رياضة مقالات الكتاب

ثقافة القدوة

أحد أهم الأسئلة الأزلية في العالم قد يكون أيهما آتى أولاً الدجاجة أم البيضة ؟ ما جعلني أربط هذه السؤال بكرتنا السعودية هو أننا دائماً نطالب لاعبينا بأن يكونوا على قدر مسؤوليتهم الإحترافية ، ونمارس عملية جلد الذات بأننا لم نعرف من الاحتراف سوى أنفاق الأموال الطائلة عليهم، ونحن بذلك نقوم بأكبر الأخطاء في عالم الإدارة، وهو البدء من أسفل الهرم، وأعني بذلك السؤال الذي لايريد الكثير من الناس طرحه، وهو هل.. مسيرو الأندية من رؤساء وأعضاء شرف وإداريين على أعلى درجات الاحترافية؟

أن تضرب مثالاً سيئاً، وتطلب من أحد اللاعبين أو الجماهير عدم فعل مثله أمر من الصعب تحقيقه، ولا أعني بالاحترافية السهر، والتدخين فقط، ولكن أيضاً الأقوال، والأفعال، فعندما يطل مسؤول بأحد الأندية، ويقوم بإطلاق تصاريح غير ناضجة، لا تستغرب المثل من لاعبي فريقه أو مسؤولي ولاعبي الأندية الأخرى، وعندما يقوم إداري بتصرف لا احترافي؛ سواء داخل الملعب أو خارجه… لماذا نستغرب أن يقوم لاعب بتصرف لا احترافي بطريقته الخاصة؟

التغيير يأتي من أعلى الهرم وغالباً ما يكون أكثر فعالية وأثراً ، ففي أوروبا نادراً ما تشاهد تداخلات مسؤولي الأندية مع كل صغيرة وكبيرة؛ لأنهم يعرفون مسؤولياتهم، ومتى يتدخلون، ولماذا يتدخلون؛ لأنهم يعرفون أن تصرفاتهم محسوبة عليهم وتؤثر على صورتهم أمام الجماهير، ومسيري الرياضة في دولهم ، بل إن بعضهم يقومون بتعيين مختصين، ومستشارين للمحافظة على صورتهم، فهم يعرفون حساسية مناصبهم، وانعكاسات تصرفاتهم.

بعد آخر:

تستطيع أن تفعل الكثير بفرض القوانين، ولكنك ستفعل ماهو الأصح عن طريق القدوة الحسنة.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *