الدولية

أردوغان يهدد بغزو ليبيا بمبررات وهمية وباطلة

البلاد – رضا سلامة

كذبت تونس أمس أي اتفاق تم مع الرئيس التركي أردوغان بشأن القضية الليبية وقالت لا وجود لهذا التحالف ولم تطرح هذه المسألة بالمرة وتونس متمسكة بالحل السلمي للأزمة الليبية وإن تصريحات اردوغان تنم عن سوء تقدير.

ويواصل الرئيس التركي رجب أردوغان التصعيد في الملف الليبي، حيث أعلن أمس أن برلمان بلاده سيمرر في يناير مذكرة تنص على السماح بإرسال جنود إلى ليبيا، بينما أشار مراقبون إلى فشل محادثات تركية روسية في موسكو اختتمت أمس في التوصل لأية تفاهمات بشأن ليبيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن تدخل “طرف ثالث” في الشؤون الليبية يضر بعملية التسوية، في إشارة إلى نية أنقرة إرسال جنود إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق والمليشيات المتحالفة معها، بينما أدان رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ضرب أردوغان للنسيج الاجتماعي الليبي وسعيه لإحداث فتنة بين الليبيين، عبر تصريحه بوجود مليون تركي في ليبيا، في تبرير لغزوه المحتمل للأراضي الليبية.

رد موسكو
غداة زيارة مفاجئة لتونس بحث خلالها الملف الليبي مع الرئيس قيس سعيد، قال أردوغان في خطاب بأنقرة:”سنقدم المذكرة لإرسال جنود إلى ليبيا فور استئناف أعمال البرلمان” في السابع من يناير المقبل،مضيفاً: “سنلبي بذلك دعوة حكومة الوفاق”، واصفاً إياها بالشرعية رغم فشلها في الحصول على تأييد البرلمان الليبي مرتين وانتهاء مدتها وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 الذي خرجت من رحمه، مؤكدًا “سندعم بكل الوسائل حكومة طرابلس التي تقاوم حفتر”، رغم أن حفتر، يحظى بدعم البرلمان الليبي واعتراف دولي.

وأعرب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس عن قلق موسكو إزاء الأوضاع في ليبيا، متمنيًا التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن تدخل “طرف ثالث” في الشؤون الليبية يضر بعملية التسوية.
وأضاف أنه “لا خطط حاليا” لإجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب أردوغان حول ليبيا،.

وجاءت المباحثات التركية الروسية حول ليبيا في موسكو بعدما قال أردوغان الأسبوع الماضي إن بلاده لن تبقى صامتة إزاء مساندة روس لقوات الجيش الوطني الليبي، مثل مجموعة “فاجنر” المدعومة من روسيا والمؤلفة من متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص.

تصريحات الفتنة
وفي سياق ذي صلة، استنكر رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، تصريحات أردوغان حول وجود مليون تركي في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تهدف إلى ضرب النسيج الاجتماعي الليبي وإحداث فتنة بين الليبيين، لافتًا إلى أن حديث أردوغان محاولة لتبرير الاعتداء العسكري التركي على ليبيا، ومشددًا على أن المقيمين الأتراك وغيرهم تتم معاملتهم طبقًا للقوانين الليبية التي تحفظ لهم حقوقهم، وليسوا في حاجة لتدخلات عسكرية من دولهم بحجة الحماية.

ونوه “صالح” إلى أن الليبيين من أصول مختلفة ليسوا جاليات أجنبية ولا رعايا لدول أخرى، باعتبارهم يحملون الجنسية الليبية ويتمتعون بحقوق المواطنة كغيرهم، ولم يسبق أن تمت معاملتهم معاملة سيئة حتى يتخذوا حجة لأي دول خارجية للتدخل لفرض واقع مختلف سيكون تأثيره كارثيًا على ليبيا والليبيين.

وأكد رئيس مجلس النواب الليبي أن “هذه التصريحات غير المسؤولة تمثل نكسة خطيرة لمبادئ الأمن والسلم الدوليين، وعودة سافرة للفكر الاستعماري البغيض تحت مبررات وهمية وادعاءات باطلة، ستزج بمنطقة الشمال الإفريقي وحوض البحر المتوسط في آتون صراعات ونزاعات ستجر الويلات على شعوب المنطقة”، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ مواقف جادة وصارمة تجاه تصريحات وتصرفات أردوغان التي ستؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار.

يذكر أن مذكرة التفاهم الموقعة من فايز السراج وأردوغان تمثل خطورة على الدولة الليبية ومستقبلها وأمنها، وتعد امتدادا للتدخل التركي في الشؤون العربية، الذى بدأ في العراق وسوريا ثم ليبيا حاليًا، حيث يتدفق السلاح التركي إلى ليبيا في استباحة لأراضيها وأجوائها وموانئها ومياهها الإقليمية، مما يمهد لاحتلال تركي للأراضي الليبية، كما أن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين يعد باطلًا حيث لا تربطهما حدود بحرية مشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *