الدولية

العراق: أيام دامية.. وإيران سبب الغليان

بغداد – رويترز

استمر غليان الشارع العراقي أمس (الجمعة)، بتظاهرات شهدت إطلاق نار من قبل قوات الأمن العراقية على عشرات المتظاهرين وسط بغداد، في اليوم الرابع من الاحتجاجات، فيما قالت الشرطة ومصادر طبية في العراق، وفقاً لـ”رويترز”، إن عدد قتلى ثلاثة أيام من الاضطرابات المناهضة للحكومة ارتفع إلى 46 قتيلاً.

ولفتت المصادر إلى أن أكبر عدد من القتلى وقع في مدينة الناصرية في جنوب البلاد، إذ لقى 18 حتفهم، بينما قتل 16 في العاصمة بغداد. وبدأت الاحتجاجات التي أصيب فيها مئات بسبب البطالة وسوء الخدمات، لكنها تحولت إلى دعوات لتغيير الحكومة وأصبحت تمثل واحدة من أكبر التحديات الأمنية منذ سنوات.

وعلى الرغم من محاولة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي في خطاب بث فجر أمس، تهدئة الأوضاع، إلا أن العشرات خرجوا مجدداً في اليوم ذاته. وقال عبد المهدي: “نحن اليوم أمام خياري الدولة واللادولة. خضنا تجارب كبيرة إلى أن وصلنا إلى مسيرة ديمقراطية، ونريد أن نخدم ونعمل بإخلاص”، داعيا المتظاهرين لعدم الالتفات إلى دعاة اليأس ودعوات العودة إلى الوراء.

واعتبر أن بعض الشعارات المرفوعة كشفت محاولات لركوب المظاهرات وتضييعها، لافتاً إلى “أن التصعيد في التظاهر بات يؤدي إلى خسائر وإصابات”، متعهداً بأن حكومته “لن تعد وعوداً فارغة أو تقدم حلولا ترقيعية”، مؤكداً ضرورة إعادة الحياة للمحافظات واحترام سلطة القانون، كما أشار إلى أن الخيارات الأمنية كحظر التجول لا غنى عنها كالدواء المر.

وحث عبد المهدي في خطابه المشرعين على دعمه لإجراء تغييرات وزارية، داعياً إلى الهدوء بعد ثلاثة أيام من الاضطرابات الدامية التي هزت البلاد. وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي “نطالب مجلس النواب والقوى السياسية الالتزام الكامل بمنح رئيس مجلس الوزراء صلاحية استكمال تشكيلته الوزارية وإجراء تعديلات وزارية بعيداً عن المحاصصة السياسية”.

وتابع “لا يوجد حل سحري لمشكلات الحكم واستغلال السلطة المزمنة في العراق”، لكنه تعهد بمحاولة إقرار قانون يمنح الأسر الفقيرة أجراً أساسياً. وقال في هذا الإطار “لدينا مشروع سنقدمه إلى مجلس النواب خلال الفترة القصيرة لمنح راتب لكل عائلة لا تمتلك دخلاً كافياً بحيث يوفر حداً أدنى للدخل يضمن لكل عائلة عراقية العيش بكرامة”، ثم توجه للمتظاهرين قائلاً “صوتكم مسموع قبل أن تتظاهروا، ومطالبكم بمحاربة الفساد والإصلاح الشامل هي مطالب محقة”.

إلى ذلك، رحب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بقرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي فتح تحقيق بعد سقوط قتلى وجرحى خلال تظاهرات اليومين الماضيين في بغداد ومحافظات أخرى، حاثاً على الابتعاد عن العنف وتجنّب الاستخدام المفرط للقوة.

وقال دو جاريك: “نأسف على فقدان الأرواح التي شهدناها في الأيام الماضية في العراق”، مشددًا على حق المواطنين في التجمّع السلمي وبحرية.

فيما اتهمت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية طهران بالعبث بأمن العراق، كما حملت ما أسمتها “الدمى الإيرانية في العراق” مسؤولية فشل البلاد في تلبية مطالب الشعب، واعتبرت أن إيران تحتقر الفريق الساعدي لأنه “وطني ولا يمكنها إخضاعه”. وقالت “لقد عمقت إيران يدها في العراق مع طبقة من السياسيين الفاسدين، والكثير من البيروقراطيين غير الفاعلين، هذه ببساطة هي الأسباب التي دفعت العراقيين إلى الخروج إلى الشوارع في احتجاجات عمت جميع أنحاء بلدهم”.

وتابعت “إيران هي الشرارة وراء الإحباط الذي يغلي في العراق. وبشكل أكثر تحديدًا سوء الإدارة الرهيب للوزارات والمرافق العراقية من قبل الكتل السياسية الحليفة لإيران، والضغط الإيراني على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لإقالة الجنرال الوطني عبد الوهاب الساعدي”، مشيرة إلى أن “الإيرانيون يريدون أن يصبح العراق لبنانًا جديدًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *