البلاد – نيفين عباس
الخريف ينتمي دائماً إلى توابل اليقطين، وغالبًا ما يتم تجاهل الروائح به خاصة عندما يتعلق الأمر بسقوط الأوراق!
فى محاولة لإكتشاف كيف تموت الأوراق الملونة وتتغير رائحتها
وجدت أن أوراق كاتسورا أو شجرة الكراميل التي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء مدينة نيويورك وفي أجزاء أخرى كثيرة من الولايات المتحدة
ويرجع إسم شجرة الكراميل نظراً لرائحتها الخريفية المميزة التى تشبه الكيك الشتوى الساخن إلى حد كبير الممزوج بشراب القيقب
تعرف الشجرة باليابان والصين، وتعرف علمياً داخل السجلات الأحفورية إلى أنها نمت على نطاق واسع فى أمريكا الشمالية وأوروبا قبل أن تنقرض في عصر البليستوسين البارد
ثم عادت إلى الولايات المتحدة حوالي عام 1865
عندما قام دبلوماسي أمريكى فى اليابان بشحن البذور إلى شقيقه فى مانهاتن، لتعود أوراق شجرة الكراميل لتضج بالحياة من جديد
وقام الشقيق بزرع البذور ضمن قطعة أرض مساحتها 14 فدانًا تعرف باسم هيستوريك جروف
والتى نمى بها أشجار كاتسورا، التى أصبحت أحد أكثر مناطق الجذب العطرية بالحديقة
فلها رائحة ترابية تشبه كثيراً الخريف، وداخل أوراقها تعمل الفطريات والبكتيريا التى تحلل المواد النباتية فى التربة
لتنتج تفاعل كيميائى مختلف بأوراق الكاتسورا يشبه كثيراً روائح التوابل والكراميل والسكر المحروق
مع تميز لشكل أوراق الشجرة الذى يشبه شكل قلب، وتغيير لونها من اللون الأرجوانى أو الأخضر إلى الأصفر الذى يشبه لون الزبدة
لذا، أوراق شجرة الكراميل تحديداً تتخلى عن الرائحة المعشبة التى تشبه القش فى الكلوروفيل
وتعتمد فى رائحتها على رائحة تشبه رائحة المخابز الدافئة
وترجع تلك الرائحة إلا أن العديد من نباتات الكاتسورا تخزن هذه الجزيئات المرتبطة بالسكر
الأمر الذى يجلعل الإنسان يشم منها تلك الرائحة