للثقافة بمجمل روافدها وقنواتها دورها الأساسي باعتبارها عصب المجتمع في عقله الجمعي وفضائه الوجداني الأرحب لهويته الوطنية، وهي حاملة موروثه وأعرافه، وبوتقة انصهار ابداعاته ونسقه القيمي في الحياة، وفي الدائرة الأوسع هي جسر التواصل الحضاري مع ثقافات وشعوب العالم،
لذا تأثير الثقافة عظيم في حياة الأمم، ومن هنا تكمن قيمة الاهتمام بالمنظومة الثقافية ومأسستها وضخ الحراك الإيجابي في شرايينها، وفي هذا الاتجاه تأتي الأهمية البالغة للهيئات الثقافية الجديدة التي وافق مجلس الوزراء على إنشائها لتتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، وستكون كل هيئة مسؤولة عن تطوير قطاع محدد وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري وترتبط تنظيميّاً بوزير الثقافة.
الكيانات الثقافية الجديدة وبهذا التصنيف لمسمياتها وتخصصاتها، تجعل المجتمع على موعد مع مرحلة أكثر ثراء وانطلاقا للدور الثقافي الحضاري من خلال هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الأزياء، وهيئة الأفلام، وهيئة التراث، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المتاحف، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي، وبتكامل هذه الهيئات وتفاعلها ستكون بمثابة نهر متدفق بكل ماهو مبدع من الأفكار والتجارب والوعي الاجتماعي المتجدد، ومن خلالها يتعرف العالم أكثر وأكثر على الكثير من السمات والقيم السعودية البنّاءة وقدرتها العالية على إثراء القواسم الإنسانية الحضارية.