الدولية

تقرير أمريكي: حكومة “حزب الله” في مأزق

البلاد – رضا سلامة

في وقت تزور بعثة صندوق النقد الدولي بيروت، اليوم (الخميس)، تلبية لدعوة حكومة “حزب الله”، وتقديم المشورة التقنية لكيفية خروج لبنان من أزمته الاقتصادية والنقدية والمالية، اعتبر تقرير أمريكي، إن حكومة “حزب الله” في مأزق سياسي كبير لانفرادها بالحكم مع الموالين لها وهو ما يرفضه الشارع اللبناني، مع تدهور الأوضاع العامة في البلاد، وحالة التردي الاقتصادي.

قال تقرير أخير لمجلة Foreign Policy”” الأمريكية أن المتظاهرين في لبنان الثائرون على فساد الطبقة السياسية والمحاصصة وتدهور الاقتصاد والأحوال المعيشية يواجهون عدوًا مسلحًا هو حزب الله، ذراع إيران في لبنان، الذي لم يتورع عن مهاجمتهم بإسناد من حركة أمل عدة مرات، مع مخاوف الحراك وغالبية اللبنانيين من استيلاء الحزب على السلطة بشكل علني وبالقوة المسلحة، كما حدث عندما احتلت عناصره العاصمة بيروت عام 2008، بعدما تم تحدي سيطرته على الاتصالات والمطار الرئيسي بالبلاد.

وأضاف التقرير على لسان خليل حلو جنرال الجيش اللبناني المتقاعد والمؤيد للحركة الاحتجاجية أن السبب وراء عدم تسمية المتظاهرين للقادة هو الخوف من تعرضهم للاغتيال على يد حزب الله، “كما لقد قتلوا أصوات المعارضة في عام 2005، ولا شيء يمنعهم الآن”، في إشارة إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير بوسط بيروت قبل 15 عامًا.

وأشار التقرير إلى أنه رغم كون طبيعة الحراك بلا قيادة ساعد في تعزيز جاذبيته الأولية، إلا أن استمرار ذلك أثر سلبًا، لأن الحركة السياسية الناجحة تتطلب في النهاية من قائد معروف ” شخص أو مجموعة” إعطاء التوجيه وفرض أجندة سياسية واتخاذ إجراءات حاسمة.

وتناول التقرير موقف حزب الله من الحراك الشعبي وادعائه الزائف مساندته في البداية، ثم ظهور الوجه الحقيقي للحزب الذى رأى في الاحتجاجات تهديد لسيطرته على مفاصل الدولة وللتمويل والدعم الإيراني المتدفق إليه ولعمالة الحزب لأجندة الملالي على حساب المصالح اللبنانية والعربية، ذاكرًا أنه عندما خرج المتظاهرون إلى الشوارع لأول مرة، أصدر حزب الله بيانات يعبر فيها عن التعاطف مع مطالبهم، متماشيًا مع ادعائه التقليدي الزائف بالدفاع عن المستضعفين، لكن مطالب المتظاهرين بالتغيير الشامل وفق شعار “كلن يعني كلن”، جعل الحزب يسفر عن مواقفه الحقيقية، حيث رفض زعيم حزب الله حسن نصر الله حكومة التكنوقراط المستقلين أو مشاركة المتظاهرين في تشكيل الحكومة البديلة لوزارة سعد الحريري، واعتدى الحزب وحلفائه على المحتجين وحرقوا خيامهم عدة مرات، وأصبح مشهد عدوان ترويع عصابات الدراجات النارية التابعة للحزب معتادًا.

وخلص تقرير مجلة Foreign Policy”” إلى أن الحراك الشعبي نجح بشكل كبير في لفت الانتباه الوطني والدولي إلى المشاكل العميقة للنظام الحاكم في لبنان ودور حزب الله المناهض لتطلعات اللبنانيين وسيادة وأمن واستقرار الدولة، لكن المتظاهرين يريدون أن يفعلوا أكثر من مجرد لفت الانتباه، ويجب أن يبدأ الحراك في صياغة استراتيجية متماسكة طويلة الأجل للتغيير، تتضمن إسقاط النخبة الحاكمة عبر صناديق الاقتراع، وتطوير حركته وطرح قياداته وبدائله في خطط ورؤى خطة محددة، لكن الحراك سيصطدم بالحزب المسلح في وقت ما، وستكون مآلات الأوضاع مرتبطة بالتطورات الإقليمية والدولية وطبيعة الصراع مع إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *