متابعات

السعودية تعزز الإعمار وإيران تؤصل الاستعمار

كتب: محمد الجهني

يبدو أن نظام طهران عازم على المضي في غيه لتحقيق أحلام إحياء الإمبراطورية الفارسية التي سادت ثم بادت، متسلحا بتأجيج الطائفية كوسيلة لإشعال الحرائق والإمعان في استثمار النزاعات وتعزيز الفوضى والتوغل في دماء الابرياء المسالمين العزل وتضييق العيش على عباد الله ومصادرة كافة الحقوق الانسانية وعلى رأسها حق الحياة.

والمتابع المنصف يدرك أن النظام الايراني لا يفهم لغة الحوار ولا يدرك جدية المواقف ولا يعي حجم الاصرار العالمي على ايقاف العبث، ولا يؤمن المراقب الواعي بالتسويف والتسويق للشعارات البالية الكاذبة المستخفة بعقول العامة بل يملك يقينا تاما بأهمية ردع النظام الدموي كي لا تنتشر نيران ايران في كافة اصقاع الارض على النحو المشهود ويصبح العرب مشردين لاجئين دون استثناء جنسية او معتقد .. عبيدا للفرس وهو المبتغى والهدف.

الكل مستهدف
لسنا بحاجة لتذكير العرب تحديدا باستهدافهم بغض النظر عن الدين والمذهب، فأشقاؤنا في العراق ممن يدعي نظام ايران رعايتهم وفقا للشعارات القديمة المتجددة يكتوون بنار ملالي طهران لأن بلاد فارس – كما تحلو لهم التسمية – خارجة عن مسار العالم تقاد الى الهاوية عبر سلوك اجرامي يعتمد على تكوين العصابات ونشر الفوضى وتمزيق الاستقرار وإذلال كل ما يتعلق بالعرب والعروبة تحت شعار تحرير القدس والموت لأمريكا ولن يستمر هذا الوضع الى مالا نهاية فالأكاذيب ظهرت والنوايا انكشفت، وللناس حاجات ومبتغيات آمال وطموحات تتصدرها الحاجة لحياة كريمة آمنة مستقرة بعيدة عن روائح الدم بمبررات مختلقة غاية في السخافة لأهداف دنيئة توسعية تدميرية ولن ترحم الاجيال الواعدة الصاعدة تلك الانظمة الدموية الاجرامية في طهران ومن هم على شاكلتها حيث النهب وتضخم الثروات وتهميش الشعب الايراني قبل غيره من شعوب العالم.

لعلنا نستثمر الفرصة السانحة لنشير الى الدعوات الصادقة والأيادي البيضاء التي امتدت الى مغتصبي السلطة في ايران رافعي شعار تصدير الفوضى منذ عام 1979 قامعي الانتفاضات ومنتهكي حقوق الانسان إذ لم يخلُ بيان من البيانات الختامية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي منذ انشائه في 25 مايو 1981 وللقادة العرب في اجتماعات ومؤتمرات القمم العربية ولقادة العالم في الامم المتحدة من مطالبة ايران بالتراجع عن سلوكها المشين، وكان للمملكة العربية السعودية السبق في محاولة ثني الملالي عن تدمير العالم الاسلامي على النحو المشهود حيث بذلت الغالي والنفيس وحصلت على وعود هلامية ونالتها الشرور والتعديات بمحاولات متتابعة من بينها صفاقة ابادة حجاج بيت الله الحرام مرارا وتكرارا دون مراعاة لحرمة المكان والزمان اضافة لمحاولات فاشلة جلها يؤجج الكراهية ويؤصل لتصدير الدمار.

الشناعات التي يرتكبها الملالي في اعقاب التغرير ببعض العرب بغض النظر عن المذهب، والاحقاد التي تجمع كل هؤلاء ومن بينها تكوين الميليشيات وتسليحها والصرف عليها من قوت الايرانيين القابعين عنوة تحت خط الفقر لن تغير حقيقة الضجر من استمرار الوضع داخل وخارج ايران، فالعالم يلتفت للتنمية فيما يجر النظام الايراني شعوب المنطقة للهاوية. ولهذا تعالت الاصوات في ايران والعراق ومناطق مختلفة من العالم تنادي بوقف نفوذ الملالي ولجم اجرام الميليشيات.


مخططات فرق تسد
ماذا يضير ايران من العودة الى ركب دول العالم كدولة طبيعية تستثمر ايراداتها الوافرة والضخمة عوضا عن تبذيرها لصناعة الموت وتوزيعه؟ ماذا يمنعها من فتح آفاق الحياة الآمنة المستقرة للشعب الايراني كما تفعل جميع دول العالم الطبيعية؟
سؤال يملأ فضاءات العالم ويشع من كافة ساحات وشوارع ايران البائسة قبل غيرها من الدول!

لا شيء بالطبع يجبر ملالي طهران على الاستمرار في اشعال الحرائق سوى الحاجة للبقاء والتمسك بالسلطة لمزيد من استغلال الثروات اضافة الى محاولات بائسة محكوم عليها بالفشل للسيطرة على جميع الدول العربية دون استثناء من باب ثارات قديمة شنفت اذاننا بعض الاصوات النافذة هناك باستعراضها والتذكير بها بين تارة واخرى بمناسبة وبدون مناسبة، ثم ان ملالي طهران وفقا للسياسة المتبعة يمتطون صهوة فرق تسد من خلال تقسيم العالم الاسلامي بطريقة بغيضة تفوح من جنباتها الكراهية بأبشع الصور ويجدون مع الاسف بسطاء ومنتفعين يتفاعلون مع الاطروحات الساذجة بالعاطفة والأحقاد على حد سواء غارقين بالمال والشحن ليستثمروا في ساحات النزاعات ويصبوا الزيت على النار في ظاهرة شيطانية بغيضة ذات اهداف تدميرية وقد فعلوا على مدى عقود ويتموا الاطفال ورملوا النساء لتحقيق مبتغى ارهابي ارتكز على قطف الارواح واستباحت الانفس المعصومة دون ذنب، فقد اغدق نظام طهران المال على كل دموي بغض النظر عن الدين والمذهب، ففتحوا بلادهم ومشافيهم وفنادقهم للقاعدة وداعش واخواتها، وجهزوا المعسكرات في الداخل والخارج، وأووا الارهابيين وعززوا تواجدهم في دول الجوار بالتسليح والدعم اللوجستي ومدوهم بالخبرات والاسلحة والخطط، ووعدوهم بالتمكين في محاولة لإهلاك الحرث والنسل والانقضاض في آخر الامر على ما تبقى منهم .كما فعلوا ويفعلون .


المخدوعون بالشعارات أدوات مستهدفة
المتورمون يغذون الإرهاب والسعار يؤدي للتهلكة
العالم ملتفت للتنمية والنظام الإيراني يجر شعوب المنطقة للهاوية


الآمال تتلاشى
لقد تزايدت اخطار ملالي ايران في اعقاب حقبة من أمل منتظر بدأ في آخر النفق عبر عودة مأمولة لجادة الصواب فتمادوا حد الاستهتار بالإنسانية بل إن صبر العالم ومساحة الفسحة بقصد وبدون قصد ادى ببعض الانظمة ذات النزعة الاستعمارية الشبيهة بالحالة الايرانية الى خوض غمار نفس التجربة فاستنسخ اردوغان على سبيل المثال سلوك ملالي قم فعزز وجود الارهاب وبدأ يلمح ويلوح قبل أن يغزو شمال سوريا ويمزق نسيجها الاجتماعي ثم يعبر المتوسط باتجاه طرابلس الليبية بمبررات ظاهرة واخرى خفية، الاولى مذكرة تفاهم صنعت مفصلة لمقاس المقاصد التركية، والأخرى حق عثماني قديم لن يقف على مشارف طرابلس كما تسرب مؤخرا، لأن احلام الامبراطوريات القاتلة تغلغل في نفوس تضخمت بفعل دكتاتورية أضحت غير مكترثة بحاجة الشعب وحقوقه لا يعنيها الاستقرار والأمن والتنمية بقدر تحقيق طموح شخصي بحت ولو كان ذلك على رقاب المسلمين من ذوي النوايا الطيبة تحت طائلة شعارات وبكائيات وجملة من الاكاذيب والتمثيليات فيما يكفي الحصيف النبيه سبر اغوار الحقائق لاكتشاف حجم التغرير وادراك المبتغى الحقير

