وتتوالى الإصلاحات، عبر التعديلات المدروسة، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
ورغم نقلات التغيير الكبيرة بدءاً من السماح للمرأة بقيادة السيارة، ومروراً بتعديلات أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية، وتيسيرات التقاضي، وليس انتهاء بتقنين الصلح، وتنظيم المصالحة خارج أسوار المحاكم، فإن هذه النقلات تحظى بتوافق مجتمعي واسع، مما يؤكد أن التعديلات جاءت استجابة لاحتياجات ورغبات مجتمعية، روعي فيها ألاّ تتصادم مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وإن كانت تتعامل مع حالات وسلبيات، أفرزتها المتغيرات الحضارية التي يشهدها المجتمع..
ولا يمكن التعامل مع هذه النقلات بمعزل عن توفير خدمات، تتعامل مع التقنية بأبهى صورها، مما يسهل على المواطن والمقيم الحصول عليها بأقصى جودة، وأقل جهد، وأقصر وقت، مع تقليل الاعتماد على العنصر البشري.
يأتي ذلك متزامناً مع المشروعات العملاقة، التي يشهدها عهد الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بعد النجاح الكبير والمشهود له إقليمياً وعالمياً في المواجهة الشاملة مع الإرهاب، ومحاصرة الفكر المتطرف، وتطوير أنظمة التعليم وتحقيق المواءمة بين مخرجاته واحتياجات سوق العمل، وتمكين المرأة وإطلاق طاقاتها الخلاقة، مما أتاح لها الفرصة لتحقيق النجاحات المتوالية في كافة المجالات.
كل ذلك انعكس إيجابياً مع ثقل المملكة؛ إقليمياً ودولياً، وانتقالها من دور المتابع والمشارك إلى مقعد المبادر، لتصبح المملكة صانعة قرار، وبؤرة حدث على الصعيد العالمي، إلى جانب أنها أصبحت بيئة جاذبة للاستثمار، وتنوع شراكاتها؛ شرقاً وغرباً، لتتبوأ مكانتها اللائقة في مصاف الكبار.
هذه المكانة، التي تستحقها المملكة، ساهم في صنعها، ريادتها للعالم الإسلامي عبر الكثير من المبادرات، لعل أبرزها؛ رعايتها المتفردة للحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن، الذين تهفو قلوبهم وتتعلق أنظارهم بالكعبة المشرفة، ومسجد الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، بالإضافة إلى الدور الكبير، الذي تضطلع به المملكة في الدفاع عن قضايا أمتها الإسلامية والعربية، وكذلك إسهاماتها الكبيرة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز الاستقرار للاقتصاد العالمي.
وتمضي المملكة في عهدها الزاهر بإصرار على إصلاح الداخل، وتمتين العلاقات في الخارج؛ لتصنع نموذجاً للدولة الكبيرة، التي تزداد يوماً بعد يوم استقراراً وأمناً وإسهاماً في خدمة البشرية.