تونس – البلاد
يوما بعد يوم، تتكشف حقيقة ادعاءات حركة النهضة التونسية حول الشراكة السياسية وعدم سعيها للسيطرة على مفاصل الدولة، وفق النهج الإخواني المعروف، آخر الحقائق أماط اللثام عنها زياد العذاري، أمين عام حركة النهضة التونسية المنشق عنها، الذي أكد أن رئيس الحكومة، الحبيب الجملي، مقرب من الحركة وأنه ليس كما تدعي الحركة”شخصية مستقلة ولا تنتمي لاية جهة سياسية”.
وكانت الأحزاب السياسية التونسية على غرار التيار الديمقراطي وحركة الشعب وحزب قلب تونس قد اشترطت على النهضة أن يكون رئيسها شخصية مستقلة كشرط للمشاركة في السلطة.
وعقب الإعلان عن شخصية الحبيب الجملي شكك عدد من السياسيين في حقيقة استقلاليته، لكن حركة النهضة أكدت أنه مستقل تمامًا ولا ينتمي لاي تيار سياسي، وليس مقربًا منها، فيما أعلن التيار الديمقراطي أنه سيراقب توجهات الجملي وسيحكم على مدى استقلاليته.
ونوه زياد العذاري إلى أنه من بين الأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالته هو استفراد بعض قيادات النهضة بالقرارات المهمة وعدم التعاطي الديمقراطي داخل الحركة.
وأشار أن اسم الجملي طرح في الساعات الاخيرة على مجلس شورى الحركة دون الاطلاع على خصاله، مشككًا في كفائتة وقدرته على مواجهة ملفات شائكة.
وكان العذاري الذي تقلد سابقًا وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي، قد قدم استقالته من حركة النهضة قائلًا إنه” بعد تفكير عميق، يجد نفسه مضطرا للتخلي عن كل مسؤولية حزبية أو حكومية، وأنه غير مرتاح البتة للمسار الذي اتخذته البلاد منذ مدة، وخصوصًا لعدد من القرارات الكبرى للحزب في الفترة الأخيرة، وأنه لم ينجح في إقناع مؤسسات الحزب في قضايا يراها مصيرية، وفي لحظة مفصلية بتفادي خيارات لا يراها جيدة للبلاد”.
وتعيد الاستقالة الى الأذهان الصراعات داخل النهضة الإخوانية والتي طفت على السطح تزامنا مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتواصلت بعدها.
وتعليقًا على قرار الاستقالة انتقد القيادي في الحزب عبدالحميد الجلاصي، السياسات المنافية للديمقراطية داخل النهضة والتي ستؤدي الى اعادة أخطاء الحزب الحاكم في عهد نظام بورقيبة.
واضاف الجلاصي في اشارة إلى النهضة “الأحزاب التي تسقط في الدكتاتورية وتدير ظهرها للديمقراطية تصبح خطرًا على البلاد”.
يذكر أن العذاري انتخب أمينا عاما لحركة النهضة وفي يوليو 2016، وتؤشر اعترافاته بالإضافة لأحداث ومواقف أخرى إلى تنكر حركة النهضة لاهداف الثورة التونسية، وتؤكد ما اشارت اليه بعض المصادر من مسؤولية اخوان تونس في انحراف مسار الأحداث عما ينشده الشعب التونسي.