المحليات

استشاريون وأخصائيون يحذرون من عمليات التجميل بالخارج

الرياض ـ البلاد

حذر عدد من الأطباء والمختصين من إجراء عمليات التجميل في الخارج ، خصوصا في الدول التي تعاني من مشكلات سياسية وبها ضعف في حيثيات التقاضي لصعوبة ملاحقة الموضوع قانونيا فيما لو تعرض المريض إلى مضاعفات جراء الأخطاء الطبية. جاء ذلك ضمن فعاليات ملتقى الطب التجميلي الرابع، الذي يستضيفه مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد آل سعود، ويشارك فيه أطباء ومستشفيات من رواد الطب التجميلي في المملكة العربية السعودية.

وناقش الملتقى في يومه الثاني مخاطر عمليات التجميل بالخارج ضمن ندوة توعوية بعنوان “عمليات التجميل الخارجية تحت المجهر “، شارك فيها استشاري الجراحة والتجميل الدكتور لؤي السالمي واستشاري أمراض النساء والتجميل النسائي الدكتورة نجلاء المري، كما شاركت المحامية والمستشارة القانونية شروق العتيبي لتوضيح الجانب القانوني للمخاطر، أدارت الندوة سمر المقرن.

وبدأت الندوة بمناقشة حالة الهوس بالتجميل في الخارج التي اجتاحت المجتمع الخليجي عموماً, وذكرت الدكتورة نجلاء المري أن هذا الهوس قد تفاقم بسبب غزو مواقع التواصل الاجتماعي وحملات الترويج المدفوعة ورغبة الفتيات بأن يصبحوا نسخاً عن مشاهير عالميين.


وتطرقت المري إلى أن كثيرا من السعوديين يقدمون على الذهاب للتجميل بالخارج بسبب اندفاعهم خلف التكلفة الأقل، وبحثهم عن السياحة العلاجية، مما جعلهم ضحايا للحملات الإعلانية، كالتي تروج لها تركيا.
وأضافت أن أنظمة التعقيم قد تكون دون المطلوب في بعض المستشفيات هناك، مبيّنةً أنها قد شهدت على حالة طبيب يستخدم المنظار لمريضتين دون تعقيم.

وتساءلت سمر المقرن: “يتواجد في الملتقى ركن توعوي يدار من قبل متضررين من عمليات التجميل في تركيا، كم حالة تصلكم تعاني من أضرار سببها عمليات فاشلة؟”، وأجابت د. نجلاء: “تصلني ثلاثة حالات شهرياً كحد أدنى”.

فيما سلط الدكتور لؤي السالمي الضوء على حالة أشرف عليها، تعرضت لإزالة جزء من أمعائها أثناء العملية التجميلية في تركيا، مبيّناً أن الحالة موثقة في وزارة الصحة، حيث وصلت من المطار إلى العناية، بعد عملية تجميل أجرتها في الخارج.


ولفت السالمي إلى أن عمليات الترميم قد تطول لسنوات لعلاج الأماكن المتضررة، مبيّناً أن بعض الحالات التي حاولت رفع شكاوى على المستشفيات في تركيا قد تعرضت للتهديد، مشيراً إلى أهمية أن يكون الجو السياسي والأمني مستقراً في الدولة التي يقرر المراجع أن يخضع فيها للعملية، مشدداً على أن تركيا من أسوأ الوجهات الحالية لعمليات التجميل.

وتطرقت المحامية شروق العتيبي للجانب القانوني، مبينةً أن القانون لن يحمي المتضرر إذا تعرض لمضاعفات من مستشفيات خارجية؛ لأن القانون يطبق على الحالات التي تحدث في المملكة فقط، وأضافت أن ما سيطبق هو قانون الدولة التي حصلت الحادثة بها، وبعض الدول تعاني من ضعف القوانين الرادعة في المجال الصحي.
وإجابة على مداخلات الحضور الذين تساءلوا عن الحل القانوني للمروجين للمستشفيات التركية وغيرها التي تفتقر للجودة والكفاءة؛ أكدت العتيبي على أن المواطن هو رجل الأمن الأول، وشجعت الحضور على رفع بلاغات عن المعلنين الذين يروجون لأماكن غير موثوقة ومشبوهة.

وشارك المحلل السياسي مبارك آل عاتي بمداخلة تحدث بها عن الجوانب السياسية لموضوع التجميل في تركيا قائلاً:” نلاحظ السلوك التركي اليوم الذي يتقصد السعوديين ونلاحظ أيضا التغرير الحاصل للمواطن السعودي”، مستشهداً بقصص لعمليات نشل لجوازات سعودية تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن الأوضاع المضطربة تؤثر جداً على سلامة المواطنين السعوديين الذاهبين إلى تركيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *