المحليات

إعلان نتائج البرنامج الدولي لـ”تقويم الطلبة” غداً

البلاد : متابعات

كشفت هيئة تقويم التعليم والتدريب، أن نتائج البرنامج الدولي لتقويم الطلبة المعروف اختصارًا بـ “بيزا” “PISA”، وشاركت فيه المملكة العام الماضي 2018م مع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي يبلغ عددها 37 دولة مضافاً إليها 42 دولة من قارات العالم المختلفة، ستعلن صباح غدٍ، في مقر المنظمة المشرفة على البرنامج في العاصمة الفرنسية باريس.

وتتضمن نتائج بيزا تصنيفًا لمستوى التعليم بحسب المحكات المرجعية العالمية للمستوى المعرفي للطلبة، وينتظره صناع القرار وقيادات التعليم لقياس مدى نجاح جهودهم الرامية إلى تحسين التعليم.

وصرح المتحدث الرسمي باسم هيئة تقويم التعليم والتدريب نايف العبدلي، أن المملكة شاركت لأول مرة في بيزا عام 2018م، من بين 79 دولة، ويأتي الحرص على هذه المشاركة في سياق الجهود الحثيثة لحكومتنا الرشيدة لتحسين جودة التعليم بالمقارنة بالأنظمة التعليمية المتقدمة، وما يتطلبه ذلك من ترسيخ ممارسة التقويم من خلال البرامج التي تنفذها هيئة تقويم التعليم والتدريب محليًا أو تنسق لها مع المنظمات الموثوقة دوليًا.

وأضاف أن “بيزا” يتميز عن غيره من البرامج والدراسات التقويمية بأنه يجمع المجالات الرئيسة للمعرفة، وهي: القراءة، الرياضيات، العلوم، وبأنه مخصص لمن أعمارهم 15 عامًا، باعتبار أن أغلب النظم التعليمية تقدم قبل هذا السن المهارات الأساسية اللازمة للفرد للاندماج الفاعل في المجتمع والأنشطة الاقتصادية، وكثيرًا ما يكون التعليم إلزامًيا حتى سن الخامسة عشر.

وأبان العبدلي أن المملكة شاركت في الدراسات والاختبارات الدولية بأنواعها واتجاهاتها ومراحلها العمرية ودوراتها الزمنية، مؤكداً أن ذلك يعد دليلاً على حرص قيادات التعليم، لرفع كفاءة التعليم والوعي بالمعايير العالمية في أساليب تعليم وتقويم كل ما يخص القراءة والرياضيات والعلوم وفي مجالات متعددة ولأهداف متنوعة، منها ما يخدم رفع التحصيل الدراسي في المهارات الخاصة بالقراءة لطلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي (PIRLS)/ ومنها ما يركز على التطور العلمي والصناعي كدراسات واختبارات (TIMSS) لطلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي والثاني المتوسط، ومنها ما يهيئ طلابنا وطالباتنا لسوق العمل في مواد تعد هي الركيزة الأساسية لتلك المرحلة العمرية الـ (15) عامًا من خلال بيزا في القراءة والعلوم والرياضيات والأمور الحياتية، ومنها ما يركز على المعلمين والقياديين لتطويرهم وتطوير البيئة التعليمية كافة (TALIS) للوصول إلى السمو المنشود الذي تسعى إلى تحقيقه مملكتنا الحبيبة ورؤيتنا الحكيمة (2030) بهدف بناء مجتمع مثقف واعٍ يواكب بعلمه وطموحه كافة الدول المتقدمة وفي شتى المجالات المتعددة (قيميًا، وسياسيًا، وعلميًا، واقتصادًيا، وتنموًيا).

يذكر أنه في مجال القراءة، يقوّم برنامج “بيزا” مقدرة الفرد على فهم واستيعاب واستخدام النصوص المكتوبة، كي يحقق أهدافه وينمي معرفته وإمكانياته ويشارك في المجتمع، وفيما يتعلق بالمعرفة الرياضية، يستهدف البرنامج تقويم مقدرة الفرد على فهم الدور الذي تسهم به الرياضيات للتوصل إلى أحكام تقوم على أسس سليمة وعلى استعمال المفاهيم الرياضيات والتعامل معها بحيث تفي باحتياجات الفرد الحياتية كمواطن فعّال ومسؤول ذي تفكير سليم.

وفي العلوم، يقوّم بيزا المقدرة على استعمال المعرفة العلمية لتعرف المشكلات المطروحة والتوصل إلى الأدلة المعتمدة على النتائج والبراهين الحاسمة، كي تصبح مفهومة لتساعد على اتخاذ القرارات الخاصة ببيئتنا الطبيعية وإجراء التغييرات فيها من خلال النشاطات البشرية.

ويهتم بيزا بمهارات حل المشكلات، من خلال تقويم مقدرة الفرد على استعمال المهارات المعرفية لمواجهة المواقف العلمية ذات التخصصات المتداخلة، حيث لا تظهر طرق الحل بوضوح وسهولة، وحيث لا تكون مجالات المعرفة أو المناهج قابلة للتطبيق ضمن مجال واحد من الرياضيات أو العلوم أو القراءة.

ويهدف بيزا إلى مساعدة صناع القرار في البلدان المشاركة للوصول إلى رؤية حول كيفية مساعدة الطلاب على التعلم بشكل أفضل، والمعلمين لتدريس أفضل وأنظمة المدارس للعمل بشكل أكثر فعالية، والمساعدة في بناء طاقات البلدان المشاركة على إجراء عمليات تقويم واسعة النطاق، وتحليل النتائج واستعمالها لدعم السياسات الوطنية واتخاذ القرارات القائمة على الأدلة، وكذلك المساهمة في رصد وإنجاز أهداف التنمية المستدامة للتعليم، التي تؤكد على جودة التعليم وتكافؤ فرص الحصول على التعليم الجيد للأطفال والشباب والكبار.

ومن خلال تقويم مستوى المعارف والمهارات والاتجاهات، فإن بيزا يساعد في رصد انعكاسات التغيير الذي تم في المناهج، ومقارنة مستويات الطلبة عبر دول العالم، وكشف أوجه القصور والاستفادة من تجارب الدول متقدمة المستوى.

ويقوّم بيزا الطلبة بصفة عامة كل ثلاثة أعوام، ويتم التركيز بنسبة 70% في كل دورة على أحد الفروع الثلاثة (القراءة أو الرياضيات أو العلوم) و 15% على كل من الفرعين الآخرين، حيث كان التركيز على القراءة في عام (2018).

ويشمل الاختبار على أسئلة الاختيار المتعدد والأسئلة المقالية، ويستغرق ساعتين ويكون باللغة العربية (أو الإنجليزية، إن لزم الأمر)، إضافة إلى استبانة الطالب وهي عبارة عن مجموعة من الفقرات التي توفر معلومات عن الطالب نفسه والمعلومات الاجتماعية الاقتصادية المرتبطة بأسرته وكذلك استبانة المدرسة وهي عبارة عن مجموعة من الفقرات التي توفر معلومات عن البيئة المدرسية والكادر التعليمي وبعض الممارسات التربوية.

وتساهم الدول المشاركة في إعداد الإطار العام للاختبار وصياغة محتواه تحت إشراف وإدارة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

كما تتولى كل دولة مشاركة مسؤولية ترجمة ومواءمة محتوى الأدوات، وتنفيذ الاختبارات على طلبة ومدارس العينة المرشحة والممثلة للدولة.

وجاء برنامج بيزا أساسًا تلبيةً لحاجة عدد من الدول للحصول على بيانات موثوقة ومنتظمة حول أداء أنظمتها التعليمية ومدى اكتساب طلبتها للمعرفة وللمهارات اللازمة لمشاركتهم الفاعلة في المجتمعات الحديثة والمتطورة.

وفي ظل التقدّم التقني وتزايد المشكلات المعقّدة، أدرك قادة الدول أن الهدف الأهم من اكتساب المعرفة والمهارات هو إمكانية تطبيقها في مواقف غير مألوفة داخل المدرسة وخارجها.

لذا، توجه تركيز القادة وصناع السياسات إلى تقويم مدى اكتساب الطلبة لهذه المهارات والاستعانة أكثر فأكثر بنتائج بيزا كأحد أدوات التقويم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *