المحليات

ولي العهد.. شجاعة فائقة وحديث شفاف لا يقبل التأويل

جدة- البلاد

ضمن سلسلة لقاءات وأحاديث صحفية شفافة جاء حديث سمو ولي العهد لقناة (CBS) الأمريكية ليضع النقاط على الحروف ويكشف للقاصي والداني حسن النوايا السعودية ويجسد المصداقية ويعكس حجم الموثوقية ويكشف للعالم حقيقة القوة المستمدة من القدرة المدعومة بالكفاءة والقائمة على القانون، المرتكزة على مبادئ ثابتة لا تهتز ولا تتبدل، قوامها عناية فائقة بالإنسان والمكان. لهذا احتفت وسائل الإعلام العالمية بجميع مستوياتها بحديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفردت مساحات واسعة لاستعراض المضامين الهامة التي أطرت لمفاهيم سموه حول مختلف القضايا المطروحة حيث تجلى الإعجاب بالصراحة والشفافية وتحمل المسؤولية وتفنيد الدلالات والرؤى والثقة الكبيرة التي تجلت في الإجابات على الاطروحات الصحفية بشكل تلقائي سلس صادق خال من الغموض والمواربة.

لقد عكس حديث سمو ولي العهد “حفظه الله” أبهى صور الثقة والصدق فكان واضحاً صريحاً لا يقبل التأويلات والتفسيرات بعد أن سمى سموه الكريم كل الأشياء بأسمائها الصريحة ليسطع فجر الحقيقة لمن أراد فهم الحقائق بوضوح من الباحثين عن الصواب ذلك أن ما عدا هؤلاء ليس معنياً بما يقال على الاطلاق بحكم تعمد الأحكام المسبقة بغض النظر عن الحقيقة فالأهداف أضحت واضحة غير محجوبة لمن صمت آذانهم وفقدوا وعيهم من ذوي الأهواء والمقاصد التدميرية.


ليس لدى المملكة ما تخفيه، حقيقة يدركها كل عاقل وهو يتابع الأحداث ويرصد مواقفها فيما يشغل بال دول وشعوب العالم ومهما أوتي من قدرة على التحليل والمراوغة فلن يجد في كلمات وتصريحات قادتها غير كلمة الحق ناصعة لا تغلفها ضبابية أو تشوبها شائبة وإن تطاول الزمن وتعكرت الأجواء وادلهمت الخطوب وأثيرت الفتن وبثت الشائعات.

فالمملكة بحمد الله أسست على النهج القويم وهي تدرك مكانتها في النفوس وعظم رسالتها ولذا فهي تنأى بنفسها عن سفاسف الأمور ومثيرى الفوضى ولا تنساق أبداً للمهاترات لا تدافع إلا عن القضايا العادلة ولا تحتكم إلا لصوت العقل بينما تبذل أقصى جهدها لترسيخ مبادئ الأمن والسلم الدوليين وتحقيق تطلعات الشعوب في التعايش الإنساني ونبذ كل مظاهر التطرف والإرهاب وإعانة المنكوبين والمتضررين دون تمييز وهي مع ذلك لا تفرط في أمنها واستقرارها ولا تعتدي أو تتدخل في شؤون الآخرين بل تسعى إلى الحوار والحلول العادلة والشاملة.

والمتتبع لأقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجهوده على المستوى الإقليمي والدولي يشهد له، حفظه الله، بسياسته الرشيدة ونظرته الحكيمة وقراراته الصائبة ولن يجد إلا سماحة ونبلاً.

مواقف سمو ولي العهد
ولعل في حوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع القناة الأمريكية مؤخراً ما يؤكد هذه المعاني لما اشتمل عليه من صدق وشفافية وبعد نظر فقد تحمل سموه بشجاعة فائقة مسؤولية مقتل المواطن جمال خاشقجي باعتباره قائداً لأن ما حدث خطأ تورط فيه مسؤولون سعوديون يعملون في الحكومة السعودية ولابد له من موقع المسؤولية اتخاذ كافة الإجراءات لتفادي حدوث أي أمر مثل هذا مستقبلاً.

وأوضح سموه ذلك بقوله:” البعض يعتقد أنني يجب أن أكون على علم بما يقوم به 3 ملايين شخص يعملون للحكومة السعودية يوميًا، من المستحيل أن يرفع الثلاثة ملايين تقاريرهم اليومية للقائد في المملكة العربية السعودية أو ثاني أعلى رجل في الحكومة السعودية”.

فالتحقيقات في الجريمة قائمة ومتى ما ثبتت التهمة على أي شخص بغض النظر عن منصبه فسوف يحال للمحكمة بدون أي استثناء.

ولم يقف سمو ولي العهد عند هذا الحد بل أكد أنه يتمنى إخراج أي معلومات للعلن إذا كانت تتهمه بالقيام بأي عمل مضيفاً أنه لا يرى أي تهديد من أي صحفي إنما التهديد على السعودية هو من تصرفات كهذه ضد صحفي سعودي من هذه الجريمة البشعة التي حصلت في قنصلية سعودية.

النظام الإيراني العدائي
أما فيما يتعلق بالهاجس الأمني وممارسات النظام الإيراني العدائي ومليشياتها الإرهابية التي ظلت تستهدف أراضي المملكة وبنيتها المدنية ثم تطاولت بالهجوم على المنشآت النفطية فقد كان سموه واضحاً في رده على المذيعة عن ضرب قلب صناعة النفط في السعودية أن ما حدث لم يضرب قلب قطاع الطاقة السعودي بل ضرب قلب قطاع الطاقة العالمي. هذه الضربة عطلت ما يقارب 5.5% من احتياج العالم للطاقة.

ووصف سمو ولي العهد الهجوم على منشأتي النفط بأنه هجوم أحمق بلا هدف استراتجي على 5% من إمدادات العالم كما أن المملكة العربية السعودية بحجم قارة تقريباً فهي أكبر من غرب أوروبا كلها ويصعب تغطيتها بشكل كامل كما أن المنطقة تشكل تقريبا 30% من امدادات الطاقة في العالم و20% من المعابر التجارية العالمية و4% من الناتج القومي العالمي وتعطيلها يعني انهيار الاقتصاد العالمي كله وليس فقط المملكة العربية السعودية أو دول الشرق الأوسط وإذا لم يقم العالم باتخاذ موقف حازم ورادع لإيران فسوف نرى تصعيدًا أكبر، وتهديداً لمصالح العالم وتعطيلاً لإمدادات الطاقة وسوف تصل أسعار النفط إلى أرقام خيالية ورغم هذه الهجوم الأحمق فأن سمو ولي العهد يرى أن الحل السياسي والسلمي أفضل بكثير من الحل العسكري رغم أن من لايريد التفاوض والجلوس على الطاولة هم الإيرانيون.


وفيما يتعلق باليمن فقد كان سموه واضحاً في رده إذا أوقفت إيران دعمها لميليشيات الحوثي فسوف يكون الحل السياسي أسهل بكثير، اليوم نفتح كل المبادرات للحل السياسي داخل اليمن ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد مضيفاً :”نحن نقوم بذلك كل يوم لكن نحاول أن ينعكس هذا النقاش إلى تطبيق داخل الأرض وإعلان الحوثي من عدة أيام بوقف إطلاق النار من تجاهه نعتبرها بادرة إيجابية لاتخاذ خطوة جديدة للأمام للدفع بالنقاش السياسي إلى فعالية أكثر.. هذا التفاؤل أكده سموه بقوله:” ‎كقائد يجب أن أكون متفائلًا كل يوم، لا أستطيع أن أكون متشائمًا، إذا كنت متشائمًا يجب أن أترك الكرسي وأعمل في مكان آخر”.

دولة القانون
وعن القضايا المحلية وضع سموه النقاط على الحروف بأن ‎المملكة دولة تحكمها القوانين ويجب احترامها ولا مكان لتعذيب المعتقلين وأنه شخصياً سيتابع أي إدعاء في هذا الشأن وعلى من ينتقد زيارة المملكة والنظر للواقع ومقابلة النساء والمواطنين السعوديين ويحكم بنفسه
والمهم إذا أخطأنا أن نتعلم من أخطائنا ونتأكد أنها لن تتكرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *