الدولية

طهران تفاقم عزلتها .. والأوربيون يهددون بمعاقبة الملالي

بروكسل ــ رويترز

طالبت المفوضية الأوروبية، إيران بالتوقف والتراجع عن أية أنشطة تتعارض مع الاتفاق النووي.
وأعربت المفوضية الأوروبية، في بيان، عن قلقها بشدة من إعلان إيران تجاوز حد تخصيب اليورانيوم وفقا للاتفاق النووي.

وكانت طهران قد أعلنت امس الأول بدء تخصيب اليورانيوم بدرجة تركيز أعلى من 3.67%، بهدف إنتاج الوقود للمفاعل النووي في بوشهر الذي يعمل جنبا إلى جنب مع منشأتين لتخصيب اليورانيوم، وهما “نطنز” و”فوردو”.

وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده تجاوزت حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015 عند 3.67%، لافتا إلى أنها قد تخصبه بمستويات أعلى.

وأثار الإعلان الإيراني ردود فعل غاضبة، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه البالغ إزاء إعلان إيران البدء في تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى من المنصوص عليه في الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إيران لن تمتلك على الإطلاق سلاحا نوويا، مشددا على ضرورة توخي طهران الحذر فيما تفعله من إجراءات.

وأضاف ترامب خلال تصريحات للصحفيين في موريستاون بولاية نيوجيرسي على إيران أن تكون حذرة، لأنها تقوم بالتخصيب لسبب واحد، ولن أقول ما هو هذا السبب.. لكنه ليس جيدا.. من الأفضل أن يكونوا حذرين”.
بدوره حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، النظام الإيراني من امتلاكه سلاحا نوويا، مؤكدا أنه سيشكل خطرا كبيرا على العالم.

وأكد بومبيو أن إيران ستواجه مزيدا من العقوبات والعزلة ردا على قرار زيادة تخصيب اليورانيوم، في النسبة التي يحظرها الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وكتب في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” أن “التطور الأخير في البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات، على الأمم العودة إلى السياسة القديمة التي تحظر التخصيب إن امتلاك النظام الإيراني أسلحة نووية سيشكل تهديدا أكبر للعالم”.

وأعربت الرئاسة الروسية (الكرملين) عن “قلقها” من قرار طهران البدء بتخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
كما عبرت وزارة الخارجية الألمانية عن قلقها الشديد من إعلان إيران زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم، مسجلة إدانتها لتلك الخطوة.

بدورها، شددت الخارجية البريطانية على ضرورة أن تتوقف إيران عن كل الأنشطة التي لا تتوافق مع الاتفاق النووي وتلتزم بواجباتها بموجبه.
وتوعدت دول أوروبية في منتصف مايو الماضي، بفرض عقوبات على إيران حال انتهكت الاتفاق النووي، ردا على تصريحات خرجت من طهران التي أعلنت وقتها، أنها بدأت بالفعل تعليق بعض الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق.

وجاء تصعيد إيران في لهجتها العدائية بالتزامن مع مرور عام كامل على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 8 مايو 2018.
وبرزت التطورات في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة على إثر إرهاب مليشيات إيران وتهديدها للمصالح الدولية والأمريكية، ما دفع واشنطن إلى إرسال قوات عسكرية على رأسها حاملة الطائرات الأمريكية، أبراهام لينكولن، بهدف ردع طهران.

ووفقا للاتفاق النووي، لا يجب على إيران امتلاك أكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، في حين رفضت أمريكا تمديد إعفاءات نووية كانت تتيح مبادلة اليورانيوم المخصب بالطبيعي المعروف باسم “الكعكة الصفراء” بين طهران وبلدان أخرى.

ومن البنود التي ينص عليها الاتفاق النووي مواصلة إيران برنامجها النووي السلمي بدرجة تخصيب 3.67% وسيكون التخصيب بمنشأة نطنز الواقعة في شمال أصفهان.

كما يتضمن الاتفاق النووي الإبقاء على مفاعل آراك مع إجراء تغيير في قلب المفاعل الذي يعرف باسم “كالاندريا”، بحيث يحول دون إنتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، ولن تتم فيه إعادة المعالجة وسيتم تصدير الوقود المستهلك فيه.

وفى سياق متصل رأى تقرير أمريكي أن إيران لا تستطيع إغلاق مضيق هرمز، مشددًا على أن هذه الخطوة إن حدثت ستضر بطهران أكثر من أي طرف آخر.

وقالت مجلة ناشيونال انترست” الامريكية إن إيران لا تستطيع إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لفترة طويلة، إذ إن مثل هذه الخطوة يشكل خطرًا بالغا عليها نظرًا للرد الدولي المتوقع ضدها بما فيه احتلال بعض الجزر الإيرانية.

ووصفت المجلة التكهنات بقدرة إيران على إغلاق المضيق، بأنها مبالغ بها بشكل كبير، معربة عن اعتقادها بأن القدرات العسكرية المتاحة لطهران لا تمكنها من إغلاق المضيق بشكل كامل ولفترة طويلة وأن القادة الإيرانيين يدركون مخاطر تلك الخطوة.

ونقلت المجلة عن خبراء عسكريين غربيين قولهم إن إيران لديها ما يقارب 5 آلاف لغم بحري وأنها بحاجة لزرع ألف لغم على الأقل في الممرات المائية البالغ طولها نحو 25 كلم داخل مضيق هرمز.

وأضاف الخبراء أن زرع مثل هذا العدد الكبير من الألغام يعتبر في غاية الصعوبة نظرًا لأن المنطقة تخضع لرقابة السفن الحربية الأمريكية وغيرها في حين يصعب على إيران استخدام غواصاتها الروسية من طراز كيلوكلاس نظرًا لضحالة مياه المضيق“.

وتابعوا أن إيران يمكنها أن تلجأ للقوارب الصغيرة السريعة التابعة للحرس الثوري أو لسفنها التجارية لكن من المرجح أن يتم اكتشافها بسبب كثرة عددها.

وقالت المجلة: حتى إن أرادت إيران إغلاق المضيق وتعطيل حركة الملاحة فإنه لا يمكنها تحقيق ذلك لفترة طويلة أوإغلاقه بشكل كامل.. كما أن القادة الإيرانيين يدركون المخاطر الكبيرة لهذه الخطوة وخاصة الرد الدولي القوي المتوقع ضد إيران.

وأشارت إلى أنه في حال قررت إيران استعمال صواريخ بر-بحر صينية، فإن مثل هذه الصواريخ بحاجة لمنظومة معلومات عن الأهداف من شبكة رادارات أرضية التي من المرجح أن تكون الهدف الأول لهجمات القوات الأمريكية“.

ونقلت المجلة عن الخبراء قولهم إن تشغيل تلك الصواريخ يعتبر صعبًا أيضًا في بيئة منطقة الخليج نظرًا لارتفاع درجات الحرارة ما يعيق تحقيق أهدافها بشكل كبير إضافة إلى وجود عدد كبير من شبكات الرادار في محطات تحلية المياه ومنصات الحفر في المنطقة والتي يمكن أن تدفع الصواريخ الحرارية بعيدًا عن أهدافها“.

وقالت المجلة: في حال قررت إيران إطلاق صواريخ من الجزر فإنها بذلك ستعرض هذه الجزر لقصف شديد ومركز وربما احتلال هذه الجزر من قبل القوات الأمريكية ما يعني انتشار الحرب إلى داخل الأراضي الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *