عندما قال أحد أركان نظام الملالي في إيران إن بلاده تسيطر على أربع عواصم عربية ، في إشارة إلى (بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء) لم يكن هذا إلا توصيفا لمشروع تمدد الأطماع الإيرانية في المنطقة ومقدرات الأمة العربية . وليس من المصادفة أن تكون تلك العواصم ودولها وشعوبها مشتعلة بحالة انقسام داخلي وفتن طائفية تغذيها ميليشيات إرهابية مأجورة للأجندة الإيرانية المسمومة التي تقفز على كل سلطة بعد إضعافها، وبطبيعة الحال اشتعال الاحتراب الداخلي والنماذج الصارخة والمؤلمة لها في سوريا والعراق واليمن، وهاهي “ميليشيا حزب الله” الإرهابية وقيادتها، تعاني من صدمة انتفاضة الشارع اللبناني ضد الفساد والتدهور الاقتصادي والانقسام ورفض ارتهان لبنان لتلميحات وتصريحات وأوامر ملالي إيران عبر وكلائه الذين تمكنوا من مفاصل حيوية بالدولة ، وترسانة من الأسلحة خارج سلطات الدولة.
لبنان والعراق يرسمان اليوم معالم طريقهما للخلاص من أنفاق سياسية مظلمة بالأزمات والفساد، واقتصادات منهارة مثقلة بالديون والأعباء والعجز عن متطلبات التنمية الأساسية، وتشوهات تتعمق في النسيج المشترك الذي جمع الشعب الواحد طويلا كهوية وطنية تعلو فوق الندبات والنتوءات الحزبية والطائفية بحساباتها ومصالحها الضيقة، والحنين إلى سيادة وكرامة أوطانهم بعمقها العربي ودورها الذي أضاعته ميليشيات ارهابية توجه تهديداتها ونيرانها لشركاء الوطن الواحد، في جرائم مستمرة حان الوقت لإنهائها واستعادة تلك الشعوب لأوطانها.