العلاقات السعودية الروسية بعمقها التاريخي الذي يتجاوز تسعة عقود ، تنطلق بآفاق رحبة من التعاون والتنسيق نحو شراكة استراتيجية ، حيث تنعقد أعمال القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يبدأ اليوم زيارة مهمة إلى المملكة ، وسط اهتمام بالغ على كافة الأصعدة في البلدين لترجمة ما يجمعهما من مكانة عالمية ومصالح اقتصادية مشتركة متعاظمة ، وتأثير كبير تجاه العديد من الملفات والقضايا في المنطقة.
وإذا كانت العلاقات الطبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل وتنمية المصالح المتبادلة ، فإن مايميز العلاقات السعودية الروسية رسوخ هذا المبدأ والحرص المشترك على ترجمته عمليا في تطوير التعاون بما يتناسب وقدراتهما الاقتصادية الكبيرة ، وتأثيرهما السياسي تجاه التطورات والمستجدات وتحديات المنطقة ومكافحة الإرهاب ، والتي ستمثل ملفات مهمة في جدول أعمال القمة.
وكما تقدر الرياض الاستجابة الروسية لأسباب حاجة المنطقة إلى الاستقرار وأيضا أهمية توازن السوق النفطية واستقرار الأسعار ، كما تقدر الإدانة الروسية القوية للاعتداء الإرهابي الذي استهدف منشأتي أرامكو ، فإن موسكو وبأعلى مراكز القرار بها ، تبدي دائما تقديرها للمملكة وقيادتها الحكيمة ودورها الفاعل ، وتبادلها الحرص على الارتقاء بالشراكة ودفع مسارات الاستثمار في اقتصاد المستقبل الذي يجمع الكثير من المقومات والقدرات في البلدين ، وقد أكد الرئيس بوتين على هذه المنطلقات التي تؤطر السياسة الروسية وتطلعاتها إلى تحقيق المزيد من التعاون والمصالح المتبادلة بأبعادها الثقافية والعلمية وغيرها من مجالات تعزز الروابط بين الشعبين.