الدولية

ترمب يضيق الخناق على إيران

البلاد – عمر رأفت

ضيق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الخناق على النظام الإيراني، بتعيين أشد أعداء الملالي “ريتشارد غرينيل” السفير الأمريكي لدى ألمانيا، قائماً بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، في خطوة عدها المراقبون تشديد أكثر على العقوبات الأمريكية تجاه طهران، خاصة وأن الملفات الاستخباراتية يمكنها كشف المزيد من فضائح الملالي وتعريتهم، والسعي لإسقاطهم، بالتزامن مع مقاطعة الشعب للانتخابات البرلمانية التي ستجرى اليوم (الجمعة) وسط احجام شبه كامل عن التصويت، بينما يرى البعض أنها فشلت قبل بدايتها.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، وليام أوربان، أمس، أن الولايات المتحدة اعترضت شحنة أسلحة في نوفمبر الماضي مطابقةً لتلك المستخدمة في الهجوم على أرامكو، ما سؤكد التقريرين الصادرين الأربعاء بخصوص تورط إيران في استهداف منشآت أرامكو، مبيناً أن السفينة الإيرانية التي كانت تنقل أسلحة إلى الحوثيين وتم احتجازها، كانت تحمل صواريخَ كورنيت إيرانية.

وفي الداخل الإيراني، يخطط الشباب خاصة في طهران البقاء في منازلهم، وعدم الإداء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، إذ قال مهدي، وهو شاب في العشرينات من عمره يقيم في طهران، لـ شبكة “سي ان بي سي”: “لن أصوت، ولن يصوت أي من أصدقائي أيضًا”، وأضاف في إشارة إلى النظام الحاكم “لن يتغير شيء بالتصويت أو بدوننا. لقد قرروا كل شيء للبلد دون النظر في البرلمان، لذلك، إنها مزحة أن يكون لدينا برلمان، نحن نحتج ضدهم بعدم المشاركة في الانتخابات “.

ويشير النشطاء الإيرانيون إلى التراجع الكبير في المنافسة، إذ تم استبعاد 7296 من بين 15000 شخص تقدموا للترشيح للبرلمان من قبل مجلس صيانة الدستور، وهو مجلس خبراء من 12 شخصًا تم تعيينهم من قبل المرشد خامنئي.

وقالت مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي باربرا سلافين: “ستكون هذه الانتخابات البرلمانية الأقل تنافسية في إيران منذ عام 2004 عندما تم استبعاد الإصلاحيين بشكل جماعي”.

ويشرف مجلس صيانة الدستور على الانتخابات ويقرر من يمكنه الترشح وله حق النقض (الفيتو) على تشريع البرلمان، ما يجعله أكثر نفوذا من الهيئة المنتخبة شعبيا، وطبيعته المحافظة للغاية أدت إلى حظر من يسمون بـ”المرشحين الإصلاحيين” بشكل متكرر من الترشح للمناصب العامة.

وفي هذا، قال مدير المرصد الاحوازي لحقوق الانسان علي قاطع الأحواز، إن ملامح ومؤشرات كثيرة تدل على أن الإنتخابات البرلمانية الإيرانية لهذه الدورة أي الدورة الحادية عشر تختلف عن سابقاتها اختلاف كبير. وأضاف أنه من المؤشرات يمكن التذكير بالدعوات الواسعة التي اطلقها الناشطون بالإضافة إلى المواطنين العاديين في شبكات التواصل الاجتماعي لمقاطعة هذه الانتخابات، خاصة وإنها أتت بعد موجات واسعة من الاحتجاجات التي اكتسحت مدنا ومناطق واسعة من إيران أهمها حدثت في نهاية عام 2017 ومارس 2018 وكذاك اشدها التي وقعت في نوفمبر 2019، باعتبار ان السلطات الحاكمة في طهران تأخذ منها مظلة للإيحاء للعالم بانها مازالت بشعبية، موضحاً أن الكثير من دعوات المقاطعة أطلقها أبناء الشعوب غير الفارسية في إيران الذين تشكل نسبتهم حوالي 70% من العدد السكاني في إيران.

فيما قال الباحث في الشأن الإيراني هاني سليمان، إن الانتخابات الإيرانية تختلف هذه المرة عن سابقتها، على اعتبار أن النظام في هذه الفترة يعاني إقتصاديًا ودوليًا من الخارج، كما أنه يعاني عزلة سياسية وإقليمية كبيرة خاصة في ظل العقوبات الأخيرة التي أرهقت النظام الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *