الدولية

خبراء: إيران تترنح وخناق العزلة يحكم قبضته

البلاد – محمد عمر وعمر رأفت

تواجه إيران عزلة دولية شبه كاملة بسبب سياساتها العدائية ودعمها للإرهاب وتدخلها السافر في شؤون الدول الأخرى بالإضافة إلى تهديدها للتجارة العالمية والأمن والسلم الدوليين في حين تتخلى الدول الداعمة لها عنها الواحدة تلو الأخرى من أجل مصالحها الاقتصادية والسياسية ليضيق الخناق عليها وتصبح في عزلة شبه كاملة. وبعد روسيا، تعتبر الصين آخر الدول التي تخلت عن إيران من أجل مصالحها التجارية مع الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أدى إلى إنفراجة تجارية بين بكين وواشنطن، ووضع طهران في موقف لا تحسد عليه.

وقد تحدث عدد من الخبراء عن الأزمة الحقيقية التي تمر بها إيران الآن، خاصة في ظل تخلي الدول التي كانت تدعمها خلال الفترة الماضية.

لغة المصالح
قال هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني، إنه لا يمكن أن نسلم بأن الصين ستبيع إيران كما هو الحال أيضاً بالنظر إلى الملف الروسي، حيث أن المصالح هي ما تحكم العلاقات بين الدول الثلاث.

وأضاف لـ(البلاد) أن إيران هي الخاسر الأكبر من لغة المصالح مع تلك الدول، حيث ستخسر كثيرًا في حال التقارب الروسي والصيني مع واشنطن.

وأوضح البقلي أن المعادلة الإيرانية تستهدف الشرق الأوسط ، والمعادلة الروسية تستهدف سوريا وترغب في علاقات جديدة مع العرب، والصين تتحدث بلغة الاقتصاد، لذلك التأثير على إيران سيزداد خلال الفترة المقبلة، ولكنه لن يكون نهاية المطاف بين تلك الدول.

ترتيب أوراق
وقال الدكتور راضى عطوة الخبير الإعلامى، إن المرحلة الراهنة تشهد إعادة ترتيب الأوراق والمصالح للدول، وفي هذا الإطار تشهد العلاقات الأمريكية الصينية تقاربًا ملحوظًا من أجل إعادة صياغة الفترة القادمة وتنظيم المصالح السياسية والاقتصادية، في حين يعاني النظام الإيراني من حصار دولي وحالات غضب شعبي على سياسات الملالي داخل إيران وخارجها، وبعد سلسلة العقوبات الأمريكية الأخيرة، التي حذرت في مضمونها من أى تعامل اقتصادي يساعد طهران في مزيد من التمويل ،الذى تستخدمه فى دعم الأنشطة النووية والإرهابية على مستوى العالم.

وأضاف لـ(البلاد) أن الصين تسعى لمزيد من التفاهم مع الإدارة الأمريكية من أجل خفض التوتر السياسي والاقتصادي، فى ضوء التحذيرات التى طالت جميع الدول بضرورة مراجعة موقفها من النظام الإيراني، معتبرًا أن الصين لديها الرغبة القوية فى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والخروج من دائرة الأزمات التي طالتها بسبب التعاون مع إيران .

مرحلة مفصلية
وشدد “الخبير الاعلامي” أن المرحلة الحالية تعد مفصلية في انهيار النظام الايراني، الذى يعاني في كافة القطاعات من التراجع وملاحقة رؤوس الأموال التي تساهم في تنفيذ الأعمال الإرهابية وتعزيز منظومته العسكرية، مشيرًا أن التعاون الدولي الجاد من شأنه إعادة إيران إلى نقطة الصفر والسيطرة على دورها التخريبي.

انهيار اقتصادي
وقال مسعود حسن، المتخصص في الشأن الإيراني، إن العقوبات على إيران كانت سببًا في انهيار اقتصادي للدولة الإيرانية، وربما تكون سببًا في نهاية النظام الإيراني نفسه، في ظل الغضب الشعبي بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية. لكن النظام يعاند ويكابر سعيا لإنقاذ نفسه. وكان من الضروري البحث عن تحالفات مع دول هي في الأساس في صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف حسن لـ”البلاد” أنه كان من الطبيعي أن نرى تقاربا روسيا – إيرانيا وتقاربا صينيا – إيرانيا، وكانت هناك ملفات مشتركة تؤكد على أهمية هذا التقارب، بل وتكوين تحالفات، كانت القضية السورية عنصرا مهما ومشتركا بين روسيا وايران، وكان التنسيق بين الطرفين على أعلى مستوى في الملف، وتبعته ملفات أخرى مثل الاقتصاد والتبادل التجاري.، ولأن سوريا أصبحت ساحة لصراع النفوذ ظهرت الخلافات وتناقضات المصالح بين الطرفين، وترك هذا أثرًا سيئا في باقي الملفات التي تجمع الدولتين، خاصة الملف الاقتصادي.

ورأى حسن أن الصين هي الأخرى كانت أحد الأبواب المهمة لايران للهروب من العقوبات الاقتصادية، ولاهمية الصين لايران فإن التوجه الايراني للصين جاء بتوجيه مباشر من المرشد، الذي قال في ” فبراير 2009 “( اليوم نؤكد على تفضيل الشرق على الغرب ) وهذا التصريح يتناقض تماما مع مبادىء الثورة الايرانية ” لا شرقية ولا غربية ” ، ومنذ ذلك الوقت، والاقتصاد الصيني يلعب دورًا تكميليًا مع الاقتصاد الايراني.

حسابات ربح وخسارة
ونوه مسعود حسن بأن حسابات الربح والخسارة جعلت الصين تعيد تحديد مواقفها مع إيران، خاصة في محاولة لتخفيف حدة الصراع التجاري مع الولايات المتحدة ، فرضت فيه أمريكا عقوبات على بعض الشركات الصينية بسبب التعاون مع إيران. وبعد أشهر من تحدي الصين للعقوبات الأمريكية عادت مرة أخرى لتؤكد على مشاركتها في التحالف الأمني البحري الأمريكي لتأمين السفن في الخليج وهذه الخطوة قد تكون بداية تخلي الصين عن دعم إيران ضد أمريكا، وهي خطوة سبقتها فيها روسيا من قبل لتعيد الاقتصاد الإيراني المنهار بالفعل إلى نقطة الصفر لقد عول النظام الإيراني على كل من روسيا الصين كمنقذ وبهذا التخلي أصبح النظام عرضة للسقوط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *