الدولية

حكومة اللون الواحد تعمق أزمات لبنان

البلاد – مها العواودة

تصعيد جديد تشهده ميادين وساحات بلاد الأرز؛ اعتراضا على تكليف الوزير السابق حسان دياب، المقرب لما يسمى بـ”حزب الله” الموالي لإيران بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

تكليف دياب الذي جاء بعد مشاورات نيابية أظهرت اختياره بأغلبية 69 صوتًا من أصل 128 في البرلمان اللبناني، زاد توتر واحتقان المشهد وأثار غضب اللبنانيين، ودفعهم للاحتجاج وقطع الطرق؛ خاصة في طرابلس والشمال والبقاع وبيروت، واصفين هذا التكليف بالخطوة الخطيرة، واعتباره تجاهلًا لمطالب الشعب الثائر على الفساد منذ منتصف أكتوبر الماضي، مؤكدين أن توحد جميع الشعب اللبناني في كل مكان دون النظر إلى الطائفية، هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، بقيادة قوية قادرة على العودة إلى الحضن العربي.


حول ذلك، أشار الإعلامي اللبناني طارق أبو زينب إلى أن الشارع اللبناني يعتبر اسم دياب مرشح إيران في لبنان، بسبب ترشيحه ممن يسمى بـ”حزب الله” وحليفيه التيار الوطني الحر وحركة أمل، كما أن مهمة دياب لن تكون سهلة على الإطلاق، نظرًا لأن التسمية لا تعني الوصول إلى برّ الأمان، وقبل الوصول إلى مرحلة التأليف عليه أن يتجاوز تحديا آخر، وهو تسميه وزراء غير حزبيين ومستقلين من المفترض أن يظهروا خلال الساعات المقبلة، وأيضا لم يتم تسميته من القوى السنية ولا من دار الإفتاء.

وأضاف لـ(البلاد): إن هذه الحكومة في حالة تشكيلها ستكون حكومة اللون الواحد، الذي سيضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي والعربي، وستكون بلاد الأرز على موعد مع مزيد من الحصار والعقوبات والجوع والتدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية.

• إعادة الانقسام
وبحسب حسان قطب مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، فإن تداعيات تكليف حسان دياب خطيرة، وتكشف عدم اهتمام ما يسمى بـ”حزب الله” بإخراج لبنان من أزمته الخانقة، إضافة إلى تعامل تحالف “الحزب وأمل والتيار الوطني” مع الواقع اللبناني، وكأنه عبارة عن أزمة عابرة، وليس خطرًا يهدد بعزل لبنان عن محيطه العربي وانهياره بشكل كامل.

وأضاف: إن هذا التكليف من شأنه إعادة الانقسام الطائفي إلى واقع لبنان، وزيادة حالة الاحتقان في الشارع، إضافة إلى أن هذه الحكومة لن تستطيع حل الأزمة الاقتصادية، وأن الحل الجذري يكون في اعتذار دياب، وتسمية رئيس حكومة جديد من خارج المجموعة السياسية غير مرتبط بمحور إيران، ويحظى باحترام كل اللبنانيين ليشكل حكومة قادرة على معالجة المشاكل الاقتصادية ومكافحة الفساد، وإعادة لبنان إلى الحضن العربي.

• توليفة هشة
فيما يرى عضو الشورى د. فايز الشهري، أن حسان دياب المكلف برئاسة الحكومة اللبنانية، والذي لا يحظى بقبول الكتلة الصلبة التي يمثلها، ودعم تيار 8 آذار له يعني الكثير، وأن حزب الله له التأثير الأكبر في هذه التوليفة الهشة التي لن تصمد طويلا.

وقالت الإعلامية اللبنانية يمنى فواز: إن تكليف دياب جاء من أحزاب السلطة عبر سياسة الغرف السوداء، وأن وزير التربية السابق حسان يمثل من كلفه الـ 69 صوتًا، ولا علاقة له بثورة الشعب اللبناني لا من قريب ولا من بعيد.

وأضافت لـ(البلاد): إن الثوار لهم مطالب واضحة منذ انطلاق شرارة الغضب ومواصفات للحكومة المؤقتة ولرئيس الحكومة، وأهم ما يجب أن يتميز به رئيس الحكومة أو أي وزير أن يكون من أصحاب الاختصاص والكفاءة والخبرة في إدارة الأزمة، لافتة إلى ملاحظات تجربة دياب في وزارة التربية سابقًا، متساءلة: كيف سيدير بلد يمر بسلسلة أزمات خانقة يعاني منها الكل اللبناني؟

وأوضحت “فواز” أن دياب لا يمكن أن يكون شخصية منقذة لواقع لبنان المأزوم لعدم كفاءته، وأن تكليفه يؤكد أن أحزاب السلطة غير مكترثة بعد بمصلحة البلد المنهك، وأنها تعيش انفصاما حقيقيا، ورغم أن هناك ثورة أربكتهم إلا أنهم ما زالوا مصرين على اتباع سياسات فاسدة، إضافة إلى أن هناك تصفية حسابات بين أحزاب السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *