الدولية

تونس: دعم «الإخوان» يضع قيس على المحك

تونس – وكالات

فيما أكد القيادي في “حركة النهضة” عبد اللطيف المكي، أمس (الثلاثاء)، أن مجلس شورى الحركة قرّر دعم المرشح قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المبكرة، كشفت وثائق خطيرة سرّبتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، دوراً بارزاً لتنظيم الإخوان المسلمين بمصر، في بناء وإدارة الجهاز السري لحركة النهضة، المتهمّ بالتورط في الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس عام 2013.

الوثائق التي نشرتها الهيئة على صفحتها في “فيسبوك”، عبارة عن مراسلات إلكترونية بين قيادات من تنظيم الإخوان في مصر والمتهم بقيادة الجهاز السري لحركة النهضة مصطفى خذر، أظهرت مراحل بناء الجهاز السري والأمني الموازي المتهم بالتورط في اغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، كما كشفت عن قوّة التنسيق والارتباط بين تنظيم الإخوان المسلمين وحركة النهضة.

وبينّت المراسلات التي تعود إلى عام 2012، فترة وجود حركة النهضة في الحكم، وجود نشاط مكثف لتنظيم الإخوان بمصر داخل تونس، وألقت الضوء على الدور البارز الذي لعبه هذا التنظيم في إنشاء جهاز سري لحركة النهضة مواز للدولة، من خلال التوجيه والتدريب والتجنيد والرصد والمتابعة وحتى التخطيط.

وبحسب الوثائق التي عرضتها الهيئة، فقد أشرف تنظيم الإخوان المسلمين على عدة دورات تكوينية لصالح حركة النهضة، في مجال التجنيد والرصد الاستخباراتي وبناء الأمن الداخلي وكذلك دورة في إدارة الأزمات، ودعا إلى ضرورة إقامة جهاز أمني علني يقوم بحماية المقرات ومرافقة الشخصيات ونقل الوثائق، وإنشاء حكومة ظلّ تمكن من جمع المعلومات وتربط العلاقة مع المسؤولين وتقوم بإعداد قيادات جديدة، وكذلك إنشاء هيكل داخل الحركة يهتم بملاحقة رموز النظام السابق ويمكن من الاتصال بجهاز القضاء وجمع معلومات واسعة تمكن من رؤية شاملة للبلاد والأوضاع، إلى جانب إقامة مشروع لمواجهة القوى الليبرالية والفرنكفونية، فضلاً عن تجنيد الشباب المتعلم والمتحمّس لأفكار التنظيم.

ونشرت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي هذه المراسلات إلى العموم، احتجاجاً على ما اعتبرته “تواطؤ القضاء في حسم ملف الجهاز السري لحركة النهضة وتقاعسه في محاسبة كل المتورطين”، ودخلت لهذا السبب في اعتصام مفتوح منذ يوم الجمعة الماضي بمقر المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، للمطالبة بالبت في هذه القضيّة إما بالإحالة أو الحفظ، قبل الانتخابات البرلمانية، من أجل عدم إفلات قيادات النهضة من العقاب، بعد حصولهم على الحصانة.

وعلى الرغم من تصدر المرشح المستقل قيس سعيد الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في تونس بـ18.4 % من الأصوات، ونفيه في وقت سابق علاقته بالإخوان المسلمين، إلا أن إعلان دعم “الإخوان” له ربما يقلص حظوظه في الفوز في الدور الثاني، خصوصاً وأن المرشح الشجين نبيل القروي خلفه بـ15.58% من الأصوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *