اجتماعية مقالات الكتاب

دعم المواهب

عرف محمد منذ الصغر كعاشق للطبخ، بدأ حياته بطريقة تختلف عن أقرانه، بينما هم يلعبون كره القدم و”البلايستيشن” كان يقرأ كتب الطبخ، ويحاول أن يفهم كل طبق وماهي مكوناته، كان يقف مدهوشا عندما يرى طاولة الطعام وهي مليئة بأنواع من الأطعمة المختلفة وكيف تم عملها من قبل شخص واحد فقط؟.

يقول لاقيت من السخرية الكثير فقط لأنني وجدت نفسي في مجتمع لا يتقبل وجود الرجل في المطبخ، فكنت أسمع كلمات التثبيط من كل حدب وصوب مع هذا ناضلت من أجل رغبتي في التعرف على هذا العالم، ويردف قائلاً إن أكثر ما يضايقني تفكير المجتمع وحكمه على أن تكون الفتاة في المطبخ والرجل للعمل خارج المنزل ويا ويل من يتخلف عن هذه القاعدة.

الجميع كان معارض لدخولي للمطبخ حتى والدي كان من أشد المعارضين لي ولكن بعد أن فعلت له إحدى الأطباق التي يحبها فأعجبته جدًا، فعلم أن الطبخ موهبة وهبها الله لي وليست مثل ما قال “لعب عيال” يقول محمد من الأمور التي ساعدتني وشجعتني على المضي قدمًا، معرفتي بأن أفضل طباخين ونقاد طعام في العالم هم من الرجال، ورغم هذا كنت أحتاج فقط ثقة عائلتي كي أبدع.

تخطى محمد هذه العقبة وشارك في أول معرض في عام 2006 م وعرض فيه منتجه وكان عبارة عن كاكاو مقلي، يقول محمد إن فكرة الكاكاو المقلي كانت موجودة في الدول الأوروبية وأمريكا ولكن ليست بكثرة، أما في الدول العربية لم تكن معروفة البتة، وهذا ما زاد استغراب وتساؤل البعض كيف للكاكاو أن يقلي؟

في بادئ الأمر لم يتقبل الناس فكرة منتج محمد لكونه غير مألوف فكانت هذه أحد الصعوبات التي واجهته، لكنه كان يؤمن بأن مع مرور الأيام سينجح المشروع وبالفعل بعد مشاركته الأولى بدأت الناس تهتم بالكاكاو المقلي وتنتظر قدومه في المعارض الأخرى، حتى أصبح مشروع محمد من أنجح المشاريع في المعارض الكويتية والمسمى باسم “Fried junk”.

يقول محمد أي شخص منا قد يتعرض للكلمات السلبية ولكن إذا نظرنا لهذه الكلمات بأنها عائق سنستسلم ولن ندع أحلامنا تتحقق.

في بعض الأحيان قد تتم مهاجمتنا من قبل أفراد بعض المجتمع بسبب عمل غير مألوف نقوم به، وقد نلاقي منهم الاستهزاء والاستنكار، فلا نيأس على ما يقولون، ولنكمل ما بدأنا طالما كانت لدينا رؤية واضحة عما نقوم به، ولقد كان لنا أسوة حسنة في قصة نوح عليه السلام عندما بدأ يصنع السفن في مكان لا يوجد به ماء ! لكنه كان يحمل في قلبه إيمان وثقة بوعد الله، ونحن أيضًا يجب أن تكون لدينا ثقة بما نقوم به وإن لاقينا الاستنكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *