جدة – باسم الحربي
اتجهت أغلب أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، خلال فترة الانتقالات الشتوية إلى تغيير العديد من العناصر المحلية والأجنبية؛ من أجل إصلاح أوضاعها الفنية التي كانت غير مقنعة خلال الدور الأول من الدوري. ((البلاد)) استطلعت آراء الخبراء الفنيين عن التغييرات والاختيارات التي تمت من قبل الأندية؛ حيث أكد بعضهم أن الاختيارات كانت من أجل الترقيع لامتصاص الضغوطات الجماهيرية على إدارات الأندية، فيما رأى البعض أنها إيجابية، وأفادت بعض الأندية.
أبو شقير : الأجانب كبش فداء الإخفاقات
البداية كانت مع المحلل الرياضي واللاعب الدولي السابق مناف أبو شقير، الذي أكد أن فترة الانتقالات الشتوية كانت مثيرة هذا الموسم بحكم أن أغلب الأندية اتجهت للتغيير في قوائمها على مستوى اللاعبين المحليين أوالأجانب، وباعتقادي أن هناك أندية نجحت في الاستقطابات وفي المقابل هناك أندية فشلت بعد تغيير محترفيها الأجانب؛ باعتبارهم كبش الفداء لإخفقاتها،
وأضاف: يعتبر نادي ضمك، الوحيد الذي كانت استقطاباته للمحترفين الأجانب إيجابية والدليل النتائج المتصاعدة التي حققها الفريق في الأربع جولات الأخيرة أمام الاتفاق والفتح والنصر والعدالة، والتي ظهر فيها الفريق بصورة مغايرة عن الدور الأول وكان قريبا من تحقيق الانتصارات في جميع هذه اللقاءات، خاصة أمام النصر والعدالة، ثم يأتي الفيحاء الذي كسب التعاقد مع المحترف التشيلي كارلوس فيلانويفا؛ بحكم أنه يمتلك خبرة ميدانية جيدة؛ حيث شاهدناه يتألق في صناعة هدفين وإحراز مثلهما في الجولتين السابقتين،أيضا الوحدة الذي سيكون أحد الأندية المنافسة، وبقوة، على المراكز الأولى خاصة بعد ضمه لإلتون خوزيه، وجوستافو، كذلك أحسنت الإدارة بالتعاقد مع اللاعبين؛ راغد النجار وسلطان السوادي، وفارس عابدي.
أما الاتحاد فكان أغلب الشارع الرياضي يتوقع أن التغييرات ستكون قوية وفعالة خاصة بعد المستويات غير المقنعة، التي ظهربها الفريق في الدور الأول، حيث يعلم الجميع أن مشكلة الاتحاد تكمن في خط الهجوم، الذي يعتبر نقطة الضعف بالفريق؛ لذلك قامت الإدارة بالتعاقد مع المحترف الإيفواري بوني، الذي يصعب الحطم عليه مبكرا.
ولعل الفوز الأخير على التعاون تكون بداية الحقيقية. أما المحترف التونسي أنيس البدري، رغم إصابته إلا أنه والبرازيلي برونو أوفيني إضافة قوية للفريق. وأشار أبوشقير إلى أن هناك أندية أخرى استطاعت استقطاب لاعبين مميزين مثل النصر بالتعاقد مع عبدالمجيد الصليهم، أحد أفضل اللاعبين السعوديين الموهوبين وكذلك التعاون بالتعاقد مع اللاعب محمد أبو سبعان، والفيصلي بالتعاقد مع اللاعب محمد الصيعري.
الحربي : غياب التخطيط الإداري والفني
الدكتور جاسم الحربي، المحاضر السعودي لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قال: عادة أنديتنا في الفترة الشتوية تتكرر في كل موسم؛ حيث للأسف شاهدنا تعاقدات تخطت حاجز ٣٠٠ مليون ريال، دون خطط مدروسة أو احتياج فعلي؛ فهناك أندية قامت بتغيير محترفيها الأجانب واستقطبت لاعبين محليين فقط؛ من أجل إرضاء جماهيرها دون النظر للفائدة الكبيرة من هذه الصفقات أو الأعباء المالية التي ستواجهها خلال الفترة المقبلة.
أعتقد أن استبدال المحترفين الأجانب ليس الحل لعودة النتائج بقدر أهمية الإعداد الجيد قبل بداية الموسم، واختيار الجهاز الفني المناسب، حسب إمكانات النادي، فهناك أندية توقع مع مدربين أجانب لم تتجاوز أعمارهم أعمار بعض اللاعبين، وأضاف: نادي ضمك هو من كانت له الأفضلية بالفترة الشتوية، بالاستقطابات المدروسة التي ساهمت في عودة الفريق بشكل قوي، أما بقية الأندية فتوجد علامة استفهام كبرى على بعض استقطاباتها المحلية أو الأجنبية.
المطلق : المجاملات مشكلة بعض الإدارات
من جانبه، أكد المحلل والمدرب الوطني صالح المطلق أن أنديتنا لم تستفد من تجارب الموسم السابق، الذي كان شماعة لإخفاقاتهم؛ بسبب وجود7 أجانب في أندية المحترفين. هذا الموسم كنت أتوقع أن تكون الأندية أكثر حرصا في تعاقداتها المحلية، أو الأجنبية، ولكن كانت الأماني كوابيس؛ حيث شاهدنا بعض الأجانب لم يشاركوا مع أنديتهم في أغلب جولات الدور الأول، وفي الفترة الشتوية تحاول هذه الأندية إصلاح الأوضاع على حساب ميزانياتها،التي تهدر بشكل غير إيجابي حيث شاهدنا أندية قامت بضم أكثر من ١٦ لاعبا ما بين محترف أجنبي ومحلي، وهناك بعض الإدارات تجامل بعض اللاعبين المستهلكين، على حساب النادي،
وأضاف: سبق وأن تحدثت عن أهمية وجود مدير رياضي في الأندية، يعمل على تطبيق الاحتراف الحقيقي، خاصة مع الجهود التي يقوم بها الاتحاد السعودي لكرة القدم بإضافة وتعديل في بعض أنظمة الاحتراف ومن المؤكد أن هذه الخطوات لن تقتصر على الفقرات والنصوص الموجودة في النظام، وإنما سوف تشمل أهم العوامل وأكثرها تأثيراً في هذه المنظومة وهي المفاهيم وعملية التطبيق الحقيقي للاحتراف. والتي تأتي من خلال المعنيين بالأمر وهم اللاعبون والمدربون، ولا أعتقد أن المسؤولين في اتحاد كرة القدم يستطيعون تحقيق أي تقدم في هذه المهمة ما لم يكن هناك تعاون حقيقي من قبل الأندية، وكلنا يعلم أن المنافسة أصبحت صعبة، فأغلب الدول الخليجية والعربية تعمل على تطوير دورياتها باستقطاب محترفين مميزين. وهو مشروع كبير وصعب ويتطلب الكثير من التسهيلات والمقومات البشرية والمادية حيث يعني الاحتراف، أن يحترف اللاعب والمدرب والحكم والإداري وغيرهم من الأجهزة العاملة بالنادي ومن المفترض أن تكون الأندية السعودية مواكبة لهذه الثورة الرياضية في عالم الاستثمار والاحتراف، ومنها أن تضع مسمى جديداً بالهيكل الإداري للنادي يتمثل بمسمى (المدير الرياضي) تكون له الصلاحية الكاملة لعمل الاستراتيجيات والخطط والتفاوض مع المدربين واللاعبين الأجانب والتنسيق معهم وتسهيل انتقالاتهم أو إعارتهم.
العيسى: وقت صعب للتعاقدات
فيما يرى اللاعب الدولي السابق إبراهيم العيسى أن ما نلاحظه دائما أن الأندية الأكثر استقرارا إداريا وفنيا،لا تتجه لتغيير لاعبيها، خلال فترة الانتقالات الشتوية، وهذا أمر صحيح حيث إن الفترة عملت من أجل الأندية التي تعاني من نقص في بعض الخانات أو لوجود كمية لاعبين مصابين لن يمكنهم العودة قبل نهاية الموسم؛ حيث شاهدنا الهلال يستقطب فقط الحارس عبدالله الجدعاني لحاجة الفريق لحارس بديل خلال الفترة المقبلة، التي تنتظر فيها الفريق مشاركات هامة، وكذلك التعاقد مع اللاعب مد الله العليان من التعاون، فيما بقت جميع العناصر في قائمة الفريق كذلك الحال لنادي النصر، الذي استقطب 4 لاعبين محليين فقط، وجميعهم كانوا مميزين مع أنديتهم، مثل اللاعب عبدالعزير الدوسري من الفيصلي وعبدالعزيز الصليهم من الشباب وخالد الغنام من القادسية، فيما اتجهت أغلب الأندية لاستبدال محترفيها الأجانب أو حتى اللاعبين المحليين ومن غير الممكن أن ينجح أو يكون لهذه التبديلا فائدة تذكر.
الخالد: خيارات ارتجالية
اتفق المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد مع كل الآراء التي ترى أن الانتقالات الشتوية دائما ما تكون الخيارات فيها محدودة؛ لتمسك الأندية بلاعبيها المميزين وبالتالي التنقلات تكون للاعبين الأقل فنيا ومن المؤكد أن الاختيارات يكون هدفها تصحيح أداء الفرق ذات المردود المتراجع فنيا وبالتالي نستطيع أن نقول: إن عدد المنتقلين المتميزين محدود جدا، وللأسف هذا يؤكد العمل الارتجالي التي تدار به الأندية والبعد الواضح عن التنظيم والرؤية الفنية المتميزة التي تحدد بوضوح احتياجات الفريق، التي تحدد الاستقطاب على ضوئها، وبالتالي العنوان الرئيس هو الإهدار المالي غير المبرر،الذي لا يخدم كرة القدم السعودية ومستقبلها، ويتضح هذا الارتجال كذلك في إلغاء عقود المدربين بنسبه عالية، والدليل انه تم إلغاء عقد 21 مدربا الموسم الماضي، وهذا الموسم تم إلغاء عقد أكثر من 6 مدربين قابله للزيادة. فالاستفادة محدودة جدا، وهي حالة ترقيع مؤقتة لحل مشاكل فنية قائمة، سببها العمل الارتجالي وسوء الإعداد والاختيارات في بداية الموسم، التي ربما تمر دون الأخذ بوجهة نظر الفنيين المختصين وهذا ما يسبب الكارثة.
حافظ :المحترفون الأجانب يمثلون أكثر من نصف الفريق
أما المدرب الوطني محفوظ حافظ فأكد أن اللاعبين الأجانب أصبحوا يمثلون الآن نصف الفريق في أندية المحترفين، خاصة بعد التعديلات التي حصلت في الموسم الماضي برفع عدد المحترفين إلى 7 لاعبين لكل ناد؛ لذلك يجب على الأندية في حالة رغبتها المنافسة أن تحسن اختيار الأجانب بدقة عالية وعدم التسرع، مع ضرورة دراسة الاحتياج المطلوب دون الاستقطاب العشوائي الذي أدخل العديد من الأندية في دوامة الديون الكبيرة. فالاتحاد مثلا لم يوفق في اختيار الأجانب في الفترة الصيفية، خاصة الثنائي الأرجنتيني فيكيو، والتشيلي خمينيز مما سبب مشكلة كبيرة للفريق.
والمجموعة التي استقطبتها الإدارة الاتحادية في فترة الانتقالات الصيفية كانت متواضعة جداً ولا يوجد فيهم من نستطيع أن نقول: إنه نجم بعكس الماضي عندما نافس الاتحاد على بطولات آسيا، كان للأجانب ثقلهم ووزنهم مثل أحمد بهجا وكالون وتشيكو وبوشروان وغيرهم وفي الفترة الحالية شاهدنا الهلال يحقق البطولة الآسيوية؛ بسبب تميز محترفيه الأجانب المؤثرين مثل “كاريلو وإدواردو وجوفينكو، والكوري جانج، وشدد حافظ على أهمية أن تأخذ إدارات الأندية بعين الاعتبار أن عدد اللاعبين الأجانب المسموح فيه حاليا غير ملزمين بجلب هذا العدد كاملا، بل إنه من الممكن جلب 3 لاعبين فقط على مستوى عالٍ.