كل شيء كان متاحا عند هؤلاء تحت الطاولة في عالم لا تخفى عليه خافية، عالم قلب الطاولة بحكم ثورة التقنية وسهولة الحصول على المعلومة فالتعاون مع المحتل الاسرائيلي على سبيل المثال لا الحصر متاح عيانا بيانا والمتناقضات المضحكة المبكية في هذا الشأن تترى في سماء الفضاء والفساد المالي والاخلاقي يمشي مختالا على قدميه في تقسيم وبقية شوارع الحالمين بالإمبراطوريات، فيما ظلت الشعارات ترتفع بالفضائل وتراتيل القران لاقتناص الحاقدين من الطامعين ذوي الحاجات الدنيوية وبعض من السذج المغرر بهم بهدف تدمير الاسلام والقضاء على المسلمين والتحكم بمصائر الشعوب وتضخيم الأنا.

المملكة حذرت مبكرا
بالطبع لا يمكن قبول استمرار انتهاك حق الانسان بالحياة على نحو ما نرى فالعالم الحر ملزم بتطبيق القوانين، لذلك تلقف عشاق الاستقرار تصريح الولايات المتحدة كدولة عظمى وتصريحات العقلاء في العالم بشأن عدم التساهل بعد الآن مع الارهاب والارهابيين والعمل على اجتثاث جذورهم وعزل الدول الداعمة البائنة، وتلك كانت خارطة طريق المملكة العربية السعودية التي انذرت وحذرت مبكرا واكتوت بنار الارهاب فدحرته وشتت شمله حتى باتت آمنة مستقرة ملتفتة للتنمية ولا شيء غير التنمية الأمر الذي اقلق مبغضيها ومستهدفيها فتوالت الصواريخ الايرانية تتساقط على رؤوس المدنيين في مكة ونجران وبقيق عبر اذناب الملالي البائسين الخائبين وبأسلحة صنعت في ايران. من قبل وكلائهم وهم في الاصل على قائمة ضحايا اخر المشوار شاءوا ام ابوا علموا ام لم يعلموا، وظلت المملكة شامخة عصية على المؤامرات لتؤكد مجددا قدرة فائقة على افشال المشاريع التدميرية.

لعلنا نتفق على توصيف الدول الطبيعية بإيجاز ونحن نشير الى أن كرامة المواطن وأمنه واستقراره وتوفير حاجاته وحاجات عائلته واستثمار ايرادات الدولة في التنمية ورفاهية الشعب ومد يد العون للمحتاج تأتي في طليعة الاهتمامات ، وهذا ما تفعله المملكة فلم يعرف عنها منذ التأسيس على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ان صدرت الاسلحة لقتل الانسان في أي مكان كان، وكل ما فعلت في هذا الشأن مشاركتها الفاعلة في حروب تحرير فلسطين بالرجال والمال والسلاح والمواقف السياسية القوية الحاسمة والمشرفة القائمة حتى يومنا هذا رغم ما تواجهه من نكران لا تلتفت اليه مطلقا بحكم ارتهانها للمبدأ الاسلامي الحنيف، فأهدافها واضحة شفافة صادقة لا يتخللها الرياء، والقدس لديها اثمن من الضجيج والنعيق الذي يذهب ادراج الرياح فيما تظل المواقف المشرفة شامخة ابد الدهر ابتغاء لمرضاة الله،

ولكل هذا اطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على قمة الظهران “قمة القدس” واعلن عن مضاعفة المعونات والهبات التي تجاوزت عشرات مليارات الدولارات اضافة الى مساهمة المملكة في اعمار غزة وغيرها من المساهمات المالية والمعنوية والسياسية الراسخة الثابتة التي لا يمكن حصرها كما ظلت المملكة ثابتة على مواقفها فلم يشهد التاريخ ابتسامة او مصافحة لمسئول نافذ سعودي مع محتل فيما ساقت التناقضات امام ابصارنا الطاولات والقبل والضحكات والأحضان لكثير من عشاق الشعارات، أما على المستوى العالمي فلا نظن ان هناك منصفا ينكر جهود المملكة في اغاثة المنكوبين والمحتاجين في كافة اصقاع الارض، فالجسور الطائرة تغطي الاتجاهات الاربعة لتعلن عن مروءة المملكة وشهامتها وتمسكها بالنهج الاسلامي القويم وحرصها على سلامة الارواح وتقديم الهبات والمليارات لإسعاد الانسانية حتى بات قاصدوها من كل جنسيات العالم عازفين عن الرحيل فقلما تجد مقيما في واحة الامن والرخاء السعودي راغبا بالفراق، وجل هؤلاء عاشوا ويعيشون بيننا مكرمين معززين منذ عشرات السنين لم يتأثروا قط بمواقف دولهم، ولعلنا نستعيد بالفخر والاعزاز مكانة المملكة العالمية نظير سياستها الحكيمة ونستذكر مزهوين تربع المملكة ضمن قائمة الكبار العشرين واستعدادها هذا العام لاستضافة قادة المجموعة وذلك الاحترام والتبجيل الذي حظيت وتحظي به على مر العصور.

الإرهاب ساقط لامحالة
الفارق الشاسع بين المملكة والدول غير الطبيعية بالمقاييس المشهودة واضح المعالم، فالمملكة تصدر المحبة والغذاء والدواء والاعمار، تبني ولا تهدم فيما يصدر المتورمون من المأزومين الحالمين ببناء الامبراطوريات آلات القتل والاسلحة المحرمة وحزمة من الشعارات البالية المتجددة والشائعات والاكاذيب حتى اضحت لبنان والعراق واليمن وليبيا وسوريا مخزنا للمتفجرات وساحة للمعارك تعج في جنباتها الفوضى بعد ان فارقها الاستقرار وغابت الطمأنينة عن شوارعها وميادينها، يخشي ساستها قول الحقيقة مجردة مخفين المواقف والمبتغى الشعبي خوفا من بطش المستعمر الامبراطوري كما اكد وزير الخارجية الامريكي مؤخرا بالصوت والصورة .

لقد تراجعت جموع الشعوب في اعقاب اكتشاف خديعة ما اطلق عليه زورا محور المقاومة فالمحتل ينعم بالأمن والاستقرار فيما تسيل دماء المسلمين والعرب العزل بشوارع مدن وقرى كانت آمنة مطمئنة ولهذا ضج العراقيون والسوريون واليمنيون والليبيون واللبنانيون والايرانيون مطالبين بإيقاف العبث والحد من الاطماع وتأصيل التنمية والرفق بالإنسان لا يأملون سوى البقاء على قيد الحياة وتجنب آثار نزوات المتورمين ناهبي قوت الشعوب في ايران ومن سار على دربها فالعالم المتحضر مشغول بالاختراعات لإسعاد البشرية بينما تحوم الاخطار وتتجول على مرأى من اعين مجتمعات الاقليم الرازحة تحت نيران واخطار ثلة مسعورة تنمي الاحقاد وتعمل على تمزيق الأمة وتفجيرها من الداخل لهذا صرخ ابناء الرافدين العرب مطالبين برفع يد النظام الايراني الذي اثخن جراحهم بسلوك عدواني وجعل منهم تابعا بلا قيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *