الدولية

“أشبال” العراق يدعمون الحراك.. ويقدمون بديلًا لـ”مرشح المليشيات”

البلاد – رضا سلامة

تواصلت تظاهرات العراق في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب المنددة بفساد النخبة السياسية والتدخلات الإيرانية وحكومة علاوي، أمس (الاثنين)، بحضور لافت للطلاب (ومنهم تلاميذ في الإعدادية) الذين يشكلون خط دفاع في صد محاولات الميليشيات فرض سيطرتها على ساحات الاحتجاج.

ونظم المئات من طلبة المدارس الإعدادية في مدينة الناصرية، تظاهرة داعمة للاعتصام وللتأكيد على استمرار مشاركة الطلبة لحين تحقيق مطالب التظاهرات الاحتجاجية. وقال نشطاء إن المتظاهرين رددوا شعارات وحملوا لافتات تؤكد على ضرورة استجابة الكتل السياسية لمطالب التظاهرات الشعبية ومنها إكمال قانون الانتخابات وتحديد موعد محدد لها مع تكليف رئيس وزراء مستقل للمرحلة الانتقالية.

وفيما يبدو اتجاه لترشيح مرشح من المتظاهرين لرئاسة الحكومة، طالب طلاب ومحتجون بتكليف الناشط علاء الركابي أحد أبرز قادة التظاهرات في مدينة الناصرية مهد الاحتجاجات في الجنوب، بدلاً عن علاوي الذي اختارته الأحزاب الحاكمة.

وتجددت الاشتباكات بين المتظاهرين والميليشيات من جانب، والمتظاهرين بين نفق التحرير وساحة الخلاني لليوم السادس على التوالي، أمس، وأسفرت عن إصابة11محتجًا نتيجة استخدام بنادق الصيد وقنابل الغاز، وشهدت النجف وكربلاء وغالبية مدن الوسط والجنوب مسيرات حاشدة مؤيدة لمطالب الحراك.

فيما قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أمس، أن الاستخدام المفرط للقوة و”الجماعات المسلحة الغامضة” يبعثان على القلق، داعية السلطات العراقية لوقف استخدام القوة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، مجددة دعوتها لحماية المتظاهرين، وأدانت استهداف المحتجين السلميين ببنادق الصيد، مشيرة إلى تلقيها تقارير موثوقة عن استهداف المحتجين ببنادق الصيد في 14 و15 و16 فبراير الجاري.

وكشفت إحصائية جديدة لوزارة التخطيط عن مستويات الفقر في البلاد، مبينة أن شباب الجنوب العراقي الذين خرجوا إلى ساحات التظاهر دون أن يكلوا هم الأكثر فقرًا، إذ بينت أن أعلى نسب الفقر تتركز في 4 محافظات جنوب وشرق البلاد، هي السماوة والديوانية وذي قار وميسان. وتصدرت محافظة المثنى لائحة المحافظات الأكثر فقرًا بنسبة 52%، وحلت الديوانية في المركز الثاني بمعدل 48%، تلتها ميسان بمعدل 45%، وحلت محافظة ذي قار في المركز الرابع بنسبة 44%، ما يدل على أن شرارة المسيرات الاحتجاجية التي انطلقت جنوب العراق، لم تأت من فراغ، إنما نتاج تراكم سنين من الفقر في بلد غني بالموارد، لكنه منهوب بفساد الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران، ما يفسر حرق المتظاهرين معظم مقارها في تلك المحافظات مع بداية الاحتجاجات.

وفي مؤشر على التأييد الشعبي الواسع للتظاهرات، حصلت أغنية “البيكيسي” التي يتم بثها بشكل دائم ويومي في ساحات التظاهر، وبالأخص من المطعم التركي وسط بغداد، على أكثر من 31 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وتدعو الأغنية إلى إكمال المسيرة وأن الشعب العراقي لا يهزم ولا يهاب الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *