الخرطوم – البلاد
بدأ السودانيون يلمحون كوة ضوء في نهاية نفق الـ30 سنة المظلم، عندما تقلد الدكتور عبدالله حمدوك منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتفالية، واعداً بانفتاح على العالم، فيما بدأ تطبيق وعده فعلياً بزيارات خارجية انطلقت من عاصمة جنوب السودان، مروراً بالقاهرة، ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن بعدها عاصمة النور التي أضاءت طريق السودان مبدئياً بدعوتها لرفع اسمه من قائمة الإرهاب، وتنظيم مؤتمر للمانحين، وتقديمها دعماً بـ60 مليون يورو لحكومة الخرطوم.
زيارة لها ما بعدها، للخروج من العزلة العالمية الطويلة التي وضع السودان فيها قسرياً بسبب نظام المخلوع عمر البشير، وفقاً لمراقبين، قالوا إن الانفراج الاقتصادي يلوح في الأفق عقب الاتفاق السياسي وإنجاز عملية السلام، خاصة بعد اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء حمدوك، ورئيس حركة جيش تحرير السودان عبدالواحد محمد نور في باريس.
واعتبر المراقبون أن زيارة حمدوك لباريس سيكون لها انعكاساتها الإيجابية على علاقات السودان الخارجية، وتشكل البداية الصحيحة لإصلاح العطب الدبلوماسي، والانطلاق نحو تأسيس علاقات خارجية مبنية على التعاون الإيجابي والاحترام المتبادل والعيش ضمن مجتمع دولي تلتقي أجندته حول تطلعات السلام والأمن ومحاربة الإرهاب والتبادل الاقتصادي الذي يخدم الشعوب.
فيما ساد التفاؤل الشارع السوداني بعد حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن وقوف بلاده إلى جانب الحكومة الانتقالية في السودان، من أجل تحقيق السلام وتصحيح الأوضاع الاقتصادية، وإشادته بـ”شجاعة الشباب السوداني الذي تظاهر سلمياً لتحقيق تطلعاته”.
كلمات ماكرون بأن بلاده ستحتضن مؤتمراً دولياً لدعم السودان اقتصادياً، والعمل مع شركاء فرنسا لدعم السودان، لتجاوز تحديات الفترة الانتقالية، نزلت على الجميع برداً وسلامة، في انتظار أن تتوج خطوات حكومة حمدوك برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.