الدولية

حكومة النساء الـ4 تغير وجه السودان

الخرطوم – البلاد

ارتسمت علامات الرضا على وجوه الشعب السوداني، بعد ميلاد عسير للحكومة الجديدة، المبشرة بديموقراطية مستدامة قريباً، عقب حكم شمولي دام لـ30 عاماً أذاق الشعب السوداني صنوف الظلم والاستبداد.

الحكومة الجديدة، لم تسر على خطى آبائها الأولين، بل شقت طريقاً سلكته “الكفاءات” للوصول إلى مقاعد الوزارات الـ18 التي أعلنها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، في انتظار حسم مرشحي وزارتي الثروة الحيوانية والسمكية، والبنى التحتية والنقل. 4 نساء في وزارات حيوية، كان العنوان الأبرز للحكومة الجديدة؛ إذ اختار حمدوك وقوى الحرية والتغيير أسماء عبدالله لوزارة الخارجية، ولينا الشيخ للعمل والتنمية الاجتماعية، والدكتورة انتصار الزين للتعليم العالي والبحث العلمي، والمهندسة ولاء البوشي للشباب والرياضة، ليمنحوا المرأة حقها في التشكيل الوزاري في تغيير حقيقي شمل كل شيء وغير المفاهيم البالية مع عهد المخلوع عمر البشير.

حكومة اعتبرها الشعب السوداني معبرة عن تطلعاته وآماله، على الرغم من الملاحظات التي وقف عندها البعض، من بينهم الناطق الرسمي لمجلس السيادة في السودان محمد الفكي، الذي يرى أن قوى الحرية والتغيير أخطأت بقبول مبدأ إبعاد الكوادر السياسية الحزبية من الاختيار لتولي الحقائب الوزارية للفترة الانتقالية، مضيفاً “لا يمكن إدارة وزارة ذات مهام سياسية بغير السياسيين”، غير أنه عاد وقال لـ”العربية”: “الانسجام مع شركائنا العسكريين في مجلس السيادة متوفر بعد الاتفاق الذي تم توقيعه في الشهر الماضي، رغم احتكارهم للمعلومات المتعلقة بالدولة. الإحساس بروح المسؤولية من قبل الطرفين جعل التجانس ممكنا بل مطلوباً”. ويرى الفكي أهمية السيطرة على المال العام، والتخطط لضبط مصروفات القصر الرئاسي المعروف في السابق بالصرف البذخي دون رقيب. وتابع “نريد أن نخضع مصروفات القصر لوزارة المالية”.

ومع بشريات إعلان الحكومة الجديدة، أكد نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان لقطاع الشمال، ياسر عرمان، أمس (الجمعة)، أن الحركة متفقة مع رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك حول السلام في البلاد. وقال: “نتفق مع رؤية رئيس الوزراء السوداني حول السلام رغم تعقيد الوضع. نحن مستعدون للانخراط الفوري في مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية”، معتبراً أن الإفراج عن أسرى الحركات المسلحة السودانية سيدفع عملية السلام إلى الأمام. وكشف عن زيارة وفد حكومي سوداني عالي المستوى إلى جوبا قريباً من أجل دفع عملية السلام قدماً.

فيما أعلن رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبد العزيز الحلو، أن الحركة مستعدة للتعامل مع حكومة حمدوك الانتقالية، التي وجدت قبولاً واعترافاً من الشارع. وقال إن الحركة الشعبية تتوقع أن تفتح السلطات الجديدة قنوات اتصال وتفاوض يهدف لتحقيق سلام شامل ودائم. ولأن السلام – حسب حمدوك – هو أساس التنمية ورفعة الاقتصاد بعد أن استهلكت الحرب موارد البلاد، يبقى حديث عرمان هو مفتاح الانطلاق ناحية السلام المستدام، وإعادة السودان لوضعه الطليعي بين دول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *