الدولية

احتجاجات لبنان والعراق ضد الاحتلال الايراني

البلاد – رضا سلامة، هاشم الفخراني

في وقت قطع مسؤول في الخارجية الأمريكية أن “حزب الله” اللبناني يعمل لصالح النظام الإيراني وليسَ للشعب اللبناني، رهن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، دعم بلاده للبنان بمدى التزام الحكومة الجديدة بالإصلاح السياسي والاقتصادي.

واعتبر بومبيو أنّ “التظاهرات في لبنان تقول لحزب الله: كفى”، لافتًا إلى أنّ “التظاهرات في بيروت وخارجها، كما في بغداد ليست ضد واشنطن، بل للمطالبة بالسيادة والحرية” في إشارة واضحة للتدخل الإيراني في لبنان والعراق، مطالباً الجيش اللبناني وقوات الأمن بضمان أمن المتظاهرين السلميين، مشدداً على أن العنف وإثارة الشغب لا مكان لهما في الحوار السلمي.

وقال معلقاً على تأليف الحكومة اللبنانية، إن الإصلاحات هي السبيل الوحيد لفتح الباب أمام حصول بيروت على مساعدات دولية هي أحوج ما تكون إليها في ظلّ الانهيار الاقتصادي الراهن، وقال: “نريد حكومة غير فاسدة تعكس إرادة اللبنانيين”.

ولفت بومبيو إلى أن “لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة”، مشيراً إلى أنّ “واشنطن مستعدة لتقديم المساعدة والدعم شرط أن تكون الحكومة ملتزمة بالإصلاحات وأن تستجيب لمطالب الشعب”. وأضاف “في حال كانت الحكومة متجاوبة وجاهزة لتنفيذ التزاماتها فسنساعدها وندعمها”.

وخرج المتظاهرون إلى شوارع بيروت مع إعلان الحكومة الجديدة، وأغلقوا الطرق في عدة مدن باستخدام الإطارات وغيرها من الحواجز، احتجاجاً ورفضاً لحكومة “حزب الله”، بينما واجهتهم مليشيات الحزب بخراطيم المياه أمس لمنعهم من الوصول إلى البرلمان.

وفي العراق، أعلن مركز جرائم الحرب في العراق عن سقوط قتيل وخمسة جرحى في حصيلة أولية لهجوم الميليشيات على المتظاهرين في مدينة البصرة، في ظل إطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين المطالبين بتنفيذ إصلاحات سياسية، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح خطيرة، بينما يعد المتظاهرون لمليونية مناهضة للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي.

وفي الداخل الإيراني، يتواصل الضغط على نظام الملالي بالنزاع حول انتخابات مجلس الشورى المزمع إجراؤها في 21 فبراير القادم، إذ يتصاعد الصراع ويشير إلى شروخ وتصدعات في المنظومة الحاكمة، حيث يحاول خامنئي استبعاد الزمرة المنافسة من المشهد مستعينًا بمجلس صيانة الدستور، الذي استخدم سيفه للتصفية والاستبعاد بشكل غير مسبوق، لدرجة أنه رفض أهلية 90 شخصًا من أعضاء المجلس الحالي، بعدها هاجمت عصابة خامنئي، روحاني جراء اعتراضه على الاقصاءات، فيما وجّه مجلس صيانة الدستور في بيانه تحذيرًا لروحاني طالبه فيه بضرورة التحدث بكلام مدروس وأكثر حكمة.

وفي مجلس شورى الملالي أيضًا، شتموا روحاني، وقال الملا بجمانفر، المحسوب على خامنئي: “كيف وافق المجلس على رئيس الجمهورية غير الكفؤ، وقد أثبت ذلك في دورته الأولى على مدى 4 سنوات”. فيما استنكرت النائبة في البرلمان الإيراني، بروانة سلحشوري، الوضع الذي يعيشه الإيرانيون بسبب الفساد.

إلى ذلك، توعد المبعوث الأمريكي إلى إيران، براين هوك، بأن يلقى القائد الحالي لـفيلق القدس، إسماعيل قاآني، مصير سلفه قاسم سليماني إذا سار على نهجه، مؤكداً على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن سليماني كان أخطر إرهابي في العالم وكان (الصمغ) الذي يجمع وكلاء إيران في المنطقة، وبمقتله الذي خلق فراغًا لن يتمكن النظام الإيراني من ملئه، ستصبح المنطقة أكثر أمنًا.

ونبه هوك إلى ضرورة تحرك مجلس الأمن لتجديد حظر تصدير السلاح إلى إيران، الذي ينتهي في أكتوبر القادم وفق الاتفاق النووي، منوهًا إلى أن بلاده تحكم على النظام الإيراني بأفعاله وليس بما يقوله وزير خارجيته جواد ظريف.

فيما أكد نائب قائد عمليات دول التحالف في الحرب على “داعش” في سوريا والعراق، الجنرال أليكس غرينكويتش، أن المليشيات المسلحة الإرهابية المدعومة من إيران تشكل خطرًا أكبر من داعش.

وأكد مراقبون أن إيران وأذرعها تمثل خطرًا على أمن واستقرار دول المنطقة والعالم، منوهين إلى أن هذا الخطر لا يتوقف عند حدود دولة أو قارة، مبينين أنه في الفترة بين أعوام 2011 و2013 تم توثيق 30 هجومًا إرهابيًا مرتبطًا بإيران، في نيروبي ولاجوس والهند وتايلاند والولايات المتحدة، كان بينها مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وتفجير سفارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *