق لإغلاق منافذه البرية في وجه الإيرانيين، وإيقاف الرحلات الجوية من هناك، كما أعلنت الخطوط الجوية والموانئ الكويتية وقف نقل الأفراد من وإلى إيران، إلا أن الرحلات الجوية لشركة الطيران “ماهان إير” المملوكة لقوات الحرس الثوري الإيراني تستمر إلى الصين، ويعد نظام الملالي الوحيد الذي لم يوقف الرحلات إلى الصين في خضم انتشار كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *