المحليات

السعرات الحرارية.. تعليمات حاضرة وتطبيق حائر

تحقيق – ياسر بن يوسف

تُعد السعرات الحرارية مهمة جدًا لإمداد الجسم بالطاقة، إلا أن نسبة احتياج البشر لها تتفاوت من شخص لآخر. فالمستهلكون لايتساوون في حاجتهم إليها ، وزيادتها أو نقصانها قد تضر البعض ، مما يتطلب شفافية في صناعة الأغذية، والوجبات التي تحتوي على سعرات حرارية.

مؤخرًا حددت الهيئة العامة للغذاء والدواء ، لائحة السعرات الحرارية ضمن قائمة الوجبات للمنشآت الغذائية التي تقدم الطعام ، ليتمكن المتناول من معرفة كمية السعرات الحرارية في الوجبات والمشروبات التي يتم تقديمها، لكي تساعده في اختيار محتوى منخفض من السعرات الحرارية. ولكن إلى أي مدى يتحقق هذا الالتزام ، وهل تتيح منشآت هذا القطاع الغذائي معدلات السعرات الحرارية حتى للمفتشين الصحيين الذين تهمهم البيانات الدقيقة، وليس بالتذوق ولا بظاهر الأغذية والأطعمة ، وفي كل الأحوال هو حق للمستهلك للاستفادة المطلوبة ومنع الضرر الذي قد يقع على شرائح لاتحتاج إلى سعرات عالية.”البلاد” استطلعت آراء عدد من أخصائيات التغذية؛ حتى نقف على الصورة العامة.

نشير بداية إلى أن الكثير من المطاعم، خاصة التي تقدم الوجبات السريعة ، والأخرى ذات الإمكانات والخدمة الأفضل ، تحرص على الالتزام بلائحة السعرات الحرارية ، تماشيا مع قرار هيئة الغذاء ، لكن بعض المختصين يجدون صعوبة أحيانا في الحصول على المكونات والمعايير الدقيقة لحساب المكونات، بل بعض المطاعم ترفض إعطاء بيانات المكونات، وبالسؤال عن ذلك، أكدوا على عدم التزام من قبل القائمين علي هذه المطاعم بإعلان قائمة المقادير المحددة للوجبات المقدمة، والأصعب من ذلك رفض البعض إعطاء البيانات التي يحتاجها المختص لحساب السعرات الحرارية بزعم أن هناك أخصائيي تغذية، يمكنهم استنتاج المكونات والكميات من خلال التذوق دون الحصول على مقادير للوجبة.

حول ذلك، قالت أخصائية التغذية الدكتورة رويدة بهاد إدريس : للأسف يتهاون الكثير من القائمين على ادارة المطاعم ولايقدمون بيانا دقيقا للسعرات الحرارية، وبمكونات الوجبات، جهلا بها أو كأنها بالنسبة لهم (سر المهنة) مفتاحه حق لهم فقط ، والبعض منهم يطلب أن تعطى السعرات من خلال التذوق، أو بمجرد قراءة اسم الصنف الغذائي، مفترضًا أن الأخصائي عليه أن يعرف المقادير والمكونات بالنظر فقط ، وهذا غير صحيح علميا ومنطقيا ، وهناك من أصحاب المطاعم من يهمه السعر والربح أكثر من صحة المستهلك والمواصفات الصحية.

من جانبها، قالت أخصائية التغذية الرميصاء محمد أحمد: من الصعب جدًا على الشخص؛ مهما كانت خبرته وتخصصه معرفة المكونات ومعدل السعرات من خلال التذوق؛ لذا يستلزم على محلات الأغذية إعطاء كل التفاصيل واعلانها واضحة أمام أنظار المستهلكين ، والدقة والمصداقية مسألة مهمة للصالح العالم، ولها أساس بالأنظمة التي حددتها الجهات المختصة كالهيئة العامة للغذاء والدواء ، وفي حالة التهاون تجاه ذلك، وضعف المتابعة والرقاية، يتشكك المستهلك في صدق ماتعلنه بعض المطاعم كمجرد بيانات روتينية ليس أكثر. وتضيف: للأسف فإن بعض مدعي تخصص التغذية يتهاونون، وقد يكتفون بتذوق الطعام، وإعطاء موافقة إيجابية، وهذا يحتاج إلى وقفة جادة من الجميع؛ لكي نتفادى انتشار السمنة والأوزان الزائدة، لا سيما لدى أطفالنا وبناتنا، وهم أملنا في المستقبل القادم.

تدليس بحق المستهلك
وتتفق أخصائية التغذية رانيا البيشي مع الرأي السابق، وتضيف: يستحيل معرفة السعرات عن طريق التذوق، ولو حصل فيعتبر تدليسًا على المستهلك، لذا تجب الدقة في حساب السعرات الحرارية من قبل متخصصين في ذلك المجال، والعمل علي التعاون حتى يحصل الجميع علي المعلومات الحقيقية لمعرفة السعرات التي اعتبرها مهمة ، والغش فيها أو عدم توضيحها بدقة يعتبر شيئًا غير جيد لنا جميعا؛ لما يسببه ارتفاعها من زيادة الأوزان والسمنة المفرطة، لهذا تجب المحافظة على أبنائنا وبناتنا من خطر زيادة هذه السعرات التي تشكل خطرًا على صحتهم.

وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء، قد أطلقت مبادرة وضع السعرات الحرارية في المنشآت الغذائية، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية؛ بهدف تعزيز صحة وسلامة المتناول، وزيادة الوعي الغذائي لديه، وأهمية معرفته بالقيم التغذوية للوجبات والمشروبات التي يتم تقديمها في المنشآت الغذائية، خصوصاً في ظل ازدياد الإقبال عليها.

وبدأت مبادرة وضع السعرات الحرارية في المنشآت الغذائية على مرحلتين الأولى اختيارية؛ لذا حثت الهيئة من خلالها المنشآت المعنية على وضع السعرات الحرارية ضمن قوائم الأغذية والمشروبات التي يتم تقديمها؛ وتتضمن اللائحة الفنية المعايير التي تحدد طريقة عرض السعرات الحرارية، ونطاق المنشآت الغذائية التي تشملها اللائحة وهي: المطاعم، والمقاهي، ومحلات الآيس كريم، ومحلات عصائر الفاكهة الطازجة، والمخابز والحلويات والكافتيريات الموجودة بالمتاجر، والسوبر ماركت، والمتنزهات الترفيهية، وفي الكليات والجامعات، والجهات الحكومية.


وركّزت اللائحةُ على ضرورة عرض السعرات الحرارية بطريقة واضحة، وأن تكون في الواجهة الأمامية، ومقابلة لكل صنف من أصناف الطعام في القائمة، وأن توضع على جميع أنواع قوائم الطعام المعروضة بشكل دائم؛ سواء كانت القائمة على لوحة خشبية، أو شاشة إلكترونية، أو أي شكل من الأشكال، وأن يتم عرض محتويات الطبق الطعام الواحد، وفي حال تم عرض طبق الطعام على شكل وحدات فردية مقسمة، فإنه يجب أن توضع السعرات الحرارية لكل وحدة، وأن يتم الإعلان عن السعرات الحرارية بشكل منفصل لكل الطلبات الجانبية في قائمة الطعام، كالآيس كريم والمشروبات الغازية، والكعك والصلصات، وكذلك الأطعمة التي يتم إعدادها بطرق مختلفة، كالدجاج المشوي أو المقلي، أو المنكهة بالأعشاب.

مخالفات تحتاج لتصحيح

أجرت الهيئة العامة للغذاء والدواء مؤخرا مسحاً ميدانياً لمنافذ بيع المخبوزات والحلويات والمشروبات، للتحقق من تطبيق لائحة السعرات الحرارية على المنتجات المعروضة للبيع، إضافة إلى التحقق من تواريخ الصلاحية واشتراطات التخزين ، وتبين أن نحو 70% من هذه المحال في الرياض والقصيم ملتزمة بتطبيق اللائحة .

وشملت المخالفات : حساب السعرات الحرارية بطريقة غير صحيحة، وعدم وضع السعرات الحرارية على جميع أنواع قوائم الطعام المعروضة بشكل واضح، وعدم وضع السعرات الحرارية مقابل كل صنف من أصناف الطعام في القائمة، وعدم تحديد السعرات الحرارية بشكل منفصل لكل طريقة إعداد، وعدم وجود عبارة “يحتاج البالغون إلى 2000 سعر حراري في المتوسط يومياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *