الإقتصاد

توقعات ولي العهد قبل سنوات يحققها تقييم أرامكو الآن

الرياض – البلاد

سجل سهم «أرامكو السعودية» في اليوم الثاني، تداولات قياسية وتاريخية غير مسبوقة لم يشهدها سوق الأسهم منذ إنشائه، حيث بلغت قيمة التداولات في جلسة أمس نحو 15.9 مليار ريال.

فقد قفز سهم شركة أرامكو السعودية بالنسبة القصوى باليوم الثاني من التداول إلى 38.7 ريال، مستحوذة على 91 % من سيولة سوق الأسهم السعودية لتصبح قيمة أرامكو 7.7 تريليون ريال (2.06 تريليون دولار).

وكان سهم الشركة قد أغلق أمس (أول أيام تداوله) مرتفعا بالنسبة القصوى عند مستوى 35.2 ريالا مقارنة بـ32 ريالا سعر الاكتتاب.

ويؤكد خبراء الاقتصاد داخل المملكة وخارجها أن وصول القيمة السوقية لأرامكو لـ2 تريليون دولار مع بدء تداول أسهمها في اليوم الأول، ثم تجاوزها هذا الرقم بكثير، يؤكد ماسبق وأعلنه سمو ولي العهد من تقييم مهني دقيق قائم على معطيات حقيقية تعكس حجم الشركة وواقعها وقوتها كأكبر مصدر للنفط في العالم، وليس كما روّج له المشككون في الإعلام الغربي بأن تقييم أرامكو لايتجاوز 1.5 تريليون دولار.

فقبل ثلاث سنوات وتحديدا في 25 أبريل 2016 قال ولي العهد، في مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية، إن “حجم شركة أرامكو السعودية ضخم جداً، ونتوقع أكثر من 2 تريليون دولار، أي أكثر من 7 تريليونات ريال سعودي” واليوم يترجم الواقع هذه التوقعات الدقيقة الطموحة، وبالأرقام التي يؤمن بها الأمير محمد بن سلمان كونها اللغة التي لا يمكن التلاعب فيها، وخاطب بها العالم بموضوعية بشأن التقييم العادل لشركة بحجم أرامكو.

ولهذا فإن تجاوز القيمة السوقية لأرامكو تريليوني دولار، هو بمثابة انتصار للواقعية الاقتصادية أمام الضغوط الإعلامية المكثفة التي لم تستطع على مدى 3 سنوات إثبات صدقية حملات التشكيك التي قادتها للتأثير على طرح أرامكو الذي يعد الأضخم عالميا، متصدرا وبمسافات مليارية طروحات كبريات الشركات الغربية العالمية.

وكان ولي العهد قد قال ضمن حديثه الشامل قبل سنوات: “إذا طُرح 1% فقط من أرامكو راح يكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية”.

وأضاف سموه : “طرح أرامكو فيه عدة فوائد؛ أهمها وأول شيء الشفافية، كان الناس في السابق يتضايقون من أن ملفات وبيانات أرامكو غير معلنة، غير واضحة، غير شفافة ، واليوم تصير شفافة، إذا طرحت أرامكو في السوق يعني لازم تعلن عن قوائمها، لازم تعلن عن كل ربع، وتصير تحت رقابة كل بنوك السعودية، وكل المحللين، والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية وكل مراكز الدراسات والتخطيط في العالم سوف تراقب أرامكو بشكل مكثف، سوف تصبح لديك رقابة عالية جداً “.

من هذه الحقائق نستخلص أن ما يذكره الأمير محمد بن سلمان في لقاءاته ومقابلاته الصحفية، أقل ما يمكن وصفه بأنه برنامج عمل قابل للتحقق على أرض الواقع، لا تحكمه الانطباعات أو مجرد التوقعات.

وكانت أرامكو قد خصصت 0.5 % من أسهمها للأفراد مايعادل “مليار سهم” كما خصصت 1 % يعادل ملياري سهم للمؤسسات ، وبلغت حصيلة الطرح 96 مليار ريال ، منها 32 مليار ريال من الأفراد، و64 مليار ريال من المؤسسات، بما يجعله الأضخم في العالم، وأزاح طرح شركة علي بابا الصينية.

وتمت تغطية الاكتتاب بنسبة 465 % بحصيلة 446 مليار ريال “نحو 119 مليار دولار.
وقال رئيس “أرامكو” وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، إن المستثمرين سيشاركون دون أي شك في بناء مستقبل الشركة على المدى الطويل ، مؤكدا أن ارامكو ستظل على استراتيجيتها من ناحية استثماراتها في الداخل والخارج وزيادة الربحية ، وملتزمة بـ75 مليار دولار توزيعات خلال السنوات القادمة، والشركة ستعزز وجودها في مختلف الأسواق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *