الدولية

الرصاص الإيراني يحصد متظاهري العراق

 البلاد – محمد عمر

هتف العراق فجُنت إيران وأقدمت على خطوة هي الأخطر.. مواجهة التظاهرات السلمية بالرصاص، لم يعد شعب بلاد الرافدين يقبل بالنفوذ الإيراني على أرضه، وأصبح الشارع بمختلف مكوناته درعًا للحفاظ على الوحدة والسلم، وشعاره الرئيسي محاسبة المتورطين بالتعامل لصالح طهران على حساب مصالح العراق. يقول المحلل السياسي العراقي حازم العبيدي إن الدور الإيراني في العراق تخريبي ويدعم الفوضى والدمار، بالتنسيق مع بعض المسؤولين العراقيين،

حيث قدمت طهران الدعم العسكري من أسلحة وأدوات لقمع المظاهرات العراقية المطالبة بالاستقلال الوطني والحياة الكريمة ومحاربة الفساد، وما يحدث الآن هو قتل إيراني للشعب العراقي، سواء بطريقة مباشرة أو عبر المليشيات الموالية أو بواسطة السلاح الإيراني، وخلال الـ 40 يومًا الماضية سقط آلاف الشهداء والجرحى.

وأضاف لـ(البلاد) أن المظاهرات العراقية تعد بمثابة أيقونة للتحرر من التمدد والنفوذ الإيراني، حيث أدرك الشعب بوعيه مساعي إيران للسيطرة على مفاصل الدولة ودفعها لمستنقع الفوضى والدمار.

خطف الناشطات
وقالت الدكتورة سمية عسله الخبيرة بالشأن الايراني ورئيس اللجنة العليا لمكافحة الإرهاب والتطرف الفكري، إن ايران تلعب دورًا محوريًا في إخماد التظاهرات بالعراق، وهو ما أدركه العراقيون منذ اللحظة الأولى، وجاء ردهم بالتأكيد على المطالبة بالتخ لص من الهيمنة الإيرانية، وفق شعارهم “إيران بره بره .. بغداد تبقى حرة”.

وأضافت لـ(البلاد) أن نظام الملالي علم جيدًا خطر انضمام آلاف العراقيات للتظاهرات، في ملحمة بطولية اشتركن فيها إلى جانب الرجال في الهتاف ضد الولي الفقيه والتوغل الإيراني، مما دعا رجال قاسم سليماني إلى خطف الناشطتين ماري محمد وصبا المهداوي، وهو عمل يدل على مدى الإجرام الإيراني، كما أنه رسالة تهديد واضحة للعراقيات لعدم النزول في التظاهرات.

مستقبل صعب
وقال الدكتور أحمد عمران الخبير الإعلامي إن الشعب العراقي قدم صورة إيجابية بسلمية تظاهراته الحاشدة، وحظي باهتمام وسائل الإعلام الدولية التي تنقل بثًا حيًا على مدار الساعة، مما انعكس بالسلب على الجانب الإيراني الذي يرى التظاهرات موجهة ضده بشكل أساسي، لذلك يجرى عمليات ميدانية وحملات إعلامية كبيرة تستهدف إخماد التظاهرات والالتفاف على مطالب الشعب العراقي.

وأضاف أن العنف الإيراني ضد متظاهري العراق يمثل امتدادًا لدورها التخريبي في دول المنطقة عبر مليشياتها، مطالبًا المجتمع الدولي بالقيام بواجباته تجاه الشعب العراقي، بمحاسبة المتسببين فى القتل والخطف وتصاعد العنف.

ونبه عمران إلى خطورة الأوضاع في العراق إذا استمرت طهران في ممارسة الترهيب والتخويف وأعمالها الوحشية ومحاولات شق الصف العراقي وتعزيز الطائفية، مؤكدًا أن الوجود الإيراني في العراق سيكون صعبًا للغاية في المستقبل، مع الأجيال الشابة المؤمنة بفكرة السيادة ووحدة الصف والأرض.

حياة أو موت
وقال هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، إن ما حدث في العراق ولبنان شكل هزة شديدة للنظام في طهران، فقد أكدت موجة التظاهرات، وبخاصة في العراق، عن رفض الشعوب للنفوذ الإيراني واختطاف الدولة ونهب مواردها وتمكين الفساد عبر خلط السياسي بالديني وشراء ولاءات النخبة.

وأضاف أنه بفهم ما تشكله العراق لدى إيران، يمكن فهم واستيعاب السياسات القمعية التي استخدمتها لقمع التظاهرات، والتي شكلت مسألة حياة أو موت بالنسبة لطهران، خاصة أنها جاءت بشكل مفاجىء ومتغلبة على بذور الطائفية التي استثمرت طهران فيها لسنوات طويلة، لذلك استخدمت خبرتها التاريخية في الاعتماد على الميليشيات والمجموعات الفوضوية لمواجهة أية احتجاجات، مثلما فعلت في مواجهة تظاهرات الداخل الإيراني في 2009 ونهاية 2018 وبداية 2019، بالاستعانة بالحرس الثوري ومجموعات الباسيج والشرطة، وبعضهم بزي مدني، وباستخدام قناصة ، ومن هنا أكدت التظاهرات مدى هشاشة النفوذ الإيراني على الأرض، وخسر بشكل نهائي الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *