الدولية

واشنطن وباريس: لن نسمح بالابتزاز النووي الإيراني

عواصم – وكالات

اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن قرار إيران بخفض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي في شكل أكبر هو أمر “مرفوض”، مطالبا الأوروبيين بـإنهاء الابتزاز الذي تمارسه طهران.
وصرح بومبيو خلال زيارة لولاية كنساس :”أعلنوا للتو أنهم سيواصلون القيام بمزيد من الأبحاث والتطوير لأنظمتهم العسكرية النووية. هذا أمر مرفوض، مضيفا بأن احتفاظ إيران بقدرة كبيرة على تخصيب اليورانيوم يؤكد ضعفا بنيويا في الاتفاق الإيراني.

وأعلن الناطق باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران بدأت تشغيل أجهزة متطورة للطرد المركزي سيؤدي إنتاجها إلى زيادة مخزون اليورانيوم المخصب ، مشيرا إلى تشغيل 20 جهازا من نوع “آي آر4” و20 جهازا آخر من نوع “آي آر6″، مما يعني رفع القدرة على تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 20 % بينما لا يسمح الاتفاق النووي لإيران في هذه المرحلة بإنتاج اليورانيوم المخصب سوى بأجهزة للطرد المركزي من الجيل الأول (آي آر1).

وفي هذا السياق، شدّدت المفوّضية الأوروبية على الدور الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرّية في مراقبة أنشطة إيران النوويّة، مبديةً قلقها الشديد إزاء خفض طهران التزاماتها.
وقالت المتحدّثة باسم المفوّضية مايا كوسيانيتش، إنّ للوكالة دوراً رئيسياً في المراقبة والتحقّق من تنفيذ إيران التزاماتها النوويّة” بموجب اتّفاق العام 2015.

وفي تقريرها الأخير بشأن البرنامج النووي الإيراني قالت الوكالة الدولية إنّها تُواصل عملها في مجال التحقّق، عبر كاميرات وزيارات ميدانيّة. لكنّ الوكالة ذكّرت بأنّ أنشطتها الرقابيّة “تتطلب تعاوناً كاملاً وتفاعليّاً من جانب إيران
في غضون ذلك يلتقي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولين إيرانيين في جهود التحقّق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة بموجب” اتّفاق فيينا حول البرنامج النووي الإيراني ، خاصة مع التنصل التدريجي المتصاعد من نظام الملالي من الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع القوى الكبرى بهدف منعها من حيازة سلاح نووي.


من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون: إن بلاده لن نرفع العقوبات عنها قبل أن تتوقف عن الكذب ونشر الإرهاب ، مؤكدا أن إيران لن تحصل على أي إعفاء من العقوبات التي تفرضها واشنطن عليها.
كما أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر ضرورة التزام الجميع بحماية الملاحة في الخليج ، فيما شدد الوزير الأميركي على أن الأمن البحري أولوية للولايات المتحدة، مضيفاً أن بلاده ستمنع أي تهديدات إيرانية في الخليج أو في أماكن أخرى.

ورداً على سؤال حول الموقف الإيراني الأخير وتنصل طهران من المزيد من الالتزامات النووية، قال إسبر:” لست متفاجئا من إعلان إيران انتهاك الاتفاق النووي مجدداً.” أما بارلي فاكتفت بالقول إن فرنسا تسعى لدفع إيران إلى احترام الاتفاق النووي.

إلى ذلك، أكد مسؤول أميركي رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن واشنطن متمسكة بنهج تشديد العقوبات على إيران لدفعها إلى التفاوض كما أشار إلى عقد محادثات أميركية فرنسية في باريس من أجل تنسيق جهود حماية الملاحة في الخليج.

وتواصل ايران جرائم القرصنة ضد الملاحة الدولية في الخليج العربي ، ففي تطور جديد أعلنت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن خفر السواحل احتجز سفينة في الخليج، مع طاقمها المؤلف من 12 فلبينيا ببزعم أنها تقوم بتهريب الوقود الإيراني.

وتشدد الولايات المتحدة عقوباتها وألغت جميع الإعفاءات لمجموعة من الدول بدأت صادراتها بالانخفاض تدريجيًا ، مؤكدة عدم منح أي إعفاءات لعملاء النفط الإيراني، وهددت أي مستورد محتمل والذين يساعدون الشحن أو التأمين أو الخدمات المصرفية لإيران بالتعرض للعقوبات الأمريكية.

وتراجعت صادرات النفط الإيراني بدرجة كبيرة بلغت نحو 160 ألف برميل يوميًا في شهر أغسطس الماضي ، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد تدهورا متسارعا يثير حنق الإيرانيين وكراهيتهم للنظام.

ويحاول نظام الملالي، الذي يخشى أن يتم الإطاحة به من قبل الشعب ، خلق أجواء الترويع والتخويف من خلال مجموعة متنوعة من الإجراءات القمعية، بحملات الاعتقال والملاحقة خلال الأيام الماضية التي طالت عمال الصلب في الأهواز الذين نظموا تجمعات احتجاجية ، وتم توقيف أكثر من 400 من العمال الرسميين في شركة قصب السكر بسبب احتجاجاتهم على عدم صرف أجورهم لعدة أشهر ، فيما اعترف وزير مخابرات الملالي بممارسة التعذيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *