العلا – البلاد
يتوافد الناس من مختلف بقاع العالم، بالتزامن مع فعاليات مهرجان “شتاء طنطورة”، إلى رؤية كنوز أثرية، تحمل في طياتها أسرار حضارة خلت، وذلك على طريق رملي ومسافة ليست ببعيدة عن مظاهر الحضارة والتمدن، حيث يجد الزائر مشاهد طبيعية خلابة مدهشة، فمع وصول الزوار إلى منطقة الحجر، المعروفة بـ”مدائن صالح”، تبدأ الرحلة بطريق رملي في منطقة صحراوية، تظهر في أفقه جبال تتمتع بأشكال غريبة تميزها عن غيرها، لكن المفاجأة تكشف عن نفسها شيئا فشيئاً مع الاقتراب من هناك.
وفي المحطة الأولى، يقف الزائر مبهورا أمام جبل “إثلب”، الذي تركت الطبيعة والبشر على حد سواء، علاماتهم عليه، فمع النظرة الأولى يمكن ملاحظة الأشكال والنقوش الفريدة من نوعها التي حدثت بفعل عوامل التعرية الطبيعية.
وعلى بعد خطوات، يتجلى مشهد من الإبداع في منطقة البتراء بالنقش على الجبال ونحتها بطريقة فنية مميزة، إذ يمكن رؤية غرفة كبيرة نقشت بعناية داخل الجبل، وقد كشف علماء الآثار أنها كانت عبارة عن قاعة أُعدت للاجتماعات، تستوعب ما لا يقل عن 13 شخصاً في الاجتماع الواحد، وصنعت بطريقة تمنحها “خاصية صدى الصوت”.
وتجد في مدائن صالح أعمدة شاهقة ونقوش ضخمة وغرف خفية، حيث يعيش الزوار لحظات مهيبة عند وقوفهم أمام هذه المشاهد المتنوعة التي تظهر المنطقة في أجمل صورها، بينما في المحطة الثانية يشاهد الزائر قصر الفريد، الذي نحت على كتلة مستقلة من الحجر الرملي.