إذا كانت الدول متساوية الحقوق في السيادة وفق المبادئ والقوانين الدولية، وتسعى الرشيدة منها للتعاون من أجل تحقيق المصالح، فإن العمل الإنساني يمثل إرادة أخرى لاتتساوى فيها جهود الدول وبذلها، تجاه ماتشهده مناطق مختلفة مأزومة بأوضاع انسانية صعبة تستصرخ العالم. وفي هذا الميدان الإنساني تسجل المملكة ريادة وأنموذجا استثنائيا يسبق بمسافات وخطوات كبيرة في البذل غير المحدود، والوصول إلى كل بقعة وكل شعب يتطلع إلى يد العون والمساعدة، وأصبح الجهد الإنساني بندا أساسيا في نهج المملكة ومواقفها التي تبادر بها، والدعم الكبير لمنظمات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي هذا تنطلق المملكة في جهودها من القيم الناصعة لمعاني ومفهوم العمل الإنساني.
واستحقاقا وتقديرا لهذا البذل الانساني وحرصا على الاستفادة من الخبرات والإمكانات الإنسانية والإغاثية السعودية الرائدة، والتي يجسدها مركز الملك سلمان ببرامج عمل مؤسسية فريدة، جاء فوز المملكة للمرة الرابعة على التوالي بعضوية المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، للفترة من 2020 وحتى 2023م، وذلك ضمن 36 دولة والاتحاد الأوروبي. ودائما الأرقام هي عنوان الحقيقة لهذه الإنسانية الخالصة التي قدمت أكثر من 93 مليار دولار لأكثر من 124 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية، مؤكدة وبمنطلقات خالصة دورها الريادي ونموذج الشراكة المثمرة الداعمة لبرنامج الأغذية العالمي، وفي صدارة منظومة المساعدات الإنسانية والإغاثية، امتداداً لدورها الإنساني ورسالتها العالمية في هذا المجال.
