مناسبات

أفنى عمره في خدمة الساحة الأدبية وحول العمل الثقافي إلى إنتاج فعلي

جدة ــ عبدالهادي المالكي ــ مهند قحطان


أبدى نخبة من الكتاب والإعلاميين حزنهم لوفاة الأديب عبد الفتاح أبو مدين مؤكدين في الوقت نفسه أن رحيله يشكل خسارة للساحة الثقافية والإعلامية لما اتسم به الفقيد من عطاء مثمر في المجالين الأدبي والثقافي، لافتين إلى أن الفقيد الراحل أفنى عمره في خدمة الساحة الأدبية الثقافية، كما انه كان له ــ رحمه الله ــ الدور الفاعل الحقيقي في تفعيل الثقافة وفي تحريكها وفي جعل العمل الثقافي يتحول إلى إنتاج فعلي، فضلا عن أنه كان أحد رواد الثقافة والأدب والصحافة، وقدم للساحة الأدبية عطاء سيظل تتناقله الذائقة الأدبية جيلا بعد جيل.

وفي هذا السياق قال الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ السابق تعلمت في مدرسة ابي مدين كيف تكتب الكلمة الصادقة وكيف يدافع عنها صاحبها مهما كانت الأخطار. كما تعلمت منه كيف نعطي القارئ ما يحتاج وليس مايريد لان وظيفة المثقف والصحفي هي ان يرتقي بوعي الآخرين لا ان يحاربهم او يلبي رغباتهم فهو وان كان أديباً الا انه كان يملك حسا صحفيا حراقا .. رحم الله الاستاذ الاستاذ ابا مدين.

وقال حمد القاضي -عضو مجلس الشورى السابق -أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية “غفر الله له ورحمه فهو رائد بالصحافة والأدب والتواضع وجميل الخلق والرعاية لأهل القلم وستبقى بصماته بالصحافة تأسيسا وعطاء وستظل آثاره بالفضاء الأدبي إنتاجا وإدارة متميزة لنادي جدة الأدبي أسكنه الرحمن فسيح جناته.


قدوة أدبية
وقال الدكتور عبدالله السلمي مدير النادي الادبي بجدة لاشك ان أبو مدين كان قدوة وكان قائدا ونموذجا على كل الأصعدة من حيث أدائه وادارته ودرايته بالحركة الثقافية بعمومها ولهذا نعده فقيدا بكل ما تحملة الكلمة من معنى حيث خلف ارثا ثقافيا وفكريا ومعرفيا وخلف أيضا عملا انتاجيا جميلا ينهل منه كل الباحثين في المملكة والوطن العربي عموما.

تفعيل الثقافة
من جانيه اوضح الناقد عبد الله الغذامي : “سنسجل لعبدالفتاح أبومدين هذا الدور الفاعل الحقيقي في تفعيل الثقافة وفي تحريكها وفي جعل العمل الثقافي يتحول إلى إنتاج فعلي.” على سبيل المثال صدر فيه كتاب تكريمي بعنوان (مسيرة عطاء الفتى مفتاح) وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من التوقيعات التي كتبها مثقفون سعوديون عايشوا مسيرة عبد الفتاح أبو مدين، تعبيرا عن الامتنان لتجربته ودوره الريادي.

السيرة الذاتية للفقيد
عبد الفتاح أبو مدين (1925- 2019) أديب وإعلامي وناقد سعودي، من رواد العمل المؤسسي الثقافي في السعودية، وكان رئيسًا لنادي جدة الأدبي، أصدر جريدة (الأضواء) وهي أول جريدة تصدر في جدة خلال الحكم السعودي، شراكةً مع محمد سعيد باعشن ومحمد أمين يحيى عام 1957،وكُرّم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث عام 2009، وصدرت له نحو 10 مؤلفات، وترجع أصوله إلى ليبيا فقد ولد في بنغازي عام 1925، لكنه نشأ و ترعرع في المدينة المنورة.


مسيرة حياته
شغل منصب رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة، شهد النادي في عهده (1980-2006)، نشاطات وإسهامات ثقافية متنوعة، وإليه ينسب الفضل في صياغة سياسات النادي المرتبطة بالمجتمع وتنويع منتجاته وأدواره من إقامة محاضرات وندوات ومؤتمرات، وأعمال مطبوعة ودوريات متخصصة وترجمة. أسهم في إصدار عدد من الدوريات الشهيرة على مستوى العالم العربي، كجذور الخاصة بنقد التراث العربي، ونوافذ الخاصة بالترجمة للأعمال الأدبية العالمية، وعلامات للنقد الثقافي والأدبي، والراوي، وعبقر.

كما أسس مجلة الرائد الثقافية، وفي عهده تم تأسيس كيان (ملتقى النص) التابع للنادي الأدبي والثقافي بجدة، وجماعة (حوار). رأس تحرير صحيفة البلاد (صوت الحجاز) لمدة سبع سنوات، وأسهمت سياساته في الخروج بالمؤسسة الصحافية العريقة من المديونية إلى الربحية بفائض ضخم. كما رأس تحرير الملحق الأسبوعي لصحيفة عكاظ، وجعله ينافس العدد اليومي المدعوم مالياً.أسس مع محمد أمين يحيى صحيفة الأضواء التي دخلت في حرب مع أرامكو في عهد الملك سعود و نتيجة للحملات المكثقة اغلقت الصحيفة.


من مؤلفاته
أمواج وأثباج (نقد أدبي).
في معترك الحياة. (دراسات أدبية).
وتلك الأيام. (تجربة صحافية)
الصخر والأظافر. (دراسات نقدية).
حمزة شحاتة ظلمه عصره. (قراءات تأملية).
حكاية الفتى مفتاح. (سيرة ذاتية).
هؤلاء عرفت.
أيامي في النادي
لن أسافر. إصدارات
أصدر عبر نادي جدة الأدبي، أثناء رئاسته عددا من المجلات، وهي:
مجلة نوافذ لترجمة الأدب العالمي الدورية.
مجلة جذور للتراث العربي الدورية.
مجلة علاقات.
مجلة الراوي.
مجلة عبقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *