كقائد عليّ أن أشعر بالتفاؤل يومياً .. إذا كنت مُتشائمًا عليّ إذًا ترك منصبي والعمل في مكان آخر. . جملتان صارحتا العالم بعبارات مُختصرة، وإجابات منطقية اعتمدت على الحقائق والبراهين ووضعت الكرة في الملعب الدولي باستدلال سليم جعل حوار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقناة CBS الأميركية، محط أنظار العالم أجمع، فالمملكة العربية السعودية قارة كُبرى، فهي أكبر من غرب أوروبا كلها. يتوعدها كثيرون بتهديدات زاويتها 360 درجة.
مما يُصعب تغطية كل هذه المساحة بشكل كامل، بل ويُصعبُ ملازمة أكثر من 30 مليون مواطن لمراقبة تصرفاته، رداً على فعل فردي في قضية خاشجقي، وبتواضعه كقائد للبلاد يتحمل في نهاية المطاف “المسؤولية كاملة”. مُدللاً حرصه على التعلم من الأخطاء؛ لعدم تكرارها؛ كسائر البشر مُعرّضون لارتكاب الأخطاء؛ ولسنا بأفضل حالاً من الأنبياء أنفسهم فقد ارتكبوا أخطاءً.. فكيف بنا نحن؟؟.
ولعل سلميتنا العالمية والإنسانية تجعلنا لا نسعى لأي حرب، لكن إذا لزم الأمر يكون الخيار السياسي والدبلوماسي ذلك النهج الذي نعتمده في مأزقنا، وليس ذلك ضعفاً، بل قوة، فالحليم إذا غضب تجد جميع الخيارات مطروحة على طاولته، ولابد أن تخشاه.. وبتعقل حذر الأمير دول العالم إذا لم يتّخذوا إجراءً قويًّا وحازمًا لردع إيران، فسنشهد مزيدًا من التصعيد الذي سيُهدّد المصالح العالميّة، فهي لم تعتدِ على المملكة وحسب بالهجوم على منشآت أرامكو النفطية، بل اعتدت على اقتصاد العالم ليضرب قلب قطاع الطاقة العالمي. حيث عطلت ما يقارب 5.5% من احتياج أمريكا والصين والعالم بأسره،
وهُنا السؤال: أي هدف إستراتيجي لتلك الحماقة الإرهابية على منشآت نفطية؟، أيكون الهدف فقط هو إثبات أنهم حمقى؟ وهذا ما فعلوه، بمهاجمة 5% من إمدادات العالم. ليصفها وزير الخارجية “مايك بومبيو” بأنه “عمل حربي”، شاهده العالم واتفق على خسته… هنا تُكمن فطنة الاقتصادي المحنك سياسياً بعدم جر المملكة لحرب تحرق الأخضر واليابس، وهو ما لا يعني أنها «لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبها وسيادتها ومصالحها الحيوية”، بدلاً من دعمها للميليشيات الحوثية ومنظماتها الإرهابية التي طالت أبرياء العالم وانكوت بلظاها بُلداناً.
وكمواطن لا يرضى الهوان لشعبه تألم سموه من الانطباع السائد عند بعض الناس وهي من زاوية ضيقة جدًا. لا يراها أحد إلا إذا زار المملكة عبر العديد من التأشيرات التي قامت بطرحها المملكة أمام العالم فاتحة منافذها للجميع لرؤية الواقع، ليحكموا بأنفسهم، فلا شيء يتم إلا من خلال شريعة إسلامية معتدلة، تُعطي للجميع الحقوق وقد رأينا المملكة مؤخراً وأبوابها تتفتح لحقوق المرأة والسياحة والترفيه وهذه أمثلة فالمملكة دولة تحكمها القوانين، ويجب احترامها حتى يتم إصلاحها.