الدولية

الفشل يلاحق إيران.. ودعوة لعصيان مدني

البلاد – عمر رأفت

بمثل تخبطها السياسي، سقطت أقمارها الصناعية في الاختبار الأول، وفشلت إيران في إطلاق القمر الثالث منذ محاولتها الأولى لتبرهن للجميع أن قدراتها محدودة في كل شيء، لذلك تغطي عليها بالأعمال الإرهابية في البلدان الأخرى، وتصرف النظر عنها بتأجيج الصراعات الطائفية في المنطقة، عبر أذرعها الإرهابية في لبنان والعراق واليمن وسوريا. طهران التي فشلت في تجربتين لإطلاق قمرين صناعيين بواسطة صاروخين بعيدي المدى في غضون دقائق، وذلك في 15 يناير و5 فبراير 2019، لم تفلح في إطلاق القمر الثالث “ظفر”، إذ نشر موقع “عصر هامون” المحلي الإيراني حطام القمر الذي سقط بعد تجربة فاشلة في صحراء إقليم بلوشستان، جنوب شرق إيران.

ونقل الموقع عن المساعد الأمني لمحافظ بلوشستان، أنه “بعد التحقيقات الأولية في المنطقة ومن القطع التي وجدناها متناثرة فوق الأرض، رجحنا أن يكون هذا الصوت المخيف والحطام الذي عثر عليه يعود إلى قمر ظفر الصناعي الذي سقط في منطقة غير مأهولة بالسكان”.
ولم يتوقف فشل إيران، على الأقمار الصناعية فقط، إنما فشلت في التصدي لأكبر هجوم سيبراني تعرضت له، وفقاً لما أقر به وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، مبيناً تعرض طهران لهجوم إلكتروني شديد أدى إلى قطع الإنترنت أمس الأول.

ويبدو أن فشل حكومة الملالي في مختلف المناحي لم يصدها عن رغبة التشبث بالسلطة، بل تزيد رغبتها في التمسك بـ”كراسي الحكم” لمزيد من الفساد، بدليل أنها أبعدت كل المستقلين عن الانتخابات، ما دفع ما يسمون بـ”الاصلاحيين” بالبعد عن ترشيحات الانتخابات البرلمانية المقررة في 21 فبراير الجاري، ليترك خيارات ضئيلة للناخبين للذهاب إلى صناديق الاقتراع، ويصبح المتشددون والموالون للملالي فقط هم المرشحين لتلك الانتخابات.

وحسبما ذكر موقع “راديو فردا”، رغم أن 12 حزبًا “إصلاحيًا” صغيرًا قرروا المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة للحصول على مقاعد في العاصمة طهران، إلا أن القليل منهم يرون أن هذا سبب كافٍ لاتخاذ الانتخابات بجدية أكبر. وقالت عدة شخصيات “إصلاحية” خلال الأسبوع الماضي أنه لم يتم تأهيل أي مرشح إصلاحي بارز من قبل مجلس صيانة الدستور للترشح للبرلمان.


وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة الأخبار الحكومية على تطبيق “تليجرام” أن أكثر من 78 % من الشعب قالوا إنهم لن يشاركوا في الانتخابات، التي يعرفون أنها ستمضي لصالح مناصري الملالي عبر الطرق الملتوية، لذلك دعا العديد من الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، و164 من الناشطين الأجانب إلى مقاطعة الانتخابات، والعصيان المدني للدفاع عن حقوق المواطنة.

ويقول الباحث في الشأن الإيراني أحمد فاروق، إن الرفض الواسع لأهلية المترشحين يهدد بمشاركة شعبية واسعة تمثل مؤشراً لمدى قوة القاعدة الشعبية التي تؤيد النظام الذي يسعى لتمتين جبهته الداخلية أمام الخارج، موضحاً أن الأحداث التي مرّت ولا تزال تمر بها إيران سواء من التوترات مع أمريكا بعد اغتيال سليماني، أو التظاهرات التي أعقبت إسقاط الطائرة الأوكرانية، فضلًا عن عدم وضوح الصورة بشأن الاتفاق النووي، تدفع نحو برلمان لا يكون فيه للتيارات المعتدلة فرصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *