حاوره – مصباح معتوق – تصوير: محمد حزوب
“نرحب ترحيباً حاراً بالمنتخب الوطني الأول السعودي، القدس فتحت أبوابا.. حتى تستقبل أحبابا”، هكذا بدأ القنصل الفلسطيني في مدينة (جدة) سعادة الأستاذ محمود الأسدي في حواره الصحفي المطول عبر صحيفة “البلاد” الذي زارته في مكتبه صباح يوم أمس (الاثنين)، وتلك الجملة التي ظهرت عبر مقطع فيديو للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرحباً ببعثة “الأخضر” الذي زار فلسطين ولأول مرة في تاريخه، استعداداً لمواجهة المنتخبين “الأخضر والفدائي”، عصر اليوم (الثلاثاء) ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2022، وكأس أمم آسيا 2023.
وأوضح الأسدي أن مواجهة المنتخبين “الأخضر والفدائي” تاريخية بحتة، كونها تتمثل في ظهور أكبر منتخبات آسيا وأعرقها على صعيد كرة القدم، فالمسألة بعيداً عن “الساحرة المستديرة” إلا أنها مرتبطة بعوامل أخوية وتلاحم كبير يجسد مدى الحب المتبادل بين المملكة العربية السعودية ودولة فلسطين، وكلامهما “نور العين”.
وتطرق سعادة القنصل عن اللقاء المرتقب اليوم، الذي أكد ألا خاسر بينهما، ومن سيكسب سنبارك له، إن كسبت السعودية فهو انتصار لنا، والعكس، جميعنا داعمون للمنتخبين في كافة المحافل العربية والقارية والعالمية.. اليكم تفاصيل ثنايا الحوار:
بداية نرحب بك عبر صحيفة البلاد؟
ـ أهلاً وسهلاً بكم، سعيد بتواجدكم، وسعيد باهتمامكم وتغطيتكم المميزة التي سبقت وصول المنتخب السعودي الى الأراضي الفلسطينية، وذلك غير مستغرب على الصحيفة الأولى في مملكتنا الحبيبة.
سعادة القنصل محمود الأسدي.. أخيراً تحقق حلمكم في تواجد المنتخب السعودي في دولة فلسطين؟
ـ كانت سابقاً أحلاما، والآن أصبحت حقيقة على أرض الواقع، فمن كان يتوقع ويظن ويدرك أن “الأخضر الكبير” سيخوض مواجهة أمام “الفدائي” على أرض الأخير وبين جماهيره الحبيبة التي أتوقع أنها ستهتف باسم المنتخب السعودي، أكثر من مؤازرتها لمنتخب بلادها.
ماذا تعني لكم الزيارة الأولى.. ولماذا يراها مسؤولو دولة فلسطين تاريخية؟
ـ سآخذ الشق الثاني من سؤالك عزيزي، نرى الزيارة تاريخية نعم وبكل قوة وأكررها “الزيارة تاريخية”، لأنها تعتبر المرة الأولى، ومثلما تحدث رئيس الدولة السيد محمود عباس أنه فخور ويعتز بقدوم المنتخب السعودي، نحن كشعب كذلك، وتلك الزيارة تؤكد مدى العلاقة الحميمة بين المملكة والدولة، والرابط التاريخي والديني الاسلامي بين البلدين، ليس جديدًا، فعلاقاتنا بالمملكة تاريخية منذ نشأة القضية الفلسطينية، ولم تتغير مواقف المملكة التي سمعناها من الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان “حفظهما الله”، وأن “قضية فلسطين في قلب كل سعودي.
ما الرسالة التي كانت يطمح الفلسطينيون لتوجيهها الى العالم أجمع من تلك الزيارة؟
ـ لا توجد رسائل بحد ذاتها، بل هناك دليل شافٍ وكافٍ الى كل من يحاول أن يخلق فجوة وأزمة بين الشعبين الغاليين على قلوبنا، وبين المملكة العربية السعودية والدولة الفلسطينية، والكل شاهد حجم الاستقبال وفخامته وأناقته لبعثة المنتخب الوطني السعودي.
العلاقة الوطيدة بين المملكة والدولة .. منذ عقود من الزمن، ولا زالت، رأيك حول ذلك؟
ـ لم نشعر في يوم من الأيام أننا لوحدنا، بل كانت المملكة العربية السعودية دوماً معنا في السراء والضراء، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل، حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيده الله ـ، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ، دوماً معنا وداعمون لقضيتنا، ولهم أفضال كبيرة على دولتنا بعد الله عز وجل، لذلك نحبهم ونعزهم والمملكة تاج على رؤوسنا جميعنا، وفخر العرب بالنسبة لنا وللجميع.
تقدم رئيس الدولة السيد محمود عباس أول المستقبلين لبعثة المنتخب السعودي، كيف شاهدت ذلك؟
ـ يدل على التواضع والعفوية، والحب الكبير في قلب سعادة الرئيس “أبو مازن” تجاه المملكة وحكومتها الرشيدة، فذلك الاستقبال سيخلد في الذاكرة ولن يمحو تماماً حتى عقب اطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة بين المنتخبين، وتعود بعثة الأخضر سالمة غانمة، ستظل تلك الزيارة التاريخية في مخيلتنا الى الأبد.
الكلمات التي ذكرها الرئيس في تصريحه الرسمي مليئة برد ولو جزء من جميل القيادة الرشيدة تجاه دولة فلسطين؟
ـ جميعنا نؤيد ما ذكره رئيس الدولة، فهي الحقيقة التي يعرفها “القاصي والداني”، فلسطين في قلب كل سعودي، مثلما السعودية في قلب كل فلسطيني، شاء من شاء وأبى من أبى، كما أن الرئيس ذكر في حديثه “ما نسمعه وما سمعناه منذ عهد الملك المؤسس مروراً بكل الملوك والأمراء وحتى عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، كذلك الشعب السعودي لم يتغير، مواقفهم سباقة تجاه القضية الفلسطينية.
استقبال فخم، ومزمار شعبي، وورود، وحراسة أمنية مكثفة، .. كل ذلك لأجل الأخضر السعودي؟
ـ جميعنا نعرف الأغنية الشهيرة الجميلة لفنان العرب محمد عبده الذي قال “الأماكن كلها مشتاقة لك”، ونحن نقول بأعلى صوت ومن أعلى بقعة في بلدي “يا الأخضر فلسطين كلها مشتاقة لكم”، والحمد لله أن حلم كل مواطن فلسطيني سيشاهد بأم عينيه نجوم الصقور الخضر في ملعب فيصل الحسيني وهم يواجهون أخوانهم منتخب “الفدائيين”.
ما اللحظة الجميلة التي انتظرها أو قرأها سعادة القنصل محمود الأسدي؟
ـ بصراحة التغريدة التي تم بثها عبر الحساب الرسمي للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، والتي جاء نصها: #الأخضر يصل دولة #فلسطين .. ويتقدم البعثة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل”، والتي نشرت يوم (الأحد) الموافق 13 أكتوبر، سنظل نحن كفلسطينيين نتذكر تلك التغريدة التي لن تمحو من ذاكرتنا كونها تعتبر تاريخية للأبد.
على ذكر ياسر المسحل .. ما رأيك في تصريحه الذي نشر حول الزيارة التاريخية؟
ـ بكل أمانة رجل عقلاني تحدث بمنطق، ومن واقع رجل رياضي خبير، إذ أكد أن الحدث تاريخي جداً، وأوضح أنه سعيد وفخور كونه أول رئيس اتحاد كرة قدم، ومسؤول رياضي رسمي يتشرف بالدخول إلى الأراض الفلسطينية، فلسطين العز، الشرف، الشهامة، فلسطين الفخر لكل عربي، فحديثه “كفى ووفى”.
المسحل أكد أنهم وجدوا الاحتفاء قبل الوصول، هل هذه العبارات تتسبب في غيض الحاقدين؟
ـ نحن لا ننظر الى الغوغائيين الذين ينتظرون افساد العلاقة الوطيدة والتاريخية بين المملكة العربية السعودية، ودولة فلسطين، والشعبين الكريمين، بل نجعلهم “يموتون قهراً”، ونحن نفخر بالعلاقة الأبدية سوياً، لا ننظر خلفنا بتاتاً بل ننظر الى الأمام والتقدم لبلدي السعودية وفلسطين فقط، فكلنا نعرف أن بلدنا أولى القبلتين وبحول الله نكون على الحب والوفاق دوماً مثلما ذكر الأستاذ ياسر المسحل.
رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل.. ماذا تقول له؟
ـ يا طيب القلب يا سمو الأمير العزيز يا نور الرياضة السعودية شكراً من القلب ونيابة عن كل فلسطيني في كل بقعة بالعالم، أشكرك على هذه الأمنية التي حققتها لكل مواطن فلسطيني كان ينتظر تواجد منتخب السعودية على أرضه، وهاهو الحلم يتحول الى حقيقة.
وماذا عن رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب قدم الكثير للرياضة الفلسطينية؟
ـ أعيدها من لا يشكر الناس لا يشكر الله، بكل أمانة الجهود الحثيثة التي قدمها ولا زال اللواء جبريل الرجوب، ستظل في القلب ساكنة، لأن هذا الرجل تحمل الكثير والكثير، ويلقى دعما كبيرا من حكومة دولتنا، ويعمل بصمت دون البحث عن الشو الإعلامي وغيرها من الأمور، الله يوفقه ويوفق الجميع.
لنتحدث عن المواجهة كيف تراها؟
ـ لا شك أنها صعبة من جميع النواحي المعنوية والفنية، فكلا المنتخبين يبحثان عن العلامة الكاملة، ورغم التفوق التاريخي للمنتخب السعودي، إلا أننا نأمل في أن يقدم “الفدائي” المستويات الفنية المميزة التي ظهر بها خلال المرحلة الماضية، وإن لا قدر الله وخسرنا، فهي لم تذهب بعيداً بل ذهبت النقاط الكاملة الى منتخبنا الثاني السعودي الشقيق.