اجتماعية مقالات الكتاب

التطوير الاستراتيجي في المنشآت الصحية

من خلال مقالاتي السابقة، التي تركزت على اهمية حسن اختيار من يتولى قيادة المنشأة الصحية والمساعدين ومن هم حول القيادة الصحية, كانت هناك العديد من الاسباب التي دفعتني في التركيز على مثل هذا الموضوع كرأي احببت ان اكتبه وانشره في صفحات الرأي بالصحف المحلية.

ادرك تماما، ان القيادة الصحية للمنشأة الصحية سواء كانت صغيرة او كبيرة الحجم او حتى متوسطة الحجم، هي الصورة الرئيسية في المشهد الصحي والتي من خلالها يكون التعامل المباشر فيما بين المستفيد الرئيسي من الرعاية الصحية الا وهو المريض ومقدم الرعاية الصحية والمتمثل في الممارس الصحي وفي فريق العمل الصحي للمنشأة الصحية.

هذا التعامل المباشر سواء كان هذا التعامل عن طريق الحديث المباشر بين الطرفين (المستفيد و مقدم الخدمة) او من خلال صورة من صور الرعاية الصحية حتي و ان كانت في ابسط صورها مثل قياس العلامات الحيوية (الضغط، درجة الحرارة و الوزن و الطول) وبعد ذلك تطور التعامل المباشر الي خدمات صحية متقدمة تحتاج الى ذي اختصاص من مقدمها من اصحاب الشهادات الجامعية العليا (مثل الماجستير والدكتوراه).

ومن وجهة نظري والتي اكتسبتها من خلال عملي المهني، قيادة المنشأة الصحية هي القيادة الاهم في المشهد الصحي، لماذا؟ لأنها هي المسئولة مسئولية مباشرة في مواجهة التحديات الميدانية والتي تواجه العمل الصحي! كيف؟ مثلا، الامتثال وتطبيق جميع معايير العمل المهني الصحي وجعلها تعمل لصالح المنشأة الصحية، مثل معايير سلامة المرضى والعاملين الصحيين، الى جانب الحد من الاخطاء الطبية سواء كانت ناشئة من تقصير احد الجهات التي تعمل داخل المنشأة الصحية او صادرة من فرد واحد!

الى جانب تحديد المشاكل وطرح الحلول المناسبة لتلك الصعوبات التي تقابل فريق العمل الصحي داخل المنشأة الصحية، ومن تلك الحلول والطروحات، القدرة على تطوير العديد من اجراءات العمل داخل المنشأة الصحية، مثل، الاجراءات الادارية و الفنية و ذلك بما يخدم الاهداف و يتفق مع اللوائح والانظمة. ايضا، اساليب قياس الاداء الفردي و الجماعي و تشخيص المشكلات التي تكون عائق للوصول الي الاداء الفعلي الاكثر تأثيرا في مسيرة العمل المهني. الى جانب ما ذكر سابقا، لابد ان يكون القائد الصحي لدية القدرة على ادراك مفهوم و ثقافة الانتاجية و الرؤية الاستراتيجية و ارتباطها مع جودة الاداء للعمل الصحي.

باختصار، هناك مجموعة من القضايا والتي لها تأثير قوي على الممارسين الصحيين داخل المنشأة الصحية بجميع فئاتهم المهنية، وهنا، لابد ان ندرك ان القائد الصحي، لا بد ان يمتلك كما كبيرا من الخبرات الصحية والادارية والفنية، الى جانب الشهادة العلمية والتي تجعله قدوة امام زملائه في العمل الصحي، وذلك لتولي زمام تلك الامور بخبرة مكتسبة مباشرة وليس فقط من حضور دورة تدريبية لمدة قصيرة ويكون بعدها مؤهل لتولي زمام الامور! نعم،

لابد ان ندرك تماما، ان القيادة الصحية للمنشأة الصحية هي قيادة رئيسية ومسئولية في نقل المنشأة الصحية من مرحلة الي مرحلة اكثر تطور وحضور ايجابي في المشهد الصحي، وليس فقط هو في تسيير الامور حسب ما هو مرسوم لها! ودون ان يكون لها أي اهمية في تحقيق العديد من الانجازات ورفع مستوى ثقافة اداء المهام الى الافضل والارتقاء بمستوى مؤشر الاداء المهني للقوى العاملة في المجال الصحي. اتمنى انني قد وفقت في شرح الاسباب التي ادت بي الى الكتابة عن اهمية اختيار القائد الصحي للمنشأة الصحية ومن حوله من مساعدين.
drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *