كانت الطلعة الجوية الأولي في حرب أكتوبر هى مفتاح النصر إلا أن هذا التاريخ لم يسجل عيدا للقوات الجوية لكن المعركة التي حسمت التفوق القتالي للطيار المصري على نظيره الإسرائيلى في شمال “قاعدة شاوة الجوية” بمدينة المنصورة هى الإعجاز الحقيقي لإمتلاك سلاح الجو الإسرائيلي مقاتلات الفانتوم وسكاى هوك و الميراج التي تتفوق على ميج 21 التي تمتلكها القوات الجوية المصرية في ذلك الحين.
وقعت معركة المنصورة الجوية بين مصر وإسرائيل في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر 1973، حيث حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير القواعد الجوية المصرية في دلتا النيل لكي تتفوق على القوات الجوية المصرية التي تصدت لها في الحال.
وتعتبر معركة المنصورة أطول معركة جوية في التاريخ، إذ إستمرت حوالي 53 دقيقة، إذ أن المعارك الجوية تستغرق من 3 إلى 5 دقائق فقط، وبدأت المعركة بإطلاق إسرائيل غارة جوية تضم 120مقاتلة من نوع إف 4 فانتوم و إيه-4 سكاى هوك لتدمير قواعد الطائرات في المنصورة وطنطا والصالحية، وكانت طائرات الفانتوم الإسرائيلية محملة بالوقود لتستطيع الطيران والقتال لمدة 4 ساعات متواصلة بينما الميج 21 كانت مجهزة للطيران لأقل من ساعة واحدة فقط.
وشاركت 62 طائرة مصرية ميج 21 في تدمير 15 طائرة وأصيب منها 3 طائرات، ولقد أسقط الدفاع الجوي المصري 29 منها طائرتين هيلكوبتر ، وربحت مصر، وخسرت إسرائيل فهذه المعركة 44 طائرة.
ويذكر أن معركة المنصورة الجوية تدرس في المعاهد العسكرية في دول أوروبا لأنها المعركة الأطول في تاريخ المقاتلات النفاثة، فكانت الطائرات المصرية من طراز ميج 21 تهبط لتتزود بالوقود وتتم إعادة تسليحها، ثم تقلع مرة أخرى في حوالي سبع دقائق، و الإقلاع نفسه يتم في حوالي ثلاث دقائق، ولكن الطيارين المصريين كانوا يطيرون في دقيقة ونصف دقيقة فقط، وهو ما أوهم الطيران الإسرائيلى أن مصر ليها أسطول جوي ضخم من الطائرات المقاتلة.
ولقد إستخدمت إسرائيل في هذه المعركة الجوية تكتيك الحشد والتركيز بحيث تهجم بأكبر عدد ممكن من المقاتلات الجوية على نقطة محددة في وقت قياسي، لكنهم فشلوا في ذلك ، وعندما عادوا إلى قواعدهم الجوية أخبروا قادتهم أن المعلومات التي تم تقديمها لهم غير دقيقة، إذ فوجئوا أن مصر تمتلك عدد هائل من الطائرات المقاتلة.