يأتى الخلاف بين الزوجين عندما لا يتفق سلوك أحدهما مع الاخر ،بالاضافة إلى التواصل السيئ الذي يغذي الخلاف فيبقى مستمراً ،وتتمحور أسباب الخلاف ومنغصات الحياة الزوجية بين الزوجين إلى عدة عوامل منها عدم الإهتمام، وتدخل أم الزوج،الأمور المادية، والشك والغيرة،…
ولذلك إلتقينا بإستشارى العلاقات الإنسانية دكتور عطيات الصادق لتكتب لنا روشتة لحياة زوجية سعيدة…
في البداية أشارت الصادق إلى مشكلة عدم إهتمام الزوج بزوجته، وتعني عدم إهتمامه بمشاعرها، وإهتمامه فقط بأن يحقق رغباته الشخصية، وفي هذه المشكلة يجب على الزوج إدراك مدى إهماله لزوجته، فهو يعتبر بذلك مخالفاً للشريعة، و عليه أن يعى مسئوليته الكبيرة تجاه زوجته وأسرته، بالإضافة إلى الحوار بين الزوجين وتبادل الاراء والثقة المشتركة.
وأكدت الصادق أنه يجب مصارحة الزوجة زوجها وتفهم أسباب الإهمال، ومن الممكن أن تلجأ للمختصين للإستشارة إذا فشلت في وجود حلول مع الزوج.
وتابعت عطيات الصادق، وعلى الزوج أن يعي تماماً أن الزوجة هى شريكة الحياة الزوجية، وليس مجرد امرأة تشبع حاجاته وتقوم بترتيب البيت ورعاية الأبناء، فعليه الحرص على أن يعطيها الشعور بالإستقرار والراحة النفسية والرضا.
تدخل أم الزوج (الحماة)
وأوضحت الصادق أن هناك مشكلة أخرى رئيسية في أغلب البيوت العربية وهى مشكلة تدخل أم الزوج في شئون الأسرة، فتنصح الصادق الزوجة “أن تعي في هذه المرحلة علاقة الأم بإبنها الذي خرج من بيتها لبيت امرأة أخرى”، وعلى الزوجة أن تصبر على تدخل أم الزوج وتتفاهم معها بهدوء وتتفهم مشاعرها لتصل إلى حل مناسب، بالإضافة إلى الإحترام والحب المتبادل بينهما، حتى تجعل الزوج سعيداً، وعلى الزوجة معرفة “أن مفتاح قلب الزوج وحبه مخبأ في قلب امه”، فمن أرادت أن تملكه فلتصل إلى قلب الأم، إلى جانب عدم إجبار الأهل بالمشاركة في حل المشاكل والخلافات الزوجية الخاصة.
الإسراف والتبذير
كما نوهت الصادق على أن الاسراف المالي، وهو بمعنى أصح التبذير وعدم معرفة كيفية التوفير الذي يؤدى إلى خلافات مادية بين الزوجين، وهو من الأسباب التي قد تؤدى إلى الطلاق في كثير من الاحيان، لذلك على الازواج إتباع مبدأ الاولويات وترتيب المطالب وفق الاهمية النسبية ومناقشة الأزواج في إحتياجتهم المعيشية، بشكل أسبوعى مع تحديد أولولياتهم وإمكانية تأجيلها لصالح إحتياجات أخرى.
الشك والغيرة والتلصص
وأضافت أيضا أن الشك والغيرة من أهم منغصات الحياة الزوجية، وإذا عالجنا تلك المشكلة بشكل صحيح من الممكن أن نحصل على حياة هادئة ومستقرة، وذلك بالثقة في الطرف الأخر والمصارحة الدائمة لتفادى الشكوك وأن نترك أسلوب اللوم والعتاب الدائم، ولا نلجأ لأساليب التجسس والتصنت على الطرف الأخر، لأنها أفعال غير مستحبة وغير محبذة لكلا الطرفين لأن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة وليست علاقة بين عسكر ولص، فهى أسمى وأرقى من ذلك.
وإجمالا تشير دكتور عطيات الصادق أنه يمكن القول بأن أسباب المشاكل الزوجية تأتي من غياب المنهج الإسلامي في العلاقة بين الزوجين، و التي تنظم أحوال الأسرة جميعها، والمرأة الذكية هى التي تستفيد من كل خلاف، فلا تعود اليه أبداً وأن تتخذ من المصالحة وسيلة جديدة للترابط والتوافق.