الدولية

صنعاء: حملات قمع حوثية ونذر ثورة شعبية

البلاد – رضا سلامة

تشهد العاصمة صنعاء تحركات احتجاجية شملت طمس لافتات وشعارات مليشيا الحوثي، ودعوات للخروج عليها وحملات للتنديد بممارساتها، فيما تشن المليشيا الموالية لإيران حملات خطف واعتقال وترهيب في صنعاء، تزامنًا مع ذكريان: انتفاضة العاصمة ضد المليشيا في 2 ديسمبر عام 2017، واغتيال المليشيا للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح في 4 ديسمبر عام 2017.

وبحسب مراقبين وتقارير من داخل اليمن، تزايدة مخاوف الحوثيين من انتفاضة شعبية ضدهم، مماثلة لما يحدث في العراق ولبنان وإيران ذاتها، في ضوء توافر الأسباب نفسها للثورة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، نظرًا لتفشي الفساد داخل قياداتهم التي تنهب جميع موارد الدولة بمناطق نفوذهم، واستمرار تجويع اليمنيين ونهب المساعدات الإغاثية الدولية وإثقال كواهلهم بالكثير من الإتاوات والجبايات، بالإضافة لقمعهم لكل من يشكون في معارضته لممارساتهم الإجرامية، وأيضًا كونهم أداة من أدوات المشروع الإيراني التخريبي في المنطقة.

• إرهاب وتهديد
وأكدت مصادر متطابقة أن المليشيا الحوثية نفذت حملات خطف واعتقال لطلاب وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعناصر في الأجهزة الأمنية السابقة وقيادات عسكرية، وموظفين موالين لحزب المؤتمر، زعمت بأنهم “مخترقون لمؤسسات الدولة” التي تسيطر عليها وتسيرها لمصلحتها، وطالت الاعتقالات عقال وتجار وأصحاب مؤسسات تجارية.

وكان رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي يحكم شكليًا مناطق سيطرة الميليشيا، قد هدد قيادات حزب المؤتمر الشعبي” بجناحيه المعارض والمؤيد للمليشيا” بقمع أي تحرك حزبي أو شعبي لإحياء ذكرى الانتفاضة أو الاغتيال، واتهمهم بالتخطيط لمظاهرات ضد الميليشيا على غرار ما يجري في العراق ولبنان.

ووجهت المليشيا جميع مأموري المديريات التابعين لها بالعاصمة برفع حالة طوارئ غير معلنة، ورصد أي تحركات لاحتجاجات قد تنطلق من الأحياء السكنية، فضلًا عن تشديد الحراسات على منازل القيادات العسكرية والأمنية التابعة لها، كما سخرت وسائل الإعلام العامة التي تحت سيطرتها للتشهير بالرئيس السابق، واتهام حزب المؤتمر الشعبي بالعمل لصالح التحالف العربي، وبالفساد طوال حكمه، في حين أنها تحتفظ بجزء من قيادته في الحكومة التي شكلتها ولا يعترف بها أحد.

وشهدت صنعاء ومحيطها إقامة حواجز تفتيش وتسيير دوريات عسكرية وانتشار عناصر مسلحة في الشوارع، خاصة السبعين والخمسين وحدة، وروجت المليشيا أنباء عن القبض على “خليتين” زعمت أن التحالف العربي يدعمهما، في محاولة لتبرير حملاتها القمعية.

• فساد مستشرٍ
وتواصل نقابة ملاك شبكات الإنترنت تصعيدها ضد الحوثيين، بدعوات للإضراب ووقف استخدام الإنترنت، بينما ينفذ نشطاء حملة لفضح فساد الميليشيا في قطاع الاتصالات والفساد المستشري فيه، في مواجهة وزير الاتصالات في حكومة الميليشيا، الذي اتخذ قرارًا برفع أسعار خدمة الإنترنت بنسبة 130‎‎% مع خفض السعة التحميلية، ما أدى إلى خسائر كبيرة لملاك الشبكات، الذين يزودون أكثر من 60‎‎% من السكان بالخدمة، وأصبح الوزير الحوثي محط سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر في مؤتمر صحفي يدافع عن قراره، ويتهم اليمنيين بالإسراف في استخدام الإنترنت دونما بقية سكان المعمورة، مع أن وزارته تقدم أسوأ خدمة إنترنت في المنطقة وتحصد أعلى الأسعار.

ويستمر إضراب نقابة بائعي اللحوم احتجاجًا على الجبايات والابتزاز، وسط تهديد بعدم إدخال أي مواشٍ نهائيًا، إذا لم يتم الإفراج عن ناقلات المواشي ورفع نقاط التوقيف والابتزاز.

وكان ناشطون ومؤيدون لحزب المؤتمر الشعبي العام، قد دشنوا حملة إلكترونية تحت عنوان “انتفاضة 2 ديسمبر مستمرة”، دعوا فيها للخروج ضد المليشيا الحوثية، وأكدوا استكمال الثورة ضد الانقلابيين بصنعاء، بالتزامن انطلاق دعوات لإحياء الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس السابق “صالح”، وشهدت صنعاء نذر تحركات احتجاجية، وهو ما أثار موجة هلع غير مسبوقة في صفوف المليشيا الانقلابية المدعومة من إيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *