المحليات

تعليم جدة يكشف تفاصيل حادثة وفاة طالب المتوسطة

متابعة – ياسر بن يوسف

فجعت مدرسة أبي ذر الغفاري المتوسطة بشرق جدة صباح أمس بوفاة أحد طلابها إثر تدافع مع زميله ، وقال مساعد المتحدث الرسمي للإدارة العامة للتعليم بجدة الدكتور أحمد ردة المالكي أن الطالبين يدرسان في الصف الأول المتوسط، ووقع بينهما تدافع، نتج عنه سقوط الطالب، وتم نقله بواسطة الهلال الأحمر السعودي إلى المستشفى وتوفي في الطريق – رحمه الله -.

وأضاف أنه في الوقت الذي تشاطر فيه الإدارة العامة للتعليم بجدة أسرة الطالب الفقيد مصابها ، فإنها تؤكد حرصها على تقصي الحقائق ومعرفة تفاصيل أسباب الوفاة كافة، حيث وجه مدير عام التعليم بجدة تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.

يذكر أن الشهر الماضي شهد حادثة وفاة التلميذ معتز طالب الابتدائي بالرياض، خنقًا على يد زميل آخر له؛ في مدرسة بشر بن الوليد الابتدائية بضاحية لبن، والتي سجّل فيها والد المتوفى موقفًا إنسانيًا بتنازله لوجه الله.


وفي سياق متصل نبهت وزارة التعليم سابقا خطورة التنمر منذ وقت مبكر، وعملت على إيجاد سبل الوقاية والعلاج بتنفيذ عددٍ من الإجراءات، ومنها إصدار الدليل الإجرائي لقواعد السلوك والمواظبة الذي يتضمن طرق التعامل مع مخالفات الطلاب، وما يتصل منها بالممارسات العنيفة تحديداً.

مواجهة مشكلات التنمر
ويصنف التنمر من مخالفات الدرجة الرابعة، وتم وضع آلية التعامل مع هذه المخالفة، ومراعاة الجوانب التربوية والنفسية والاجتماعية للطالب، كما تم إنشاء وحدات الخدمات الإرشادية التي تقدم خدمات نوعية للطلاب الذين يعانون من مشكلات نفسية أو سلوكية وخاصةً قضايا العنف والمشكلات المرتبطة به .

وفي عام 1423هـ تم تطبيق برنامج الحد من إيذاء الأطفال في جميع المراحل التعليمية وطوال العام الدراسي، بهدف تهيئة البيئة التربوية والأسرية المناسبة للطفل بما يحقق له حياة مطمئنة كريمة تلبي احتياجاته ، كما تم إعداد برنامج (رفق) وهو برنامج إرشادي ينفذ في مدارس التعليم العام، مشتملا على عرض للجوانب الوقائية للحد من العنف في المدارس وبيان أساليب الكشف والتعرف على الأعراض الدالة على احتمالية وجوده، كما عرض الدليل الإجرائي أهم أساليب التدخل المبكر وبيّن الطرق الإرشادية العلاجية لهذه الحالات.

وأطلقت التعليم في هذا الإطار مشروع التغلب على سلوك عنف الأطفال لدى طلاب المرحلة الابتدائية ، وتضمن المشروع أساليب إرشادية وتربوية للتعامل مع سلوك العنف لدى طلاب هذه المرحلة ونُفذ في عشرِ إدارات تعليمية ، كما سعت الوزارة للوقوف على حجم ظاهرة العنف والاعتداء بين الطلبة في المدارس، من خلال الدراسات والبحث العلمي وذلك بتكليف الإدارة العامة للبحوث بالتعاون مع الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد لتنفيذ عددٍ من الدراسات العلمية كان من ضمنها دراسة بعنوان سلوك العنف المدرسي لدى طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية.

فخلال عام 1425 أجريت دراسة مسحية ، تلتها دراسة ثانية عام 1431هـ حول “إيذاء الطلاب والطالبات داخل المدرسة” كما تم إعداد حقائب تدريبية بواسطة خبراء متخصصين لتنمية المهارات الحياتية ورفع جودة الحياة النفسية لدى الطلاب وزُودت بها إدارات التعليم في المناطق والمحافظات.


جوانب تربوية وقانونية
حول التنمر والعنف المدرسي قالت المستشارة القانونية نجود عبدالله قاسم ، وهي محكمة ومدربة معتمدة: لاحظنا مؤخراً زيادة كمية العنف والاستهتار بالأرواح نتيجة الاستسلام لفرط الغضب أو الخوض في المشادات الكلامية أو المشاجرات الجسدية مما يترتب عليه تصاعد حدة الغضب ثم الوصول إلى مالا تحمد عقباه من اتلاف عضو أو ازهاق روح.

ومن المحزن الذي رأيناه خلال الفترة القريبة من الزمن انتشار مثل هذه التعديات وحالات العنف الجسدي التي قد يكون نتيجتها وفاة أطفال وبالذات في المدارس، مما يثير التساؤل عن دور وزارة التعليم التوعوي والإداري وكذلك إدارة ومنسوبي المدارس للحد من انتشار حالات العنف باستخدام السبل التربوية والدينية والأخلاقية والاجتماعية وكذلك التعليمية بالحسم من الدرجات ألخ من سبل احتواء هذا الموضوع.

وتضيف : إن الاهتمام بتفعيل دور المرشد الطلابي أو المرشدة له كبير الأثر لمحاولة حل واحتواء المشكلة منذ بدايتها مع الحرص الشديد لمعرفة نفسيات وظروف الطلبة قبل وقوع أي مشاكل.

فحماية أطفالنا له أولوية عظيمة وكبيرة جميعنا مسئولون عنها ومشتركون بها شرعا ونظاما بموجب شريعتنا وواجباتنا الاجتماعية والأخلاقية والاتفاقيات والمعاهدات والقوانين والأنظمة الدولية والمحلية ومنها نظام حماية الطفل من الايذاء الذي أكد على وجوب حماية هذا الطفل وهو كل انسان لم يتعدى الثامنة عشر من العمر(من كل أشكال الإيذاء والإهمال ومظاهرهما التي قد يتعرض لها في البيئة المحيطة به في المنزل أو المدرسة أو الحي أو الأماكن العامة أو دور الرعاية والتربية أو الأسرة البديلة أو المؤسسات الحكومية والأهلية أو ما في حكمها) سواء وقع ذلك من شخصٍ له ولاية على الطفل أو سلطة أو مسؤولية أو له به علاقة بأي شكل كان، أو من غيره.) وفق المادة الثانية من نظام حماية الطفل

كما شدد ذات النظام في مادته السادسة على أن (للطفل الحق في الحماية من كل أشكال الإيذاء أو الإهمال (وكذلك نوه على أهمية اتخاذ جميع التدابير المناسبة من الجهات ذات العلاقة.

نصت المادة الثانية والعشرون والثالثة والعشرون من نظام حماية الطفل) أنه يجب على كل من يطّلع على حالة إيذاء أو إهمال تقع على الطفل تبليغ الجهات المختصة فورًا كما وستتولى هيئة التحقيق والادعاء العام التحقيق في مخالفات أحكام هذا النظام، وإقامة الدعوى أمام المحكمة المختصة لتقرير العقوبة المناسبة في حق المخالف.


فتش عن الألعاب
وفي سياق متصل أكد المستشار طلال السويدي متخصص في المجال السلوكي الانساني والاتصال المعرفي ان وراء مثل هذه الحوادث عده سلوكيات يمارسونها في هذه المرحلة من العمر واهمها التي تقع في المرحلة المتوسطة او الثانوية لطلاب المدارس هو سببين أولهما:

متابعة العاب البلاستيشن لدرجة انه يكون لدية صورة مبنية في ذهنية تودي الي الجريمة فبمجر الشجار يحول ان يطبق ما هو موجود في ذهنية دون مراعاة ما يترتب عليها من احداث بعد الفعل.

ثانيا: ان يكون السبب ما قد يسمعه بعض الأطفال من ابائهم او إخوانهم او الشيلات فيتوقع انه عندما يقدم على فعل عنيف حاز البطولات .. أخيرا يجب علينا مرقبة سولوك ابناءنا خلال هذه المرحلة المهمة من العمر.

أين الأخصائي الاجتماعي؟
من جهتها قالت اعتدال عطيوي اخصائية استشارية نفسية واجتماعية في وزارة الصحة، أن التنمر في المدارس حقيقة لاتعالجها المدارس بجدية رغم خطورته ، فضلا عن التكتلات الشللية وما تحمله من مخاطر ، فالأهل يواجهون التنمر على أبنائهم بمفردهم لأن بعض المدارس لاتطبق الآليات الصحيحة لمواجهة ذلك، وكل ما تفعله تطيب الخواطر إضافة الي اختفاء الأخصائي الاجتماعي من المدارس وتحوير وظيفته الي مشرف لديه تفاصيل كثيرة للعناية بها آخرها دراسة الحالات وقد يكون غير مختص في الأساس وفي المدارس الخاصة غالبيتهم غير مواطنين مما يعني عدم معرفتهم بثقافة وتقاليد المجتمع وهذا أمر هام جدا في مواجهة التنمر الذي قد يتحول الى أداة خطيرة اذا واصل الاهمال واللامبالاة.

وتضيف : على ضوء ماسبق أقترح إعادة وظيفة الأخصائي الاجتماعي في المدارس بقوة واقتصارها علي المواطنين وضع آليات صارمة لمواجهة هذا الحالات وتدريب مديري المدارس والمشرفين عليها عقد لقاءات مستمرة ومحاضرات توعوية الأهالي في المدارس للتعريف بالتنمر وكيفية مواجهته وتعديل اتجاهاتهم السلبية تجاه المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *