اجتماعية مقالات الكتاب

بيئة العمل المنتجة

لمنصات التواصل الاجتماعي مساحة واسعة لبث هموم الكثير من المتضررين عن طريق نشر تظلمهم احيانا بالصورة والصوت مما يجعل الجهات المعنية تتابع الحدث وتعلن عن حرصها في اتخاذ إجراءات ما يتعلق بالشكوى، وتأكيد اهتمامها ومساعيها لحلها..حقيقة لا نغفل على أن هناك قوانين وضوابط للشكوى الكيدية، وذات الهدف، من تشهير، أو إساءة، وهي تعرف بطريقة تبين الحقيقة.

وفي مقالي هذا أريد التوضيح حول كثرة الحديث عن التنمر، ونركز دائما على الطلبة والمدارس تاركين جانبا مهما، أو بالأحرى متغافلين عن التنمر الآخر والذي يكون في بيئة العمل في داخل كثير من مؤسسات المجتمع ويكون من قبل رؤساء متنمّرين، ما يضطر معه ذو الشكوى والمظلوم لأن يتخذ من الوسيلة الأسرع بعد فترة من الصبر والتحمل منصة لشكواه، وتظلّمه، وهناك أمثلة كثيرة تنشر.

الوضع مؤلم ويجب أن نتخذ إجراءات صحيحة وسليمة من أجل احتواء الموظف ولاسيما في مؤسسته وللعلم يؤثر التنمر الوظيفي على الإنتاج بطرق مختلفة، فهو يتسبب بخسائر مادية تقدر بـ 250 مليون دولار سنوياً على مستوى العالم بسبب انخفاض الانتاجية وانتقال الموظفين إلى مؤسسات أخرى حيث يؤدي ذلك إلى خسارة الخبرات وزيادة تكاليف التأمين الصحي والحاجة إلى التوظيف الجديد والتدريب والتعامل مع الشكاوى وغيرها.

كما يكلف التنمر الوظيفي ما قيمته 14000 دولار لكل موظف نتيجة لتدهور مستوى الأداء الوظيفي، ويهدر 18 مليون يوم عمل تقريباً على مستوى العالم سنويا. هذا ما يجعلني أقدم نداءً عاجلا واقتراحا على كل وزير في وزاراتنا وجميع المسؤولين في مؤسساتنا بما فيها المرافق، والمنشآت، والشركات، والمكاتب، والمراكز، بأن يراقبوا الوضع ويتلمسوا موظفيهم ومراقبة كل مسؤول لمنظومة عمله ويضع بين عينيه أنه مؤتمن من قبل ربه أولا والقيادة ثانيا، يطلب مقابله ولو في الشهر مع عدد لابأس به من موظفي الإدارات للاستماع لآرائهم وافكارهم هذا أولا، وثانيا وضع أسس النظام عن «الرؤساء» ويكون الوزير من يطلع على هذا النظام ويشرك معه من يؤتمن بحيث، يقوم به كل فرد بكتابة كيفية التعامل معهم من قبل رؤسائهم، وحقوقهم، وبيئة عملهم، وأوضاعهم داخل مواقع عملهم بشكل صريح، وواضح مع ذكر أسمائهم حفاظاً على الحقيقة ، وضماناً لحقهم، هذا من جهة ومن جهة آخرى يكون ذلك جميلا في قرار استمرار الرؤساء في أعمالهم، أو إقصائهم عنها وفقاً لتقييم موظفيهم لأن العمل لايتم إلا مع الجماعة والنجاح ليس لفرد بل للجميع.

للتواصل: Gadir2244@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *