اجتماعية مقالات الكتاب

الحوار النموذجي

بين الزوجين شعرة إن انقطعت انقطع معها الحب والمودة ، ففى الخلافات بكافة أنواعها هناك حدود تحفظ الكرامة خاصة تلك التى بين الزوجين ، وإن تعدى أحد الأطراف تلك الحدود ضاع حقه خاصة إن كانت الوسيلة صوتاً مرتفعاً ، فالصوت المرتفع يضيع الحقوق حتى وإن كنا صادقين لأن الطرف الآخر يعتبر نبرة الصوت المرتفع نبرة تهديد حادة تحمل الكثير من الإهانة وعدم التقدير.

الحب وحده ليس كافياً لبناء علاقة قوية، فأساس العلاقات الزوجية المتينة الاحترام المتبادل والصراحة قبل الحب ، فالاحترام وحده يضمن استمرارية العلاقة الزوجية ويكملها الصراحة والحب الذى بدوره سيتخطى كل الصعوبات والتحديات.

ليس كل صوت مرتفع يأتي بالحقوق فأحياناً كثيرة الصوت المرتفع يفقد المرء حقوقه، ففقدان السيطرة على النفس وعدم القدرة على التحكم بها حتماً سيزيد الأمور تعقيداً، والتطاولات المستمرة التى يتهم بها كل طرف الآخر مع مرور الوقت ستهدد كيان الأسرة وتفقد الاحترام المتبادل بين الزوجين وهو ما يعد إعلانا رسميا للكراهية وفجوة متسعة للغاية بين الرجل والمرأة فى علاقتهم وأبنائهم.

النقاش بين الزوجين هو الحل الأمثل لمعرفة ما هو المقبول والمرفوض فى العلاقة الزوجية ، فالصراحة والوضوح ستخفف كثيراً من حدة المشاكل التي ستترتب على الصمت وعدم المصارحة، وستزيل مشاعر الغضب الخفيفة التي تتكون على وجه القلب وتذوب سريعاً مع التفاهم وتوضيح حقيقة الأمر

من الضرورة عند وقوع أية مشكلة أو موقف يزعج أحد الطرفين أن يعودان للنقاش والتحدث فى الأمر لإزالة مشاعر الغضب حتى لا تتكون وتكون طبقة سميكة من الغضب يؤدي بالنهاية للانفجار ، يجب أن يتحلى الطرفان بالهدوء عند وقوع مشكلة لأن الكلمات التي ستخرج في لحظة غاضبة سيندم كل طرف عليها فيما بعد.

ويجب التفكير قبل التحدث حتى يستطيع كل طرف إيصال كل ما يريد قوله بطريقة راقية هادئة بعيدة عن الصوت المرتفع والصراخ ، لأن الصوت المرتفع سيولد بين الزوجين كراهية فى النفس ، خاصة وأن العصبية الزائدة ليست مبرراً للإهانة ، فكل موقف له ظروفه ودوافعه التي يجب الاستماع إليها أولاً ثم التفكير فى حلها بهدوء ثانياً. النقاش يضمن سلامة الحوار ويحارب مشاعر لغضب بالتدريج وبالتالى يزيل كل العقبات وسيلاحظ الطرفان أن الخلاف مجرد خلاف في وجهات النظر فقط يمكن التعامل معه ومعالجته.
الأب تعنى له فقدان حياته بكاملها وليس منزله فحسب.
Nevenabbas88@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *