المحليات

نيوم مدينة الحلم تستقطب العقول الإبداعية لبناء التحول النموذجي

خليج نيوم ــ البلاد

تدور عجلة الطموحات بسرعة احترافية هذه الأيام في شواطئ وسهول ” نيوم “، لاطلاق مدينة المستقبل والحلم ،والمعمل الاقتصادي، لأجيال الغد.

وتبلغ كلفة المشروع الكبير 500 مليار دولار ، ويقع على البحر الأحمر وخليج العقبة بمساحة إجمالية تصل إلى 26500 كيلومتر مربع، ويمتد من شمال غربي المملكة، ويشتمل على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية ، ما يجعله أرضا خصبة لوضع اللبنات الإقتصادية

وقد تم تحديد تسعة قطاعات اقتصادية رئيسية لتأسيس الحضور الاقتصادي للمشروع، تتمثل في الطاقة والمياه، التنقل، التقنيات الحيوية، الغذاء ،مستقبل العلوم التقنية والرقمية، التصنيع المتطور، الإعلام والإنتاج الإعلامي ، الترفيه ، والمعيشة كركيزة أساسية لباقي القطاعات، فيما سوف تنتهي المرحلة الاولى من المشروع في العام القادم 2020.

وكان مطار نيوم يعد أولى روافد الخير في هذه الأرض البكر المعطاءة حيث تم تدشين المطار ، والذي بدأت ردهاته تنبض بالحياة وتستشرف مستقبلا واعدا لهذه المنطقة التي تعد مدينة للحلم، ويستطيع غالبية سكان العالم الوصول إلى هذا المشروع خلال ثماني ساعات أو أقل

وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره.

مبادرة مسك

ويذكر أن مبادرة مشروع ” نيوم ” و” مسك ” هي أولى المبادرات التي ستتبعها الكثير من الشراكات سواء مع الجامعات أو الجهات التي تخدم المشروع وتثري جوانبه التنموية في شتى أنحاء العالم، وتستقطب العقول السعودية التي نطمح ونعمل على أن يكونوا جزءاً أساسي في عملية البناء في هذه المدينة الحالمة، وبالطبع أن شراكة مشروع نيوم مع مؤسسة مسك الخيرية لن تكون الأخيرة بل ستكون طويلة الأجل، كون الطرفين يحملون نفس الهدف والتفكير

حيث ستكون هناك مبادرات كبرى ستفاجئ المواطنين على مدى الأيام، وبنظرة عميقة تجاه هذا المشروع الضخم نجد أن مشروع نيوم بمثابة المستقبل الجديد، والتاريخ الجديد، والوجهة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم التي تليق بمواهب المستقبل، وهو منطقة خاصة، عبارة عن وجهة حيوية جديدة تقع شمال غرب المملكة، تسعى لتصبح مكاناً يجمع أفضل العقول والشركات معاً لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات.

وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره.

مزايا المشروع

ويتمتع هذا المشروع بعدد من المزايا الفريدة، منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية حيث ، يمر بالبحر الأحمر حوالي 10% من حركة التجارة العالمية.

كما يمكن لـ70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، فيما يتمتع المشروع كما يتمتع هذا المشروع بالتضاريس المذهلة التي تشمل الشواطئ البكر التي تمتد على مساحة تتجاوز 460 كم من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر ذات الطبيعة الأخاذة والجبال ذات المناظر الخلابة التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر وتغطي قممها الثلوج خلال فصل الشتاء، والصحراء المثالية الممتدة بهدوئها وجَمالها.

تنويع الإقتصاد

قامت المملكة بإنشاء هيئة خاصة للإشراف على مشروع “ نيوم ” برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إذ سيتم دعم المشروع باستثمارات تبلغ قيمتها 500 مليار دولار أمريكي من قبل المملكة العربية السعودية، صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.

وتسعى المملكة العربية السعودية إلى اقتناص الفرص الاقتصادية العظيمة، والاستثمار فيها بثقة وقوة من أجل تنويع الاقتصاد السعودي في المستقبل.

وفي الوقت ذاته، سيستمر الدعم الحكومي بشكل متوازٍ لتعزيز وتطوير البنى التحتية لكافة مدن المملكة وضواحيها.

فرص استثنائية

وفوق ذلك كله، فإن تطوير وبناء مشروع “نيوم” يوفر فرصة استثنائية للحد من تسرب الناتج المحلي الإجمالي

وذلك عبر إتاحة فرصة الاستثمار داخل المملكة لكل من يستثمر أمواله في الخارج، وبالتالي تقليل التسرب المالي نتيجة قلة الفرص الاستثمارية الضخمة. وسيخلق المشروع فرصاً جديدة للاستثمار في قطاعات سيتم إنشاؤها من الصفر

بالإضافة إلى استفادة المستثمرين في المشروع من الموارد الطبيعية، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

يضاف إلى ذلك، أن المشروع سيسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية، كما سيعيد توجيه بعض من تسرب الإنفاق للخارج إلى إقتصاد المملكة، وسيكون لهذه الوجهة هيئتها التنظيمية الخاصة، مع إطار تنظيمي مصمم خصيصاً لتوفير القوانين الاستثمارية المُثلى ضمن فئتها، بالإضافة إلى دعم سبل العيش لقاطنيها، وتطوير القطاعات الاقتصادية المستهدفة.

وسيكون هناك أيضاً هيئة قضائية خاصة لحل النزاعات ضمن الإطار التنظيمي للمنطقة الخاصة.

كما ستخضع هذه المنطقة الخاصة إلى أنظمة وتشريعات مستقلة وفق أفضل الممارسات العالمية التي تُصاغ من قِبل المستثمرين ومن أجل المستثمرين، حيث سيكون المشروع مستقلاً عن أنظمة المملكة فيما عدا السيادية منها.

وعلى الجانب الاجتماعي، ستحكم مشروع “ نيوم ” أفضل المعايير العالمية لنمط العيش في الجوانب الثقافية، والفنون، والتعليم.

 

إستراتيجية العمل

بدأ العمل بالفعل في مشروع نيوم وذلك من خلال بحث سبل التعاون والإستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنى التحتية الرئيسية، وستنطلق مع المستثمرين المحتملين والشركاء المستقبليين على الفور.

وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لـ” نيوم ” بحلول عام 2025 م، وسينمو تعداد السكان متأثراً بالتطورات المستقبلية، كـ”الأتمتة” والروبوتات والتي ستحد من الأيدي العاملة البشرية ذوي الأعمال الشاقة

وذلك سيزيد من وجود قوى عاملة عالية المهارة كالأطباء والنخب لشغل الوظائف ذات الطابع الاستراتيجي والإبداعي ،يهدف المشروع إلى توفير أفضل سبل العيش والفرص الاقتصادية لقاطنيه، وسيسعى المشروع إلى استقطاب أفضل المواهب من المملكة وخارجها، وبذلك سيعيش فيه السعوديون والوافدون على حد سواء، كما هو حال جميع المناطق الخاصة العالمية الأخرى.

تقتيات المستقبل

ستكون هذه المنطقة الخاصة مثالاً يُحتذَى به عالمياً في المستقبل، للارتقاء بجودة الحياة بكافة جوانبها، من التعليم والصحة والغذاء والنقل والترفيه والصناعة التقنية الحديثة، بالإضافة إلى توظيف أحدث تقنيات المستقبل الأمنية وتضمينها في البنية التحتية للمشروع من أجل التأكيد على أمن وسلامة ساكنيه ومكتسباته، وتوفير فرص اقتصادية كبرى

كما سيتيح مشروع نيوم لمواطنيه الوصول للمواقع والمرافق داخل المشروع مشياً على الأقدام أو باستخدام الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى توفير أفضل البنى التحتية للنقل التي تتبنى تقنيات المستقبل

وعلاوةً على ذلك، ستكون خدمات حكومة  ” نيوم ” مُؤتْمَتة بشكل كامل وسهلة الاستخدام، مع توفير خدمات رقمية سريعة ومجانية للناس، تشمل الإنترنت في كافة الأماكن، تعزيزاً للتعليم وتسهيلاً للتواصل.

التسرب الاقتصادي

يهدف المشروع بشكل أساسي إلى معالجة مسألة التسرب الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، إلى جانب تطوير قطاعات اقتصادية رئيسية للمستقبل.

وستكون البلدة الأولى في مشروع نيوم جاهزة في 2020 “، وسوف يشكل المشروع ، علامة فارقة في مستقبل المملكة ، ومن المنتظر أن يتم تدشين أكثر من 12 مدينة أو بلدة صغيرة متاخمة للبحر، وغيرها 6 أو 7 بلدات، بعضها في الوادي وبعضها في الجبال، ومنطقة صناعية ضخمة، وميناء ضخم، و3 مطارات، ومطار دولي كبير، وبمنظور مستقبلي فإن نيوم، هي بمثابة دولة صغيرة داخل دولة كبيرة 

كما ستوفر هذه المنطقة الخاصة فرصاً جاذبة للمستثمرين، من أهمها الوصول إلى السوق السعودي بشكل مباشر أولاً، والأسواق العالمية ثانياً، كون المنطقة مركز ربط للقارات الثلاث

بالإضافة إلى البيئة التنظيمية التي تتيح لهم المشاركة في صياغة الأنظمة والتشريعات ، كما سيحظى أصحاب الأعمال والاستثمار بدعم تمويلي لإقامة المشاريع التي تخدم أهداف ” نيوم “.

بالإضافة لذلك، فإن حكومة المملكة تولي هذا المشروع اهتماماً بالغاً ودعماً كبيراً على جميع المستويات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *