متابعات

الألعاب الإلكترونية والكارتون أخطر سلاح ضد الأطفال !!

المتعارف عليه أن الكمبيوتر أداة تعليمية تزود الأشخاص بالمعلومات التي يرغبون فيها، ولكن مع التطور التكنولوجي لم يعد الكمبيوتر أو الموبايل أو أي جهاز من هذه الأجهزة إلا نقمة تدمر صحة الأطفال العقلية والبدنية، ويميل الأطفال في مراحل النمو الى تقليد كل مايرونه ما يجعل العاب الفيديو جيم العنيفة وأفلام الكرتون التي تحتوى على مشاهد عنف ومشاهد غير مقبولة لدى الأطفال بمثابة قنبلة موقوته تهدد حياتهم.

ويؤكد على هذا  زيادة السلوك العنيف لديهم في الفترة الأخيرة، ومن ناحية أخرى ظهور شخصيات كرتونية بملابس عارية على بعض ألعاب  التابلت و الموبايل والتي لا تليق بالأطفال، وهناك حادثة شهيرة منذ عدة سنوات بعد عرض أحد أفلام الكرتون اسمه “فرافيرو” وكان يطير من فوق أسطح المباني مما أدي إلى حدوث الكثير من حوادث الأطفال نتيجة لمحاولة الأطفال تقليده فقفزوا مثله ولكنهم لم يطيروا وسقطوا أموات، مما أدى إلى منع عرض هذا الكرتون نهائيا.

و تقول دكتورعطيات الصادق استشارى العلاقات الانسانية: هل تخيلت يوماً أن أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية التي تستغلها معظم الأمهات لإبقاء أطفالهن مشغولين أو هادئين حتى لا يعطلونهن عن اﻷعمال المنزلية تعرضهم لخطر كبير يهدد سلامة صحتهم النفسية ويشكل الكثير من المشاكل السلوكية لديهم غير أن بعض الدراسات أثبتت مؤخراً تأثير هذه الوسائل علي اللغة التي يكتسبها الطفل مما يؤدي إلي تأخر في النمو اللغوي وتطور عملية الكلام لدي الأطفال.

أتذكر أن إحدي هذه البرامج كانت تحرض اﻷطفال بشكل مباشر على عصيان اﻷمهات و كيفية التحايل عليهن لتنفيذ رغباتهم!    بل و في حلقة أخري كان اﻷطفال يتعلمون كيفية السرقة من السوبرماركت و إلهاء اﻷم عن ملاحظتهم.. والاخري التي تعرض بعض المشاهد الكرتونية المخلة للأداب في سياق كرتوني ولكن مليء بالإيحاءات الجنسية ومشاهد صريحة تعرض أمام الطفل ..
كل هذه المشاهد ترسخ في ذهن الطفل ويحاول تقليدها واتباع ذلك النمط والسلوك في حياته فنلاحظ تغير ملحوظ في التعامل مع الأطفال من سنه في الحضانة أو المدرسة أو التغير والعصبية وفرط الحركة وتشتت الانتباه الشديد في البيت والتحصيل الدراسي وغيرها من المشاكل .
وغير ذلك الألعاب الإلكترونية التي في متناول أيدي الأطفال أكثر من الطعام والشراب طوال الوقت لا يدرون ماذا يقع من حولهم وكل تركيزهم موجه لتلك الألعاب ويزداد تعلق المراهقين بالموبيل والأنترنت “والتاب والأيباد” وغيرها حيث انه تربي علي وجود ذلك الشيء في يده وتأثير تلك الوسائل له ضرر بالغ جداً علي المراهق حيث يدخل في شرنقة العزلة والوحدة علي نفسه ويبقي كل تواصله مع العالم الأخر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقط .

وغير ذلك ما يبدر من المراهق من عنف وتخريب وعدوان نتيجة الألعاب التي يلعبونها فبعد أن لوحظ في الفترة الأخيرة إرتفاع معدل العنف بين المراهقين والشباب الصغير وجدت الابحاث والدراسات أن وسائل الأعلام والألعاب العنيفة علي الأنترنت وراء كل ذلك ..
وتضيف الصادق: إن الطفل في هذا العمر الصغير يكون في مرحلة البرمجة العقلية، أي ما زال يجمع معلوماته عن العالم الخارجي. فما بالك إذا كان يجمعها من افلام كارتون يسقط فيها بطل الكارتون من الشباك ويظل في مطاردة وضرب طول الحلقة ولا يصيبه أي أذي في النهاية، أو من بطل أخر كل أحلامه الشهرة و النفوذ حتي إن وصل لهما بالكذب و النصب و السرقة! بالطبع سيحاول الطفل أن يجرب ذلك وهو واثق أنه لن يصيبه ضرر، فكثيرا ما فكرت في طفولتي أن أرتب لإخوتي مقلب مثل توم وجيري وأنا واثقة أنهم لن يصيبهم ضرر، وتذكر الدراسات العديد من الحوادث التي أُصيب أو توفي فيها أطفال قفزوا من الشباك ظنا منهم أنهم يستطيعون الطيران مثل سوبر مان.

ولا ينطبق كل هذا علي أطفال محددين دون أطفال أخرين بل التأثير واحد بأضرار مختلفة علي كل الأطفال ..حيث أن الاتفاق هنا يعني أن الأطفال بمختلف ثقافتهم ونشأتهم ودرجة وعي أبائهم ودرجة مستواهم الأقتصادي يتعرضون لنفس الخطر إذا تركوا أمام التلفاز لساعات وفترات طويلة .
ولكن الأختلاف الجوهري والفيصل هنا هو الألعاب الإلكترونية والسماح للمراهقين بالدخول علي الانترنت نجدها في الطبقة المتوسطة والطبقة الراقية حيث نظرة الأهل للأطفال والمراهقين أنهم لا يحبون أن يكونوا محرومين من أي شيء وكل طلباتهم مجابة وطالما أمام أعيننا فهو في مأمن عن خطر الشارع وأصدقاء السوء وهذا خطأ في التفكير كبير جداً.
لأن ما نخشي مواجهة أبنائنا به في الخارج أصبح بين أيديهم وهم في المنزل وسط أحضانكم وأمام أعينكم من ثقافة جنسية خاطئة و ابتذاذ لعواطف الأطفال من مشاهد تخويف وايضا ما يسببه من اضطرابات نفسية كالتوحد أو سمات التوحد نتيجة العزلة والنمط السريع الذي يعرض في مشاهد الكرتون وحدوث اضطرابات في النطق والكلام بسبب طريقة الكلام التي يعرض بها الكرتون من لغة عربية فصحي في طبيعة الحال ليست هي لسان حالنا في التعامل مع الطفل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *